إسرائيل تسعى إلى إلغاء تقرير غولدستون
طالب قادة إسرائيليون أمس بإلغاء تقرير ريتشارد غولدستون حول عملية «الرصاص المصبوب»، الاسرائيلية على قطاع غزة في شتاء عام 2008 بعدما أعرب القاضي جنوب الافريقي عن اسفه لنص تقريره. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «أدعو الامم المتحدة الى الغاء تقرير غولدستون فورا ويجب القاء هذا التقرير في مزبلة التاريخ». وأكد مكتبه انه امر خبراء قانونيين وخبراء من وزارة الخارجية بدراسة الوثيقة. وأضاف وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي «انه امر بالغ الاهمية ويجب مضاعفة هذه الجهود لالغاء هذا التقرير». وتابع «سأعمل على تحقيق ذلك»، معبراً عن اسفه «للضرر الذي سببه»، هذا التقرير. وطالب باراك في وقت سابق في بيان القاضي غولدستون «بنشر نتائجه الحالية على المجتمع الدولي»، وليس داخل مقال. وكتب القاضي غولدستون الذي اعد التقرير للامم المتحدة حول جرائم الحرب في عملية «الرصاص المصبوب»، في مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست ان تقريره كان سيكون «وثيقة مختلفة» اليوم.
من جانبه دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز القاضي الى «الاعتذار عن اتهام اسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتجاهل ان العملية (الرصاص المصبوب) كانت دفاعا عن النفس ضد إلقاء آلاف الصواريخ (من غزة) على مدنيين أبرياء». واعتبر تقرير غولدستون في ذلك الوقت ان هناك احتمالا بأن تكون اسرائيل وايضا حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 ارتكبتا جرائم حرب. وقتل في عملية الرصاص المصبوب 1400 فلسطيني أغلبهم من المدنيين و13 اسرائيلياً معظمهم من الجنود.
من جهته، قال الناطق باسم «حماس» سامي ابوزهري في بيان ان الحركة «تستغرب موقف غولدستون وتقبله للرواية الاسرائيلية».
وأشار ابوزهري الى ان غولدستون قام بهذه الخطوة «رغم ان الاحتلال الاسرائيلي رفض استقباله أو التعاون معه مقابل استقباله في غزة وتقديم كل التسهيلات لعمل فريق غولدستون».
ودعت «حماس» الامم المتحدة الى «تنفيذ ما ورد في تقرير غولدستون لأنه اصبح إحدى الاوراق والوثائق الدولية». وشددت على ان «التقرير ليس ملكا شخصياً لغولدستون»، مشيرة الى ان «فريقاً من القضاة الدوليين شاركوا في وضعه (...) واعتمد على جملة من الوثائق وشهادات شهود العيان في الميدان، ما يزيد من قوة التقرير ومصداقيته». وعبرت حركة الجهاد الاسلامي في بيان عن استهجانها «لتراجع»، غولدستون «عما ورد في تقريره في اعقاب الحرب العدوانية التي شنها جيش الاحتلال نهاية 2008 على قطاع غزة».