«مؤتمر لندن» يدعو نظامه إلى الرحيل ويبشر الليبيين بأيام أفضل

قوات القذافي تتقدم داخل مصراتـة.. والثوار يتراجعون إلى بن جواد

الثوار يفرون من قصف قوات القذافي بالقرب من بن جواد بعد تراجعهــــــــــــــــــــــــــــــــــم من مصراتة شرق ليبيا. رويترز

تقدمت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، مدعومة بقذائف دبابات داخل مصراتة (150 كلم شرق طرابلس) وأرغمت الثوار على التراجع مذعورين إلى بن جواد تحت ضغط نيرانها، فيما طالب القذافي الاسرة الدولية بالتدخل لوقف غارات الائتلاف على قواته، في وقت دعت فيه مجموعة الاتصال حول ليبيا في أول اجتماع لها في لندن إلى رحيل الزعيم الليبي.

وتوغلت قوات القذافي داخل مصراتة التي لا تزال قطاعات عدة فيها خاضعة لسيطرة الثوار.

وقال متحدث باسم الثوار طلب عدم الكشف عن هويته «مصراتة في خطر. فقوات المجرم ( القذافي) تتقدم داخل المدينة والدبابات تقصف عشوائياً».

وأكد ان القوات الموالية للنظام لا تسيطر إلا على القسم الشمالي الغربي من المدينة.

وأضاف ان «المجزرة التي تم تفاديها في بنغازي بفضل تدخل قوات الائتلاف سترتكب في مصراتة».

وأشار إلى انه «خلافا لما حصل في بنغازي، فإن مقاتلات التحالف لم تقصف الدبابات الموجودة داخل المدينة خوفاً من وقوع ضحايا بين المدنيين».

وأكد ان «الوضع الانساني كارثي». وقال إن «مئات الاسر لجأت الى المدارس والمساجد. الوضع هش وخطير للغاية».

وكان النظام الليبي اعلن الاثنين وضع حد لهجومه ضد الثوار في مصراتة، حيث اعيد فرض «الامن» بحسب وزارة الخارجية الليبية، دون ان توضح ما اذا استعادت القوات الموالية السيطرة على المدينة.

وقال طبيب من مستشفى المدينة رفض الكشف عن هويته إن قوات القذافي قتلت 142 شخصاً على الاقل وأصابت اكثر من 1400 بجروح خلال هجومها ضد الثوار في مصراتة. وأضاف «منذ 18 مارس تلقينا 142 قتيلا على الاقل».

وأضاف «نعجز عن احصاء الجرحى لكننا تجاوزنا 1400 شخص» اكثر من 90 منهم في حالة خطرة.

وفي بن جواد قال شاهد من «رويتر» ان قوات القذافي هاجمت، أمس، معارضين بوابل من نيران الاسلحة الآلية والصواريخ ما أدى الى تقهقرهم بشكل فوضوي مذعور الى بلدة بن جواد.

ومع بدء الهجوم قفز معارضون وراء كثبان رملية لرد اطلاق النيران، ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرق سرت مسقط رأس القذافي.

وقال مراسل «رويترز» الذي اتبع خطى قافلة المعارضين ان الرصاص لاحقهم وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم.

وبدا ان قوات القذافي أنهت هجومها على مسافة بضعة كيلومترات غرب بن جواد وتوقف المعارضون في البلدة للانتظار وتنظيم صفوفهم.

وتقدم مقاتلو المعارضة على طول الشريط الساحلي واستعادوا بلدات نفطية عدة بعد شن غارات جوية غربية على مواقع تابعة للقذافي في الشرق والغرب يوم 19 مارس. غير أن تقدمهم غرباً قوبل بمقاومة مع اقترابهم من سرت. واستخدمت قوات القذافي الصواريخ والقذائف والقنابل وأسلحة من عيار متوسط في دفعهم للتقهقر الى بلدة النوفلية.

وأطلقت قوات القذافي نيران مدفعية ثقيلة على المعارضين الليبيين المنتظرين شرق النوفلية. وفر عشرات المدنيين من المكان بسيارات.

وقال اشرف محمد وهو مقاتل معارض إن قوات القذافي تطلق على مقاتلي المعارضة صواريخ من طراز «غراد».

لمشاهدة طائرات المدفعية الأمريكية تغير مسار التكتيكات العسكرية في ليبيا يرجى الضغط على هذا الرابط

وأضاف ان بعض سكان القرى الواقعة قرب النوفلية اطلقوا النار على المعارضين المسلحين اثناء تقهقرهم من منازلهم لمساندة قوات القذافي.

وقال مصطفى موسى احد سكان النوفلية وهو يفر في سيارة اجرة، انه يبدو ان قوات القذافي تسيطر على البلدة وتدعمها ميليشيات مسلحة مؤلفة من السكان المحليين. وأضاف «رأيتهم. يطلقون النار من النوفلية».

وفي لندن بدأت نحو 40 دولة ومنظمة أول اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا لبحث مرحلة ما بعد القذافي.

وهذه المجموعة مكلفة «الادارة السياسية» للعملية الدولية التي سيتولى الحلف الاطلسي قيادتها العسكرية اعتباراً من يوم غد الخميس والتحضير لمرحلة «ما بعد القذافي». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في افتتاح المؤتمر، إن القذافي مازال ينتهك قرار الامم المتحدة الذي سمح باستخدام القوة لحماية المدنيين.

وأضاف «بينما اتحدث سكان مصراتة يعانون هجمات اجرامية من قبل النظام»، مؤكداً أن رسالته للشعب الليبي هي «الايام المقبلة ستكون أفضل».

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان الضربات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الغربي على ليبيا يجب أن تستمر الى أن يذعن القذافي تماما لمطالب الامم المتحدة بوقف العنف ضد المدنيين وسحب قواته.

وأضافت كلينتون متحدثة، أنه يتحتم على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الضغط وعزل حكومة القذافي «للتوضيح له (الزعيم الليبي) بأن عليه الرحيل».

وقال القذافي في رسالة وجهها الى الدول الاعضاء في «مجموعة الاتصال» قبيل بدء اجتماعها «أوقفوا عدوانكم الوحشي الظالم على ليبيا».

وأضاف «اتركوا ليبيا لليبيين. انكم ترتكبون عملية ابادة لشعب آمن وعملية تدمير لبلد نامٍ».

وقال «يبدو انكم في اوروبا واميركا لا تشاهدون هذه العملية الجهنمية البربرية التي لا يشبهها، بل اقل منها ضرراً كثيراً، الا عمليات هتلر وهو يجتاح اوروبا او يقصف بريطانيا».

من جهته، أعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبدالملا، أن مؤتمر لندن يجب ان يقرر محاكمة القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية لا ان يعرض عليه المنفى. وقال «يجب ان توجه اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الليبي»، مشيراً الى ان هذا الأمر «غير قابل للتفاوض».

تويتر