«الأطلسي» يدمر دبابات وذخائر لقوات القذافي.. والوسـاطة الإفريقية تقترح مـرحلـة انتقالية

معارك في أجدابيا وإسقاط مروحيتين للثوار قرب البريقة

ثوار يمرون بمحاذاة دبابة مدمرة تابعة لكتائب القذافي في أجدابيا حيث دارت معارك عنيفة. أ.ف.ب

دارت معارك ضارية في مدينة أجدابيا شرق ليبيا بين الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي والثوار، في حين قصفت قوات التحالف الدولي التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) موقعاً للقوات الحكومية في مصراتة، حيث دمرت 25 دبابة ودكت مستودعات ذخائر وأسلحة ثقيلة، فيما قال النظام إنه اسقط مروحيتين للثوار اخترقتا منطقة الحظر الجوي قرب البريقة. من جهتها، كررت لجنة الوساطة الافريقية دعوتها أمس، الى الوقف الفوري لاعمال العنف واقترحت تحديد «مرحلة انتقالية» لاعتماد اصلاحات في ليبيا.

ميدانياً افادت مصادر طبية أمس، بأن 12 من الثوار على الاقل قتلوا خلال الاشتباكات مع قوات القذافي في مدينة أجدابيا ومحيطها. وأفاد مراسل فرانس برس بأن جثث تسعة ثوار نقلت الى مشرحة مستشفى الجلاء في بنغازي.

وأكد مسؤول في المستشفى الذي تنقل اليه معظم ضحايا المواجهات في شرق ليبيا «لقد نقل الى المستشفى تسعة شهداء و14 جريحاً من اجدابيا». وصرح طبيب في مستشفى الهواري الى حيث نقل ايضاً ضحايا لفرانس برس بـ«نقل الى المستشفى ثلاث جثث وثلاثة جرحى من اجدابيا».

وقال الثوار، الذين وصلتهم تعزيزات من الشرق، إنهم حاصروا مجموعة تابعة للنظام وأسروا عدداً من جنودها. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس، بأن دوي 10 انفجارات سمع صباح أمس في غضون بضع دقائق مصدره اجدابيا.

وأضاف ان شاحنات عدة للثوار المسلحين بقاذفات صواريخ وأسلحة رشاشة كانت متجهة الى المدينة التي فروا منها السبت. وقال احد السكان ويدعى حافظ زواي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «حدث قصف كثيف مصدره غرب اجدابيا من مواقع القوات الموالية للقذافي». وأضاف انه لا يمكنه الخروج من منزله لأسباب امنية وأنه لا يعلم حجم الأضرار التي سببها القصف.

وسمع شاهد من «رويترز» عند البوابة الشرقية لاجدابيا اصوات اطلاق للرصاص ونيران المدفعية وشاهد أعمدة من الادخنة السوداء، ما يشير إلى ان قوات القذافي تقدمت صوب مركز البلدة وهي بوابة للشرق الذي يسيطر عليها الثوار.

وقال المتحدث باسم الثوار انهم اسروا 15 من المرتزقة الجزائريين في اجدابيا وقتلوا ثلاثة آخرين في معارك ضارية دارت في المدينة.

وأضاف ان المرتزقة الذين اسروا لم تكن بحوزتهم اوراق ثبوتية لكنهم «قالوا انهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية». واوضح لـ«فرانس برس» انه عثر على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في مبنى قريب في اجدابيا. واتهم المتحدث الجزائر بدعم القذافي وبغض النظر عن مجيء المرتزقة الى ليبيا، مؤكدا ان الاسرى يعاملون معاملة جيدة.

وفي السياق ذاته، نقلت «رويترز» عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن 30 منهم قتلوا خلال هجمات كتائب القذافي على المدينة أول أمس، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار.

وذكرت مصادر من مصراتة للوكالة نفسها أن كتائب القذافي قصفت السبت الجانب الشرقي للمدينة بالمدفعية الثقيلة لليوم الثاني على التوالي، مع تركيز القتال على الطريق المؤدية للميناء، حيث قتل سبعة من الثوار في معارك عنيفة على هذه الطريق.

وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة، وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس في مصراتة وقطَعوا الإمدادات عن القناصة.

وذكرت أنباء أنّ نحو 50 جندياً من الكتائب قد سلّموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظلّ تراجعٍ أعداد الجنود في الشوارع.

