الجيش السوري يحاصـر بانياس
أعلن ناشطون حقوقيون وشهود عيان، أمس، أن دبابات الجيش السوري تحاصر مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق) حيث ووري الثرى اربعة اشخاص قضوا أول من أمس برصاص قوات الامن، فيما فرقت قوات الامن تجمعا تضامنيا لطلاب في دمشق مع «شهداء»، الاحداث الدامية في مدينتي درعا (جنوب) وبانياس. وقال الناشط أنس الشهري لوكالة فرانس برس ان «الجيش يحاصر المدينة بثلاثين دبابة». وأضاف ان «شبيحة النظام يتمركزون في منطقة القوز ويطلقون النار على الاحياء السكنية»، مشيراً الى انهم «يطلقون النار ايضاً على الجيش لجره الى حرب مع الشعب». ولفت الى ان «بعض عناصر الجيش قتل فيما جرح آخرون». وتابع الشهري «قامت السلطات باعتقالات في الليل كما قطع التيار الكهربائي عن المدينة».
وكان ناشط حقوقي رفض كشف هويته قال في اتصال من بانياس مع وكالة «فرانس برس» ان «الجيش يطلق النار في شكل متقطع لاستفزاز الناس وحثهم على الرد، الا ان احداً منهم لم يرد بإطلاق النار»، مشيراً الى ان «نداءات أطلقت من منابر الجوامع تناشد الجيش التوقف عن إطلاق النار». وكشف الناشط ان «ثلاثة جنود حاولوا الانضمام الى المحتجين بعد ان رفضوا إطلاق النار، إلا ان المسؤولين عنهم اطلقوا النار عليهم مما تسبب في اصابتهم».
من جهته، وجه امام جامع الرحمن الشيخ انس عيروط نداء استغاثة باسم سكان مدينة بانياس طالب فيه بـ«بالتدخل السريع لقوات الجيش ليقوموا بإيقاف هذه العصابات المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم في القوز وضهر محيرز والقصور». وأضاف النداء ان «قوات الجيش دخلت الى مدينة بانياس الساحل صباح أمس (أول من أمس) وفجأة بدأ اطلاق نار مكثف»، مؤكداً ان «أهالي بانياس بريئون من اي رصاصة تطلق على الجيش».
وإكد ان «اهالي بانياس لا ينتمون الى اي جهة خارجية او أي شخصية معارضة كأمثال عبدالحليم خدام (نائب الرئيس السابق) ورفعت الأسد (عم الرئيس) انما هم شعب اعزل يطالب بمطالب محقة ويقابل من أبناء تلك العصابات ومن يتبعهم بالرصاص والقناصات المحيطة بالمدينة القديمة بانياس البلد». وفي دمشق، أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي لـ«فرانس برس» أنه «تم في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس) دفن القتلى الاربعة الذين قضوا في احداث الاحد (أول من أمس)، مشيراً الى أن الوضع «هادئ ومستقر اليوم في بانياس». واشار ناشط آخر الى ان «المحال التجارية لم تفتح ابوابها الاثنين (أمس) كما توقف العمل في الدوائر الحكومية وتعطلت المدارس».
وفي دمشق، فرقت قوات الامن أمس عشرات الطلاب الذين تجمعوا امام كلية العلوم في جامعة دمشق للتضامن مع من قضوا في تظاهرات الاحتجاج التي تشهدها سورية منذ 15 مارس الماضي، واعتقلت بعضهم. وقال ريحاوي لوكالة «فرانس برس» ان قوات الامن تدخلت وفرقت مجموعة من الطلاب تجمعت للتضامن مع شهداء بانياس ودرعا في كلية العلوم، مشيرا الى «ورود أنباء عن اعتقالات قامت بها اجهزة الامن إلا انه لم يتسن التأكد من العدد». وبث موقع الفيديو «يوتيوب» شريطا يظهر تجمعا لعشرات الطلاب في ساحة الجامعة أمام مبنى كلية العلوم في دمشق وهم يهتفون بشعارات تنادي بالحرية والوحدة الوطنية والفداء للشهيد بينها «الله، سوريا، وحرية وبس». كما بدا في الشريط بعض الطلاب الذين كانوا يراقبون المشهد عن بعد دون التدخل أو المشاركة. وأشار صاحب الشريط الى ان الشريط يصور «تظاهرة طلاب جامعة دمشق من كل الطوائف كردا وعربا والجميع في كلية العلوم بالبرامكة». وأكد ريحاوي توقيف «اثنين من أبرز مساعدي خدام هما محمد علاء بياسي وأحمد موسى». من جهة ثانية، دانت 10 منظمات حقوقية سورية الاثنين بشدة أحداث العنف الدموية التي وقعت الاحد في مدينة بانياس الساحلية، مشددة على أن حماية المواطنين هي من مسؤولية الدولة.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا «تدين» أعمال العنف الدامية في سورية وتدعو دمشق الى «الكف فوراً عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء من دون تأخير بتنفيذ برنامج إصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب». كما نددت الحكومة الالمانية أمس بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الامن ضد المتظاهرين في سورية، ووصفتها بأنها «مثيرة للسخط والقلق»