الثوار يستردون البريقة والنيران «الصديقة» تقصف مقاتليهم
لقي 10 من ثوار ليبيا مصرعهم في قصف جوي نفذته قوات التحالف الغربي على مشارف مدينة البريقة التي نجح الثوار في استعادتها، وذلك بعد مقتل 13 آخرين بطريقة مماثلة قرب أجدابيا، في حين واصلت كتائب القذافي قصفها المدفعي لمدينة مصراتة، رافضة وقف اطلاق النار.
وتفصيلاً، قال أحد الثوار الليبيين أمس، ان ضربة جوية للائتلاف الدولي أصابت مجموعة من الثوار على المشارف الشرقية لبلدة البريقة في وقت متأخر من مساء الجمعة، ما أسفر عن سقوط 10 قتلى على الاقل. ورأى مراسل «رويترز» هياكل محترقة لاربع مركبات على الاقل، بينها عربة اسعاف على جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للبلدة النفطية. وكان رجال يصلون عند مقابر قريبة حفرت أخيرا ورفع عليها علم ليبيا في فترة ما قبل الزعيم الليبي معمر القذافي بألوانه الاحمر والاسود والاخضر. وقال مصطفى علي عمر، أحد الثوار المسلحين «بعض قوات القذافي تسللت بين الثوار وأطلقت نيران أسلحة مضادة للطائرات في الهواء، بعد ذلك جاءت قوات حلف شمال الاطلسي وقصفت الثوار. وذكر ثوار مسلحون في المكان أن ما يصل الى 14 شخصاً قد يكونون قتلوا في القصف، وألقى معظم الثوار باللوم على عميل للقذافي، لتعمده جذب النيران الصديقة إلى المعارضين، ولكن آخرين قالوا إن معارضين آخرين أطلقوا النيران في الهواء بطريق الخطأ. وصرح مقاتل، طلب عدم نشر اسمه، «أطلق ثوار النيران في الهواء، وجاء الائتلاف وقصفهم. نحن من أخطأنا».
|
وقال معارض آخر يدعى محمد عبدالله إن الثوار لايزالون في حاجة للضربات الجوية لمواجهة قوات القذافي المسلحة بشكل أفضل. وأضاف مشيرا الى بندقيته «لا يمكننا محاربته بهذه الاشياء».
وكان 13 شخصاً لقوا مصرعهم، وأصيب سبعة آخرون في وقت سابق من مساء الجمعة، عندما قصفت طائرات الناتو قافلة للثوار تضم أربع سيارات غرب مدينة أجدابيا، كما أشارت الحكومة الليبية من جانبها إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين إثر غارات بالمنطقة نفسها.
ميدانياً، اعلن الثوار أمس، أنهم نجحوا في استعادة البريقة من جديد، وهو ما أكده مراسل «الجزيرة» في طبرق، لكن مجموعة من وكالات الأنباء قالت إنها لم تتأكد من الأمر بعد، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلها أنه رأى جثثا متفحمة لأكثر من سبعة من عناصر كتائب القذافي، والى جانب تلك الجثث توجد نحو 10 سيارات مكشوفة تابعة للجيش الليبي محترقة على حافة الطريق، وحفرة يبلغ قطرها خمسة امتار، ويبلغ عمقها مترين، في مؤشر إلى ان قصفاً جوياً من حلف شمال الاطلسي استهدف قافلة آليات ليبية خفيفة، لان لا شيء بين اسلحة الثوار يمكن ان يحدث مثل هذه الاضرار.
وردا على سؤال لـ«فرانس برس» اكد عدد من سكان البريقة ان الثوار استعادوا فعلاً هذه المدينة الصغيرة، ويحاولون احتواء بعض القناصة المختبئين التابعين لقوات القذافي، التي تراجع معظمها نحو الغرب. وتوقفت المعارك صباح أمس على مشارف البريقة، حيث لم يسمع سوى هدير مقاتلات حلف شمال الاطلسي تحلق فوق المنطقة. وقال الطبيب عصام ابوحربة من قسم الطوارئ بمستشفى اجدابيا إن ثمانية اشخاص من عائلتين مختلفتين من بلدة ارغوب جنوب البريقة، قتلوا في ظروف اختلفت الروايات في شأنها.
واضاف «لكن الاكيد ان جنود القذافي لايزالون يختبئون بين المنازل للافلات من الغارات الجوية»، مؤكداً «اتصلت باحد سكان البريقة فقال إن سيارات مكشوفة يستقلها جنود امضت الليل في الشارع حيث منزله».
من جانبها، قصفت قوات التحالف الدولي، فجر أمس، مدينة الرجبان في الجبل الغربي في غرب ليبيا، ومدينة الخمس الساحلية شرق طرابلس، كما افادت مصادر رسمية ليبية وشهود عيان. ونقلت وكالة الانباء الليبية عن مصدر عسكري ان مواقع مدنية وعسكرية في مدينتي الرجبان والخمس استهدفها قصف «عدواني صليبي»، في إشارة الى التحالف الدولي. من جهته أفاد شاهد عيان وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي بأن القصف على مدينة الخمس استهدف قاعدة بحرية، من دون أن يتمكن من إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي الغرب استمر تعرض مدينة مصراتة، ثالثة كبريات المدن الليبية، التي تبعد نحو 200 كلم شرق العاصمة طرابلس، لقصف عنيف من جانب كتائب القذافي، استخدمت فيه الدبابات والقذائف الصاروخية وقذائف المورتر، في ظل تقارير عن سقوط نحو 30 قتيلاً في الأيام الثلاثة الأخيرة. وقامت طائرات حربية غربية بمهاجمة قاعدة جوية جنوب مصراتة.
على الصعيد السياسي، رفضت الحكومة الليبية عرض المجلس الوطني الانتقالي وقفا لإطلاق النار ووصفته بأنه تعجيزي، بعد أن اشترط الثوار قيام العقيد القذافي بسحب قواته من جميع مدن ليبيا، واحترام حق الليبيين في الاختيار. وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى ابراهيم، ان «المعارضين لم يقترحوا السلام ابدا. انهم لا يقترحون السلام. انهم يقترحون طلبات مستحيلة». واضاف ابراهيم «لن نغادر المدن. نحن الحكومة وليس هم».