واندلع القتال بين الثوار وكتائب القذافي على جبهات عدة أخرى، ففي يفرن بالجبل الغربي قصفت قوات القذافي المدينة بثلاثة صواريخ من طراز غراد سقط أحدها على مركز الدرن بمستشفى المدينة ملحقا به أضرارا بالغة. كما تعرضت الجبهة الشمالية لمدينة الزنتان لقصف كثيف من قوات القذافي انطلاقاً من الجبل. وقُصفت مدينة الرجبان القريبة والزنتان أيضاً انطلاقاً من داخل معسكر الذخيرة بمنطقة القاعة. في هذه الأثناء تستمر كتائب القذافي في حصار مدينة زوارة بالشمال الغربي وعزلها عن العالم الخارجي، في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية بتناقصِ المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب.

من جهة أخرى، قال حلف الناتو إنه دمر 25 دبابة تابعة لكتائب القذافي، 14 منها في مصراتة و11 على طريق أجدابيا من جهتها، بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز «تورنيدو» ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة.

وأعلنت القيادة المركزية لعمليات الحلف ان طائرات الاطلسي شنت ضربات في شرق طرابلس على مستودعات للذخيرة تستخدمها قوات العقيد القذافي لاعادة التموين بالسلاح وقصف المدنيين الابرياء في مدينة مصراتة.

وتأتي هذه العمليات الدولية ضد قوات القذافي بعد انتقادات واسعة وجهها مدنيون وثوار في ليبيا إزاء ما اعتبروه تباطؤاً من قبل الناتو في حماية المدنيين بمصراتة من هجمات كتائب القذافي. وأكد مسؤول بالحلف أن مقاتلاته اعترضت طائرة من طراز «ميغ 23» بالقرب من بنغازي السبت كان يقودها طيار من الثوار وطلبت منه الهبوط.

بالمقابل قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم، إن القوات الموالية للقذافي أسقطت مروحيتين تابعتين للثوار قرب البريقة، واتهم الناتو بالانحياز للثوار بتغاضيه عن هذه الطائرات وعدم فرض حظر الطيران الذي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم .1973

دبلوماسياً كررت لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا أمس دعوتها الى الوقف الفوري لأعمال العنف كافة، واقترحت تحديد مرحلة انتقالية لاعتماد اصلاحات في ليبيا. وقررت اللجنة التي تضم رؤساء خمس دول افريقية اختارهم الاتحاد الافريقي وسطاء وصلوا ليبيا امس للقاء العقيد القذافي، العمل وفقا لخريطة الطريق التي تم اقرارها في مارس. وتطالب هذه الخطة بالوقف الفوري للاعمال الحربية كافة والايصال السريع للمساعدة الانسانية والحوار بين الافرقاء الليبيين، بحسب بيان نشرته اللجنة بعد اجتماعها الثاني أمس.

وكان هؤلاء الوسطاء دعوا الى الوقف الفوري للاعمال الحربية بعد اجتماعهم الاول في 19 و20 مارس في نواكشوط ايضا. وبحسب بيانهم، ينوي القادة الافارقة في اللجنة اقتراح ادارة شاملة لمرحلة انتقالية بهدف اقرار والمباشرة بتطبيق اصلاحات سياسية ضرورية للقضاء على اسباب الازمة الحالية من خلال الاخذ في الاعتبار كما ينبغي بالتطلعات المشروعة للشعب الليبي الى الديمقراطية والاصلاح السياسي والعدالة والسلام والامن.

وقال البيان ان اللجنة مكلفة التعامل مع كل الاطراف في ليبيا وتقييم تطور الوضع بشكل مستمر وتسهيل حوار شامل بين الاطراف الليبيين حول الاصلاحات المناسبة، واخيراً التعاون مع شركاء الاتحاد الافريقي لتسهيل تنسيق الجهود وطلب مساعدتهم لتسوية سريعة للازمة. ووجهت اللجنة «نداء ملحاً الى كل الاطراف لتلتزم تسوية سلمية للازمة الخطيرة التي يشهدها بلدهم ولتقدم كل التعاون المطلوب لتحقيق هذا الهدف».

وقال الرئيس الموريتاني في ختام الاجتماع ان «الهدف الاول للجنة هو انهاء الحرب وايجاد حل مناسب للازمة». وأضاف «نحن على اتصال مع الاسرة الدولية للتوصل الى هذا الهدف حسب خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي». وبعد طرابلس يفترض ان يتوجه وسطاء الاتحاد الافريقي اليوم الى بنغازي معقل الثوار في محاولة لاقناعهم بوقف اطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة، اذ إن قادة المعارضة اعربوا مسبقاً عن رفضهم هذه الفكرة طالما لايزال العقيد القذافي وأبناؤه في الحكم.

تويتر