بانياس "تشيع شهداءها" وسط حصار للجيش.. وأنباء عن اعتقال عشرات السوريين
أعلن ناشط حقوقي سوري،اليوم، أن الجيش يحاصر مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق)، وذلك بعدما شيعت المدينة صباحاً أربعة قتلى قضوا أمس، في مواجهات دامية، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات الأمنية السورية شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات، بينهم حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وصحافية، وذلك على خلفية التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها عدد من المدن السورية.
وكان شهود عيان أكدوا،أمس، مقتل أربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الأمن، في حين أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح، ما أدّى إلى مقتل تسعة عسكريين، بينهم ضابطان واصابة جنود آخرين بجروح.
وقال أحد قادة حركة الاحتجاج، أنس الشهري، لوكالة فرانس برس إن "الجيش يحاصر المدينة بثلاثين دبابة"، مضيفاً أن "شبيحة النظام يتمركزون في منطقة القوز، ويطلقون النار على الأحياء السكنية".
وأشار إلى أن هذه العناصر تطلق النار "أيضاً على الجيش لجره إلى حرب مع الشعب"، لافتاً إلى أن "بعض عناصر الجيش قتل، فيما جرح اخرون".
وتابع الشهري "لقد قامت السلطات بعدة اعتقالات في الليل، كما قطع التيار الكهربائي عن المدينة".
وكان ناشط حقوقي رفض كشف هويته، قال في اتصال من بانياس مع وكالة فرانس برس، إن "الجيش يحاصر المدينة حيث انتشرت حولها 17 دبابة".
وأضاف "لقد قطعت الكهرباء، والجيش يطلق النار في شكل متقطع لاستفزاز الناس، وحثهم على الرد إلا ان أحداً منهم لم يرد باطلاق النار"، مشيراً إلى أن "نداءات أطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن اطلاق النار".
وكشف الناشط ان "ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين، بعد أن رفضوا اطلاق النار، إلا ان المسؤولين عنهم أطلقوا النار عليهم مما تسبب باصابتهم".
من جهته، وجه إمام جامع الرحمن، الشيخ أنس عيروط، نداء استغاثة باسم سكان مدينة بانياس، طالب فيه "بالتدخل السريع لقوات الجيش، ليقوموا بايقاف هذه العصابات المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم، القوز وضهر محيرز والقصور".
وفي دمشق، أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن "السكان قاموا صباح اليوم بتشييع القتلى الأربعة الذين قضوا في أحداث الأحد"، مشيراً إلى "أنهم جميعاً من المدنيين".
وقال ريحاوي إن الضحايا هم "سامر محمود لولو، محمد طالب الضائع، نزيه حجازي وعماد سليمان".
وأكد أن "السلطات السورية قامت مساء أمس، بتوقيف اثنين من أبرز مساعدي (نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم) خدام، هما محمد علاء بياتي وأحمد موسى"، مرجحاً أن "يكون التوقيف تم على خلفية اتهامهما بادارة الاحتجاجات في بانياس"، التي يتحدر منها خدام.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، في بيان له اليوم، إنه علم أن السلطات السورية "شنت حملة اعتقالات واسعة خلال الأيام الماضية على خلفية تظاهرات الحرية طالت العشرات".
وأورد المرصد أسماء من عرفوا ممن طالتهم هذه الاعتقالات وهم "جورج صبرا القيادي في حزب الشعب، احمد معتوق القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، محمد خالد درويشة، محمد وائل البيطار، بسام البدرة، عزام ديوب، عبد الرحمن الشربجي، معتز مراد، سامر الحو، رياض عديلة، الصحافية شاميرام منديل، محمد يوسف العمر، أيمن يوسف العمر، ضياء يوسف العمر، هيثم العبد الرحمن، حسين العبد الرحمن، طارق عبد الكريم العمر وحسن العبد الرحمن".
كما دعا السلطات السورية إلى "الإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية، والتوقف عن ممارسة سياسية الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان، والقيام بكافة الإجراءات التي تكفل للمواطنين حقهم المشروع بالتجمع السلمي والتعبير عن الرأي وعدم تقييد هذه الحقوق".