عشرات القتلى بتظاهرات احتجاجية في سورية
اتسع، أمس، نطاق التظاهرات المنددة بعنف قوات الأمن ضد المتظاهرين في محافظة درعا (جنوب) والمطالبة بإطلاق الحريات في سورية وشملت معظم المحافظات السورية، التي رد عليها الأمن بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى، غداة اعلان السلطات السورية عن سلسلة من الاجراءات الاصلاحية في محاولة لامتصاص غضب الشارع.
وأكد ناشط حقوقي لـ« فرانس برس» أن 17 متظاهراً قتلوا نتيجة اطلاق النار عليهم من قبل قوات الامن، بينما كانوا متوجهين الى درعا، جنوب سورية قادمين من القرى المجاورة لها.
وقال الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، «لقي 17 متظاهراً مصرعهم عندما تم اطلاق النار عليهم، بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) الى درعا».
وقال شاهد عيان في الصنمين، إن قوات الأمن اطلقت النار على المتظاهرين وقتل 20 شخصاً. وفي درعا قال شاهد عيان لـ«فرانس برس» «تظاهر اكثر من 10 آلاف شخص في ساحة درعا، أمس، حيث قام احد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري بشار الأسد، كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد».
وأضاف « قام رجال الامن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم باطلاق النار على المتظاهرين، وأردوا احدهم». وشارك الآلاف في درعا في جنازة قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها المدينة وهتفوا «بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد». وقال شاهد من «رويترز» إن محتجين في مدينة درعا السورية رددوا هتافات ضد ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، ورئيس الحرس الجمهوري.
وأفادت مراسلة «فرانس برس» بأنه في «منطقة ازرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية الى درعا». وفي دمشق قتلت قوات الامن ثلاثة أشخاص في ضاحية المعظمية القريبة من دمشق. كما انطلق نحو 300 شخص عقب صلاة الجمعة من جامع بني امية الكبير نحو سوق الحميدية هاتفين «الله، سورية، حرية وبس» و«درعا هي سورية» و«كلنا فداء درعا». وبثت مواقع صوراً لتظاهرة اخرى انطلقت من مسجد الرفاعي في دمشق.
وتم اعتقال خمسة اشخاص على الاقل على خلفية مشاركتهم في التظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت من المسجد الاموي. كما أكدت شاهدة عيان أن «قوات الأمن فرقت بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب العاصمة دمشق».
وفي منطقة داعل (شمال درعا) خرج نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية إلى الشارع وهم يهتفون «داعل ودرعا ما بتنهان»، بينما كان اطفال يلوحون بالكوفيات. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقراً له في بيان أن «نحو 3000 شخص تظاهروا في مدينة بانياس الساحلية».
كما بثت قنوات فضائية ومواقع انترنت عدة مقاطع لتظاهرات في الشوارع او المساجد في مدن سورية عدة، لا سيما حمص وحماة واللاذقية شارك فيها آلاف المتظاهرين في «جمعة العزة». وقال شهود عيان، إن ستة قتلى سقطوا برصاص بلطجية وقوات الأمن في اللاذقية.
دولياً دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من بروكسل سورية الى وقف العنف حيال المتظاهرين، مؤكداً ان رد فعل الاسرة الدولية «سيكون هو نفسه في كل مرة». وقال إن «كل زعيم، خصوصا كل زعيم عربي يجب ان يفهم ان رد فعل الاسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة».
كما نددت الولايات المتحدة بـ«القمع الوحشي» للتظاهرات في سورية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان، إن «الولايات المتحدة تندد بشدة بالقمع الوحشي للتظاهرات من جانب الحكومة السورية خصوصاً العنف ومقتل المدنيين على يد قوات الأمن».