صورة وظلال

علي محسن الأحمر.. منافس يقلق الرئيس

على الرغم من صلة القرابة بينهما وصداقتهما الطويلة، نشب خلاف كبير بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر، بسبب الاحتجاجات التي تعم الشارع اليمني منذ أسابيع. وأدى إعلان هذا الأخير انضمامه إلى المطالبين بتنحي صالح، إلى تعقيد الأزمة السياسية في اليمن.

تدرج الأحمر في السلك العسكري حتى أصبح ضابطا برتبة لواء، وكان له دور كبير في الحرب التي دارت بين القوات الحكومية والجماعات المناوئة، المعروفة بحصار السبعين. كما كانت له نزعة وحدوية وموقف رافض للانفصال في حرب ،1994 إذ كان قائدًا ميدانيا لجبهة عدن. وإضافة إلى مهامه العسكرية، عمل عضوا في لجنة الحوار الوطني التي صاغت «الميثاق الوطني» في اليمن، وعضوا في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم لثلاث دورات متتالية، وعضوا في لجنة الدفاع.

أسهم الأحمر في تحديث وبناء القوات المسلحة، وتشكلت الفرقة الأولى مدرعات تحت قيادته، كما أسهم في استعادة تحقيق الوحدة اليمنية، من خلال عمله في عدد من اللجان الوحدوية، كما عمل عضوًا في إعادة تنظيم ودمج القوات المسلحة التي كانت منقسمةً شطرين، أحدهما في جنوب اليمن، والآخر شماله، وعين نائبًا لرئيس اللجنة العسكرية اليمنية السعودية المشتركة لمعالجة الاختلالات العسكرية والأمنية بين البلدين، ولحل قضايا الحدود.

أظهرت وثيقة دبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس»، أن الولايات المتحدة كانت تتساءل منذ 2005 حول الخليفة المحتمل للرئيس اليمني، وأثارت بشكل خاص اسم اللواء الاحمر. ورأى السفير الاميركي توماس كراجيسكي في وثيقة سرية انه «في حال وفاة أو تقاعد صالح قبل انتهاء ولايته الحالية فإن نجل صالح، احمد، هو الخيار الاكثر بديهية، الا أن هناك شكوكا كثيرة حول قدراته». وأشار السفير الى الاحمر «الذي ينظر اليه عموما على انه الرجل الثاني الاكثر نفوذا في البلاد»، ووصفه السفير بأنه «القبضة الحديدية» للرئيس. وتشير الوثيقة الى ان ترشح اللواء لن يكون موضع ترحيب في الولايات المتحدة وفي دول اخرى من المجتمع الدولي «بسبب اسلوبه المثير للجدل في التعامل مع الارهابيين والمتطرفين».

استغل الأحمر علاقاته مع زعماء القبائل لحل كثير من القضايا المتعلقة بالأمن والخلافات العشائرية، ولعب الأحمر دورا مفصليا في الحرب الأخيرة ضد الحوثيين المناوئين لحكم صالح.

سرب موقع «ويكيلكس» معلومات تقول إن الرئيس اليمني أراد أن يستخدم السعوديين من غير علمهم للقضاء على اللواء الأحمر. وذكرت صحيفة «افتنبوستن» النرويجية،أ أنه في «شتاء 2010 تم توجيه طائرات مقاتلة سعودية كانت تشارك في قصف التمرد الحوثي الذي تشهده اليمن منذ 2004 إلى مبنى قدم للسعوديين على أنه مقر مهم للمتمردين»، مشيرة إلى أن العملية ألغيت عندما أدرك الطيارون السعوديون أنهم يوشكون على قصف المقر العام للواء الأحمر.

تويتر