الثوار يرفضون مبادرة الاتحاد الإفريقي ويتمــسكون برحيل القذافي وأبنائه
رفض المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس، مبادرة الاتحاد الإفريقي لحل الازمة في البلاد وأي وساطة لا تتضمن رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي وابنائه. واستعاد الثوار السيطرة على مدينة أجدابيا شرقي ليبيا بعد معارك عنيفة مع قوات القذافي التي قصفت، أمس، مصراته بالصواريخ وقتلت خمسة من الثوار الذين تمكنوا من صد الهجوم على المدينة المحاصرة.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحافي في بنغازي ان القذافي نفسه «ضرب عرض الحائط»، بهذه المبادرة، بعد ان طرحت للمرة الاولى الشهر الماضي من خلال الاستمرار في «قصف المدنيين بالطائرات والراجمات ومحاصرة المدن».
لمشاهدة خارطة طريق إفريقية لليبيا ، الرجاء الضغط على هذا الرابط . |
واضاف «ومن ثم إن هذه المبادرة التي طرحت اليوم قد تجاوزها الزمن».
وأكد أن مطالب الشعب هي رحيل القذافي وابنائه، وأن أي مبادرة لا تحوي هذا المطلب «جديرة بالالتفات عنها».
وأوضح انه «على القذافي وابنائه الرحيل فورا إن ارادوا النجاة بانفسهم».
وجاءت تصريحات عبدالجليل بعد أن عرض وفد الوساطة الافريقية على المجلس الانتقالي «خريطة الطريق» التي اعدها لحل الازمة في ليبيا، بدءا بوقف لاطلاق النار، ووافق عليها القذافي أول من أمس. ووصل وفد الوساطة الإفريقية الى بنغازي غداة إجرائه محادثات في طرابلس مع القذافي، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا.
ويضم وفد الاتحاد الإفريقي رؤساء، جنوب إفريقيا جاكوب زوما، ومالي أمادو توماني توري، وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، والكونغو دينيس ساسو نغيسو.
وكان زوما أعلن، مساء أول من أمس، بعد المحادثات مع الزعيم الليبي ان «وفد (القذافي) وافق على خريطة الطريق، مثلما عرضناها»، مضيفاً أنه«سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان».
وأكد انه «في هذا البيان سيتم توجيه نداء إلى حلف شمال الأطلسي من اجل ان يوقف قصفه (في ليبيا) لإعطاء فرصة لوقف إطلاق نار».
لمشاهدة خارطة الصراع في ليبيا ، الرجاء الضغط على هذا الرابط . |
من جهته، أوضح مفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي، رمضان العمامرة، في بيان تلاه امام الصحافيين ان «خريطة الطريق» تلحظ خصوصاً «الوقف الفوري للأعمال الحربية»، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان، والبدء بحوار «بين الأطراف الليبيين»، بهدف التوافق على مرحلة انتقالية.
وسيجتمع أعضاء مجموعة الاتصال حول ليبيا التي شكلت في نهاية مارس في لندن، غداً في قطر في محاولة لبلورة حل واقعي للأزمة بعد نحو شهرين من بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا.
واعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن «أي وقف لإطلاق النار يتم التوصل إليه في ليبيا» مثل الذي اقترحه الاتحاد الإفريقي، يجب ان يكون «ذا صدقية ويمكن التثبت منه». وقال في مؤتمر صحافي، انه ليكون وقف إطلاق النار مقبولاً يجب ان «يلبي ثلاثة شروط، أولا ان يكون ذا صدقية ويشمل حماية فاعلة للسكان المدنيين، وثانياً ان يكون قابلا للتثبت والإشراف في شكل فاعل، وأخيرا أن يسهل عملية سياسية تهدف الى تنفيذ الإصلاحات السياسية الضرورية وتلبية الرغبات المشروعة للشعب الليبي».
على الصعيد الميداني استعاد الثوار السيطرة على مدينة أجدابيا بعد معارك عدة مع قوات القذافي، وأدت المعارك داخل اجدابيا (شرق) وفي محيطها الى سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلاً و17 جريحاً، بحسب مستشفيات بنغازي التي نقل إليها الضحايا.
ولليوم الثاني على التوالي، قصفت القوات الحكومية اجدابيا، فيما أعلن الثوار انهم قتلوا ثلاثة مرتزقة جزائريين واعتقلوا 15 آخرين. وفي غرب البلاد ظلت الجبهة مستعرة في مصراته المحاصرة التي تتعرض الى قصف قوات القذافي منذ شهر ونصف الشهر. إلى ذلك قال المتحدث باسم المعارضة في مدينة مصراتة عبدالباسط أبومزيريق لقناة «الجزيرة» الفضائية، أمس، إن قصف قوات القذافي المدينة الواقعة في غرب ليبيا أسفر عن سقوط خمسة قتلى، وإصابة أكثر من .20 وأضاف أن انفجاراً كبيراً وقع صباح أمس في مصراتة. وقال متحدث آخر يدعى علي لـ«رويترز»، إن قوات القذافي أطلقت أمس صواريخ «غراد» روسية الصنع على أهداف في المدينة.
من جهته، أعرب الصليب الأحمر الدولي عن قلقه حيال آلاف اللاجئين الأجانب من مصر والسودان والتشاد ودول اخرى، العالقين في مرفأ مصراتة الليبي المحاصر. وفي روما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس، ان القذافي وعائلته لا يمكنهم أداء أي دور سياسي رئيس في ليبيا مستقبلاً. وقال في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية، حول احتمال مشاركة القذافي أو ابنائه في حكومة مقبلة، «كلا، لا أستطيع القبول بذلك، واعتقد ان فرنسا وبريطانيا لا يمكنهما القبول أيضا. إن ابناء القذافي وعائلته لا يمكنهم المشاركة في المستقبل السياسي لليبيا». وأضاف «اعتقد ان عليه (القذافي) ان ينسحب، انه شرط مسبق لإعادة إطلاق المصالحة الوطنية الليبية».