مقتل 9 بتظاهرات احتجـاجية في سورية
خرج سوريون، أمس، عقب صلاة الجمعة في تظاهرات احتجاجية في درعا واللاذقية، كما وصلت الاحتجاجات الى شمال شرق سورية حيث توجد تمركزات سكانية كردية. وقتل ثمانية أشخاص على الأقل برصاص قوى الامن السورية في دوما شمال دمشق، وان شخصا تاسعاً قتل في محافظة درعا.
فقد أكد شاهد عيان لـ«فرانس برس» ان أربعة اشخاص على الاقل قتلوا أمس، وأصيب العشرات بنيران قوات الامن السورية خلال تظاهرات في مدينة دوما شمال دمشق. وقال الشاهد عبر الهاتف ان متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد دوما بعد صلاة الجمعة بإلقاء الحجارة على قوات الامن التي ردت بإطلاق النار عليهم. وأفاد الشاهد بأن عدد القتلى قد يتجاوز الـ10 إلا انه اورد اسماء ستة اشخاص فقط عرفت هويتهم وهم ابراهيم المبيض، احمد رجب، فؤاد بلة، محمد علايا. وأضاف «سقط ايضا عشرات الجرحى وقامت قوى الامن باعتقال العشرات كذلك»، على صعيد متصل، قام آلاف المحتجين بالتظاهر امام القصر العدلي في درعا جنوب البلاد، مطالبين بإطلاق الحريات و«الوحدة الوطنية».
في الصنمين في محافظة درعا، اكد ناشط لحقوق الانسان ان شاباً يدعى ياسر الشمري في العشرينات من العمر قتل بنيران قوى الامن على مدخل المدينة.
وأضاف الناشط ان القتيل جاء الى الصنمين مع متظاهرين آخرين من بلدتي انخل وجاسم المجاورتين، وأن قوى الامن اطلقت النار لتفريقهم. وأفاد الناشط بأن متظاهرين اثنين آخرين من بلدة جاسم قتلا ايضا، الا انه لم يتسن التحقق من هذه المعلومة كون هوية القتلى لم تعرف بعد.
وكان 30 شخصاً على الاقل كما تقول السلطات، و55 حسب منظمة العفو الدولية واكثر من 70 حسب «هيومن رايتس ووتش» و130 كما قال ناشطون قتلوا في درعا التي شكلت مركز الاحتجاج منذ 18 مارس الجاري. وفي حي الصليبة في اللاذقية شمال غرب سورية وأبرز مرافئ البلاد، تظاهر نحو 200 شخص دون ان تتدخل قوات الامن لتفريقهم، حسب ما اعلن ناشط لوكالة «فرانس برس».
في السياق ذاته، أكدت مجموعة من المحتجين تضم نحو 600 شخصاً انها اغلقت على نفسها باب جامع في منطقة كفرسوسة في دمشق، حيث كانت تؤدي الصلاة، خشية اعتداء رجال الامن عليهم. وأفاد معتصم من المحتجين في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» بأن «هناك نحو 600 شخص في الجامع يخشون الخروج خوفاً من اعتداء رجال الامن عليهم بعد أن حاولت مجموعة من المصلين التظاهر والمطالبة بالحرية». وأضاف «حاول البعض التظاهر بعد الانتهاء من الصلاة وهم يهتفون (سلمية سلمية) إلا ان بعض رجال الامن اعتدوا عليهم فعادوا أدراجهم الى الجامع واقفلوا الباب للاحتماء». الا ان مراسلي «فرانس برس» الذين جابوا المنطقة لم يتمكنوا من التأكد من هذه المعلومات، بل لاحظوا انتشار عدد من مؤيدي الرئيس السوري وهم يحملون أعلاما سورية. من جهة أخرى، تظاهر مئات الاشخاص في شمال شرق سورية التي يشكل الاكراد أغلبية السكان فيها للمرة الاولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سورية للمطالبة بإطلاق الحريات. وقال رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان الناشط رديف مصطفى لوكالة «فرانس برس» ان «مئات الاشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق) مطالبين بإطلاق الحريات». وأشار الى انها «المرة الاولى التي تجرى فيها تظاهرات»، في هذه المنطقة منذ بدء التجمعات في سورية في 15 مارس. وأضاف مصطفى ان المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها «نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط»، وهتفوا «الله سوريا وحرية وبس». وتابع مصطفى «ان قوات الامن لم تتعرض لهم الا ان بعض سائقي الدراجات موالين للنظام قاموا باستفزاز المتظاهرين، ما دعاهم الى التفرق تفادياً للانزلاق الى صدامات». وأشار الى «تظاهرة في الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق) قام بها نحو 200 شخص». وأوضح ان «الامن قام بتفريق هذه التظاهرة دون حدوث اعتقالات».
وتأتي هذه التظاهرات غداة إعلان السلطات السورية نيتها دراسة اوضاع نحو 300 الف كردي محرومين منذ نصف قرن من الجنسية السورية. وكانت وكالة الانباء السورية (سانا) ذكرت ان الرئيس السوري بشار الاسد وجه «بتشكيل لجنة لدراسة تنفيذ توصية المؤتمر القطري العاشر المتعلقة بحل مشكلة إحصاء عام 1962 في محافظة الحسكة»، عندما حرم 20٪من اكراد سورية من الجنسية السورية، بحسب منظمات حقوقية. ويفترض ان تنهي هذه اللجنة «دراستها قبل 15 أبريل الجاري»، بحسب الوكالة.