تلاسن بين مؤيدي الأسد ومعارضيه خلال تظاهرة في بيروت. أ.ب

اشتباكات في البيضة.. وأزمة خبــز في بانياس

تعرضت قرية البيضة الواقعة جنوب شرق بانياس لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن السورية ورجال مسلحين. وفيما شدد الجيش حصاره لبانياس التي بدأت تشهد ازمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، ان قوات الامن السورية منعت الطواقم الطبية من الوصول لمعالجة المتظاهرين في الاحتجاجات الاخيرة، التي قالت جماعة سورية معارضة اسفرت عن مقتل 200 شخص.

وقال احد الشهود لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، ان قرية البيضة تعرضت أمس لهجوم بالرشاشات بشكل عشوائي من قبل قوى الامن والشبيحة. وقال شاهد آخر «الرصاص على البيضة مثل زخ المطر، لقد جرح شخص واحد على الاقل». وأفاد ناشط حقوقي للوكالة «يرجح ان يكون سبب الهجوم نية السلطات باعتقال انس الشهري المتحدر من البيضة» مع معاونين له في اشارة الى احد ابرز قادة الاحتجاجات في بانياس.

وأكد ناشط وشهود عيان أمس، ان الجيش شدد حصاره لبانياس، وأن المدينة بدات تشهد ازمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي عطل عمل المخابز.

وقال احد قادة حركة الاحتجاج انس الشهري لوكالة فرانس برس، ان «قوات الامن والجيش مازالا يحاصران المدينة. هناك تضييق غير طبيعي للحصار ونحن لا ندري ماذا يحضرون لنا». وأشار الى نقص في مادة الخبز في المدينة وإلى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الاتصالات الهاتفية في اغلب الاحيان. ويقول احد الشهود ويدعى عبدالباسط (فني كهرباء) للوكالة «ان الوضع صعب للغاية لقد انسحب الجيش من داخل المدينة ليتمركز عند المخارج، كما قامت قوات الامن وشبيحة النظام باعتقالات عدة». وأضاف «المدينة تبدو ميتة، والمحلات التجارية مغلقة». وذكر احد التجار ويدعى ياسر «ان بانياس محاصرة بالدبابات فلا احد يمكنه الخروج او الدخول، لقد اصبحت كالسجن». وأضاف «لم نعد نجد خبزا في بانياس، لقد تم جلب بعض الخبز من طرطوس (40 كلم جنوب بانياس)، الا ان ذلك ليس كافيا»، لافتاً الى ان «محطات الوقود ايضا مغلقة». وأكد عبدالباسط ان «من قتل عناصر الجيش هم عناصر الامن لأنهم رفضوا تنفيذ اوامر الهجوم على المدينة».

من جهته، قال الشيخ محمد وهو خطيب في احد المساجد «لقد اخلت عائلات عدة نساءها واطفالها الى القرى المجاورة»، مشيراً الى ان هذه العائلات تسكن في حي راس النبع الذي استهدفه اطلاق النار الصادر من منطقة القوز. وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش، ان قوات الامن السورية منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الاقل من الوصول لمعالجة الجرحى خلال تظاهرات مناهضة للحكومة الاسبوع الماضي. وقالت المجموعة التي يوجد مقرها في نيويورك، ان المنع غير الانساني وغير المشروع لوصول الطواقم الطبية حصل في مدينة درعا (جنوب) التي شهدت موجة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وحرستا قرب دمشق.

وقالت مديرة هيومن رايتس ووتش ساره لي ويتسون للشرق الاوسط، إن منع الناس المصابين من علاج طبي ضروري او يمكن ان ينقذ حياتهم هو امر غير انساني وغير شرعي. وقالت المنظمة انها استقت معلوماتها من اطباء وكذلك متظاهرين مصابين واقربائهم في درعا وحرستا وبلدة دوما.

وقالت الحركة الرئيسة لحقوق الانسان في سورية ان عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل أقل من شهر وصل الى 200 ودعت جامعة الدول العربية الى فرض عقوبات على النظام الحاكم. وقالت جماعة اعلان دمشق في رسالة يوم الاثنين الى الامين العام للجامعة العربية ان انتفاضة سورية تصرخ لسقوط 200 شهيد ومئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات. وطلبت الرسالة من الجامعة فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري.

وأعلن مصدر حقوقي ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت أمس، الامين العام الاول لحزب الشعب الديمقراطي السوري واقتادته الى جهة مجهولة دون ان تفصح عن سبب الاعتقال.

وقال المحامي خليل معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن حرية الرأي لوكالة فرانس برس، ان عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت الامين العام الاول لحزب الشعب الديمقراطي السوري غياث عيون السود، بينما كان خارجا من منزله في صحنايا (ريف دمشق، 15 كلم جنوب دمشق) لشراء حاجات واقتادته الى جهة مجهولة من دون ان تبين سبب الاعتقال.

وفي لندن نصحت وزارة الخارجية البريطانية المواطنين البريطانيين بتفادي اي سفر غير ضروري الى سورية، نظرا الى تدهور الوضع الامني هناك.

وفي بيروت تظاهر عشرات السوريين امام سفارة بلادهم تأييدا للأسد، بعدما رفع ثلاثة اشخاص شعارات تطالب بالديمقراطية في سورية، ما ادى الى وقوع إشكال حالت القوى الامنية دون تطوره.

ووقع الاشكال عندما تقدم شخص في اتجاه المحتجين الثلاثة ووصفهم بانهم «عملاء»، وحصل تلاسن بين الجانبين قبل ان تتدخل القوى الامنية وتبعد المتظاهرين الثلاثة عن المكان.

ودان البيت الابيض، أمس، القمع «المشين» للتظاهرات في سورية وجدد دعوته للاسد الى احترام «حقوق السوريين» الذين يطالبون بابسط الحريات التي حرموا منها.

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما «إننا قلقون جدا من معلومات مفادها ان جرحى سوريين اصيبوا على ايدي حكومتهم لا يحصلون على العلاج». وأضاف في بيان أن «تصعيد الحكومة السورية للقمع مثير للاشمئزاز، والولايات المتحدة تدين بشدة محاولات قمع المتظاهرين المسالمين».

الأكثر مشاركة