صالح مستعد للرحيل دون تسليم السلطة للمعارضة
أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، في مقابلة مع قناة العربية استعداده للتنحي، لكنه قال انه لن يسلم السلطة الى المعارضة، محذراً من انقسام اليمن الى «اربعة اشطار». وقال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي، لـ«رويترز» انه قد يتم التوصل قريبا الى اتفاق بخصوص انتقال السلطة سلميا، فيما قتل سبعة جنود يمنين باشتباكات في أبين ومأرب.
وقال صالح «قلنا ونؤكد مرة اخرى اننا لسنا متمسكين بالسلطة، وانا قد امضيت 32 سنة، وهذه تجربة كبيرة جدا جدا اريد نقلها سلمياً الى الشعب وليس الى الفوضى». واعتبر صالح ان مغادرته السلطة «ستؤدي بالبلد إلى المجهول»، مؤكداً انه «مسؤول عن امن وسلامة البلاد»، وهو «ملزم بالوصول بالبلد الى شاطئ الامان». وقال متوجهاً الى المعارضة «نقول لهم تعالوا نتحاور كيف ننقل السلطة سلميا وبطريقة سلسلة وننقلها للشعب، وليس لكم، فهذا بعيد عليكم بُعد الشمس، وانما سنسلمها للشعب، والشعب هو الذي يختار قيادته». واضاف «اتحداهم اتحداهم مرتين وثلاثاً ان يستطيعوا حل مشكلة حتى لو رحل الرئيس بعد ساعتين. اذا كنا شطرين في الماضي قبل 22 مايو (1990) سنصبح اربعة اشطار، وهذا ما سيحصل ولن يستطيعوا ان يجلسوا الا في العاصمة صنعاء او في محافظتين او ثلاث». وشدد صالح على ان المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك تشكل اقلية بين اليمنيين و«غير مقبول ان اقلية في المجتمع تلوي ذراع الاغلبية»، مشيرا الى ان الاخوان المسلمين يمثلون التيار الرئيس في المعارضة، في إشارة الى التجمع الوطني للاصلاح.
واكد صالح انه شارك الخميس والجمعة الماضيين في اجتماع في بيت نائب الرئيس اليمني مع قيادات اللقاء المشترك واللواء علي محسن الاحمر، الذي انضم إلى الحركة الاحتجاجية بحضور السفير الاميركي للبحث في «كيفية الخروج من الازمة الراهنة وما الطريقة لمعالجة هذه الازمة». وقال «نحن ليس لدينا مشكلة لتلبية مطالبهم برحيل النظام لكن لمن؟ وكيف؟». واضاف ان قادة المعارضة يطرحون «رحيل النظام على التو خلال ساعات خلال يوم خلال يومين خلال شهر خلال 60 يوماً، هذه مطالبهم التي طرحت، ونحن أيضا متمسكون برؤيتنا». وحذّر صالح من ان بلاده «قنبلة موقوتة»، محذراً من انه «اذا لم نعمل وتعمل معنا كل الدول الخيرة سواء كانت شقيقة او صديقة على رأب الصدع والانخراط في الحوار السياسي، ستكون هناك حرب اهلية مدمرة، وستقلق المنطقة بشكل عام». ودعا صالح للحوار من اجل تجنيب اليمن الفتنة التي ستكون بحسب رأيه «فتنة صعبة وطويلة في اليمن من أصعب ما يمكن».
كما حذر صالح من سيناريو صومالي في بلاده.
من جهة اخرى، قتل ستة جنود يمنيين واصيب اربعة آخرون بجروح في هجوم نفذه عناصر تنظيم القاعدة شمال مدينة مأرب شرق صنعاء، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية واخرى قبلية لوكالة فرانس برس. وذكرت المصادر ان ستة جنود قتلوا واربعة اصيبوا بجروح في الهجوم الذي نفذه عناصر التنظيم على بعد ثلاثة كيلومترات شمال مدينة مأرب. وبحسب المصادر، تم احراق مركبة عسكرية والاستيلاء على مركبتين اخريين خلال العملية التي قادها عائض الشبواني، وهو من اهم قياديي القاعدة المطلوبين في محافظة مأرب. الى ذلك، قتل جندي يمني آخر أمس في هجوم نفذه عناصر مفترضون من تنظيم القاعدة ضد مبنى حكومي في محافظة ابين الجنوبية، فيما اشتبكت قوات الامن مع مسلحين اسلاميين، بحسب ما افاد مسؤول امني لوكالة فرانس برس. وكان الجندي يحرس المبنى الحكومي في مدينة جعار في ابين التي تعد ايضا من معاقل القاعدة في اليمن، وفق ما افاد المسؤول.
على صعيد آخر، اظهرت وثيقة دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس ان الولايات المتحدة كانت تتساءل منذ 2005 حول الخليفة المحتمل للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، واثارت بشكل خاص اسم اللواء علي محسن الاحمر. ورأى السفير الاميركي توماس كراجيسكي في وثيقة تحمل تاريخ السابع عشر من سبتمبر 2005 انه «في حال وفاة او تقاعد صالح (قبل انتهاء ولايته الحالية في 2013)، فان «خليفته سيكون بشكل شبه مؤكد ضابطاً في الجيش وعلى الارجح سيكون من قبيلة السنحان التي ينتمي اليها صالح». واضاف السفير ان «نجل صالح، احمد، هو الخيار الاكثر بديهية، إلا ان هناك شكوكاً كثيرة حول قدراته». كما اشار السفير الى اسم علي محسن الاحمر «الذي ينظر اليه عموما على انه الرجل الثاني الاكثر نفوذاً في البلاد»، ووصفه السفير بانه «القبضة الحديدية»، للرئيس. وتشير الوثيقة الى ان ترشح الاحمر لن يكون موضع ترحيب في الولايات المتحدة وفي دول اخرى من المجتمع الدولي «بسبب اسلوبه المثير للجدل في التعامل مع الارهابيين والمتطرفين». وبحسب الوثيقة، فان الاحمر «يعتبر انه كان خلف انشاء جيش عدن-ابين»، وهو مجموعة مسلحة متطرفة في جنوب اليمن مسؤولة عن اعمال عنف. كما ان الاحمر يعد «مقرباً من تاجر الاسلحة فارس المناع»، بحسب الوثيقة. وكان الاحمر اعلن في 21 مارس انضمامه للحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام، ما شكل ضربة قاسية لمعسكر صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.