صورة وظلال

ثان شوي.. جنرال ميانمار المخيف

 

الجنرال ثان شوي الذي تقاعد من الجيش رسميا، حكم ميانمار اعتبارا من عام 1992 بقبضة من حديد، وابقاها رهينة نظام رعب، كما خنق كل التطلعات للديمقراطية التي جسدتها عدوته المعارضة اونغ سان سو تشي. والجنرال البالغ من العمر 78 عاما يصفه معارضوه بانه «ديكتاتور فوقي متعصب ومهووس»، وبأنه متأثر جدا بعلم الفلك. كما عمد الى افراغ النظام من عدد من اعدائه المحتملين، وحال دون ظهور رجل قوي جديد في البلاد. ويقول المحلل السياسي المقيم في المنفى اونغ ناينغ او انه سيبقى يحتفظ بنفوذ في السلطة الجديدة. والجنرال الذي لايزال دوره في النظام الجديد غير معروف، سيترك وراءه ميانمار محظورة من الغرب، وبالكاد مدعومة من الدول المجاورة، وبينها الصين والهند، الطامعة في مواردها الطبيعية. كما يترك اقتصادا منهارا بسبب العقوبات الدولية وسوء الادارة.

ولد ثان شوي في عام 1933 قرب ماندالاي (وسط)، حيث بدأ عمله موظفاً في البريد. وفي سن العشرين انخرط في جيش بلاده التي استقلت لتوها، بعدما كانت مستعمرة بريطانية، وعاش اول تجربة ميدانية له بصفته ضابطاً في حملة مكافحة متمردين من اثنية تشكل اقلية. وفي 1962 استولى الجنرال ني وين على السلطة، وتسلق ثان شوي سلم السلطة بتكتم وفاعلية. وبعد عمليات القمع الدامية للثورة الطلابية في 1988 وسقوط ني وين، اصبح ثان شوي اليد اليمنى لرئيس المجلس العسكري الجديد، الجنرال ساو مونغ، ونظّم هذا الاخير اول انتخابات تعددية منذ عام ،1990 وحققت فيها الرابطة الوطنية من اجل الديمقراطية التي ساهمت اونغ سان سو تشي في تأسيسها فوزا ساحقا، لكن الرابطة لم تتمكن ابداً من الحكم.

وحين تولى ثان شوي السلطة، فرض الاقامة الجبرية على اونغ سان سو تشي التي حازت جائزة نوبل للسلام، وتجسد المقاومة للمجلس العسكري الحاكم. ويقول معارضو ثان شوي انه يغتاظ في كل مرة يسمع فيها باسم سو تشي، وعلى مدى نحو 20 عاما، حافظ ثان شوي بالقوة على «وحدة واستقرار» بلد يشهد تمرد اقليات أثنية مسلحة.

وحقق ثان شوي احلام عظمة في «نايبيداو» (قصر الملوك)، وهي عاصمة جديدة شيّدها على بعد 400 كلم عن رانغون في منطقة نائية. ونقل إليها كل مؤسسات الدولة في مطلع ،2006 كما قالت بعض المصادر لحماية النظام من مؤامرات مفترضة. ويقول بنيديكت روجرز، مؤلف سيرة ذاتية عن ثان شوي في عام .،2010 ان «اسمه يوحي بالخوف، وفي الوقت نفسه الاشمئزاز».

ولايزال اسم هذا العسكري الذي يضع نظارات سوداء مرتبطاً بقمع التظاهرات ضد غلاء المعيشة التي قام بها رهبان بوذيون في عام ،2007 والتي ادت الى سقوط 31 قتيلا و74 مفقودا، بحسب الامم المتحدة. كما حكم على مئات الاشخاص بعقوبات سجن قاسية بعد حركة الاحتجاج هذه. وفي مايو 2008 رفض المساعدة الاجنبية التي عرضت بعد الاعصار نرجس الذي اوقع 138 ألف قتيل. ودعا وسط الدمار الى استفتاء دستوري، انبثقت عنه الاصلاحات الحالية التي اعدت بشكل يناسب العسكريين. وعمد ثان شوي الى استبعاد اونغ سان سو تشي عن هذه العملية. وامضت المعارضة البورمية معظم السنوات الـ20 الماضية محرومة من حريتها، ولم يتم الافراج عنها إلا في نوفمبر الماضي.

تويتر