العقيد يعلن استعداده للمعركة.. وأوباما يلمح إلى خيارات جديدة
غارات التحالف توقف هجوم القذافـــي على مصراتة
أسهمت الغارات التي نفذتها قوات التحالف على مواقع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على مشارف مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وداخلها في وقف هجمات القوات على المدينة. وفيما أكد الزعيم الليبي في أول ظهور علني له منذ بدء الهجوم على ليبيا انه صامد ومستعد للمعركة، حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما من أن القذافي قد يتمسك بالسلطة على الرغم من الهجوم الدولي على نظامه، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن تمتلك أوراقاً اخرى للعبها غير الخيار العسكري.
وقالت المعارضة الليبية إن الهجمات الجوية للتحالف ساعدت في وقف هجمات قوات القذافي في مدينة مصراتة غرب ليبيا.
التحالف قام بـ97 طلعة خلال 24 ساعة
قامت طائرات التحالف الدولي في ليبيا بـ97 طلعة، خلال الساعات الـ24 الاخيرة وقصفت دبابات ومضادات ارضية. وقال المتحدث باسم التحالف القائد الأميركي بفرلي موك، إن اي صاروخ عابر لم يطلق خلال هذه الفترة. وأضاف من على متن سفينة «ماونت ويتني»، التي تنسق منها العمليات في المتوسط، ان الضربات الجوية «ما زالت تستهدف مراكز القيادة والمضادات الارضية والدبابات». ومنذ بدء التدخل العسكري في ليبيا بعد ظهر السبت وحتى الثلاثاء، اطلقت سفن وغواصات اميركية وبريطانية 162 صاروخاً من نوع توماهوك. روما ــ أ.ف.ب |
ونقلت قناة «العربية» عن الثوار قولهم إنه لا توجد هجمات لقوات القذافي. وتردد مقتل عدد غير معلوم من المدنيين، بينهم أطفال، وإصابة المئات في الأسابيع الأخيرة القليلة من الهجمات هناك.
وجاء التقرير بعدما نقلت قناة «الجزيرة» عن مقاتل من معارضي القذافي قوله إن 14 شخصا قتلوا و23 أصيبوا في هجمات أمس في مصراتة. وينظر للقتال على ثالث أكبر مدينة في البلاد على انه حيوي، في الوقت الذي تحاول فيه قوات المعارضة الزحف على طرابلس.
وقال متحدث باسم الثوار رفض الكشف عن هويته ان «اليوم (أمس) شهد انفراجا، اذ شنت قوات التحالف غارات مكثفة على مواقع لقوات القذافي الحقت بها خسائر فادحة». وأضاف «أمضينا خمسة ايام صعبة. كنا على حافة اليأس. انها مبادرة مشجعة من قبل التحالف وعليهم ان يواصلوا قصف قوات» القذافي. وأكد أن الهدوء يسود المدينة. وقال«لم يعد هناك سوى قناصة يترصدون السكان. لكن اذا واصل التحالف غاراته والتشويش على اتصالات قوات القذافي، فسنطرد القناصة من المدينة في غضون ثلاثة ايام». وأشار إلى أن المخابز فتحت ابوابها، أمس، للمرة الاولى منذ ستة ايام. وأضاف أن «مصراتة تشعر بالامتنان للتحالف ولفرنسا، ونحن بحاجة لدعم اكبر منهما في الايام المقبلة، لكننا سنتولى البقية. يجب الا تتوقف الغارات. يجب استهداف طرق امداد هؤلاء القتلة، خصوصا في زليتان (غرب) وبني وليد (جنوب)». وقتل 17 شخصا من بينهم خمسة اطفال برصاص قناصة وقذائف القوات الموالية للقذافي في مصراتة، بحسب طبيب في احد مستشفيات المدينة. وفي منطقة الجبل الغربي نفسها، قال شاهد ان الوضع انقلب، حيث ارغمت قوات القذافي على الانسحاب من موقع على بعد 10 كلم من الزنتان كانت تقصف منه المدينة. وأضاف ان عددا كبيرا من القتلى سقطوا في صفوف الثوار خلال الايام الماضية. وفي طرابلس سمع مساء أول من أمس اطلاق نيران المضادات الارضية في سماء العاصمة الليبية، وقد سبقها وتلاها دوي انفجارات بعيدة، كما افاد مراسل «فرانس برس».
وبعد ذلك، أكد الزعيم الليبي في اول ظهور علني له منذ بدء الهجوم على ليبيا انه صامد ومستعد للمعركة.
وتحدث القذافي خلال ظهوره العلني المقتضب الى حشد أمام مقر اقامته في باب العزيزية بطرابلس الذي تعرض الاحد لقصف صاروخي، قائلاً: «أنا لا اخاف العواصف التي تجتاح المدى ولا من الطيايير التي ترمي دماراً اسود، انا هنا في بيتي في خيمتي، انا صاحب الحق اليقين انا صامد، انا هنا».
وفي تحدٍ للتحالف الدولي، أعلن القذافي انه مستعد للمعركة، سواء «كانت قصيرة او طويلة»، مؤكداً أنه «سينتصر». من جهته، قال أوباما في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إن القذافي قد يتشبث بالسلطة حتى في وجه الحظر الجوي وتراجع قواته، آملاً أن يتمكن الثوار الليبيون من قلب نظام القذافي، مستفيدين من الحماية الجديدة التي تقدمها المهمة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في بلادهم.
وأشار أوباما إلى أن الهدف المباشر للعمل العسكري الذي فوّضته الأمم المتحدة في ليبيا هو تفادي مجزرة في مدينة بنغازي، مقر المعارضة الليبية، على يد قوات القذافي. وقال: «لأن المجتمع الدولي متحالف، فإن قوات القذافي انسحبت الآن من بنغازي».
وأوضح أن القذافي قد «يتشبث بالسلطة وينتظر حتى في وجه الحظر الجوي على الرغم من تراجع قواته». وكان أوباما أكد في وقت سابق في سان سلفادور ان تدخّل الولايات المتحدة في الشرق الاوسط من «المصلحة القومية» الاميركية. وقال خلال مؤتمر صحافي «حيث يوجد ديكتاتور وحشي يهدد شعبه ويقول انه لن يرحم، ومع القدرة على القيام بشيء ما في اطار غطاء دولي، اعتقد انه من المصلحة القومية للولايات المتحدة القيام بشيء ما». من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، إن بعض المقربين من الزعيم الليبي اتصلوا بحلفاء ليبيا لايجاد مخرج للازمة.
وأضافت «لقد سمعنا عن مقربين منه (القذافي) يتصلون باشخاص يعرفونهم حول العالم في افريقيا والشرق الاوسط واوروبا واميركا الشمالية، وغيرها، ويسألون ماذا نفعل؟ كيف نخرج من هذا الوضع؟». وأوضحت أنها تلقت معلومات، لكنها لم تعلن مصدرها، بأن أحد ابناء القذافي قتل في ضربة جوية شنتها قوات التحالف. وأكدت مع ذلك ان «الادلة ليست كافية» لتأكيد الوفاة «التي في حال تأكدت لا يمكن ان تنسب الى القوات الاميركية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news