تجمع لمحتجين في دوار الساعة بمدينة حمص قبيل إقرار الحكومة مشروع قانون ينظم التظاهر السلمي. رويترز

سورية تلغي «الطوارئ» ومحكمة أمن الدولة

أقرت الحكومة السورية، أمس، انهاء حالة الطوارئ في البلاد، والغت محكمة أمن الدولة العليا، واقرت مشروع قانون ينظم التظاهر السلمي، فيما دعت وزارة الداخلية المواطنين الى الامتناع عن القيام باي تظاهرات «تحت اي عنوان كان»، وذلك غداة مقتل اربعة اشخاص في تفريق اعتصام في حمص، واتهام الوزارة مجموعات «مسلحة لتنظيمات سلفية» بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين، حيث اعلنت السلطات مقتل خمسة عسكريين، بينهم اربعة ضباط، معتبرة ما يحدث في بعض المحافظات تمرداً مسلحاً للسلفيين.

وتفصيلاً، قالت وكالة الانباء السورية إن الحكومة أقرت مشروع قانون أمس برفع حالة الطوارئ في البلاد.

وقال محام بارز إن من المقرر أن يوقع الرئيس بشار الاسد على مشروع القانون ليصبح ساريا، ولكن توقيعه يعد شكليا، كما اعلنت الوكالة ان مجلس الوزراء أقر مشروع مرسوم تشريعي، يقضي بالغاء محكمة امن الدولة العليا.

وتأسست هذه المحكمة «خارج سلطة القضاء العادي، وحلت مكان المحكمة العسكرية الاستثنائية، وتمتعت بسائر صلاحياتها واختصاصاتها بموجب المرسوم التشريعي رقم 47 بتاريخ 28 مارس 1968»، كما ذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.

كما اعلنت الوكالة ان مجلس الوزراء اقر مشروع قانون ينظم حق التظاهر السلمي. واوضح التلفزيون السوري في شريط اخباري ان القانون ينظم حق التظاهر السلمي للمواطنين، واجراءات الترخيص له وآليات حماية المتظاهرين.

من جهتها، دعت وزارة الداخلية المواطنين الى الامتناع عن القيام باي مسيرات او اعتصامات او تظاهرات «تحت اي عنوان كان»، مؤكدة انها ستطبق القوانين المرعية من اجل استقرار البلاد. وقالت الوزارة انها تطلب ذلك من اجل المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن، ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق ذلك.

وصدر إعلان الداخلية غداة تفريق قوات الامن السورية بالقوة اعتصاماً شارك فيه آلاف الاشخاص في حمص بوسط سورية، للمطالبة بسقوط النظام.

وقالت ناشطة من اجل حقوق الانسان لفرانس برس في دمشق إن الاعتصام الذي بدأ مساء الاثنين، تم تفريقه بالقوة، وجرى إطلاق نار كثيف من دون ان يكون بوسعها تأكيد وقوع اصابات.

إلا أن الناشط الحقوقي نوار العمر، قال لوكالة فرانس برس، ان اربعة اشخاص على الاقل قتلوا فجر أمس، عندما فرق رجال الامن اعتصاما في حمص.

من جهته، قال الناشط السياسي نجاتي طيارة لفرانس برس مساء الاثنين ان «اكثر من 20 الف شخص يشاركون في الاعتصام في ساحة الساعة التي اعدنا تسميتها ساحة التحرير، تيمنا بميدان القاهرة». وقال النشطاء انه بحلول منتصف نهار أمس، فإن وسط مدينة حمص تحول الى مدينة أشباح حيث الاسواق والمحال التجارية والمدارس مغلقة.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية ان مجموعات مسلحة قتلت خمسة عسكريين، بينهم اربعة ضباط الاثنين والثلاثاء في حمص.

فقد قال مصدر رسمي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية (سانا) ان ثلاثة ضباط سوريين قتلوا، احدهم مع عدد من افراد عائلته وتم التمثيل بجثثهم.

وذكرت المصادر أن «مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه وقتلت الاطفال وحاميهم بدم بارد».

واضافت ان «غريزة الغاب لديهم لم تكتف باطلاق النار على الابرياء، بل لجأوا الى تقطيع الاوصال وتشويه الاوجه». اما الضابطان الآخران فهما العقيد معين محلا والرائد اياد حرفوش، اللذان قتلا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات المسلحة، كما قالت الوكالة.

كما أعلنت، أمس، مقتل عنصرين من الجيش، أحدهما ضابط برتبة عقيد برصاص مجموعات مسلحة في حمص. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول أن «مجموعات الغدر والاجرام المسلحة في حمص اقدمت على ارتكاب جريمة جديدة بإطلاق النار على العقيد الركن محمد عبدو خضور واصابته في الرأس والصدر وهو متوجه الى عمله ما ادى الى استشهاده».

وأشار إلى أن «عصابة الغدر والاجرام لم تكتف بالقتل، بل عمدت الى تشويه الوجه».

وكانت وزارة الداخلية السورية اتهمت «مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية» لاسيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم.

وقالت إن هذه المجموعات تقوم «بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإطلاق النار لترويع الاهالي وقطع الطرقات العامة والدولية».

واضافت ان هذه الاعمال هي «تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية، لاسيما في مدينتي حمص وبانياس، حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات سلفية».

واكدت الوزارة انها لن تتساهل مع النشاطات الارهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بامن الوطن، وتنشر الارهاب والرعب بين المواطنين.

وقال قائد شرطة حمص حميد اسعد مرعي، في تصريح بثته سانا ان عناصر المجموعات المسلحة حاولوا احراق قسم شرطة البياضة بعد محاصرته وقاموا باطلاق النار على عناصره واصابوا عددا منهم.

من جهته، كشف مدير المشفى الوطني في حمص غسان طنوس ان ستة من عناصر قوى الامن الداخلي اسعفوا الى المستفشى تعرضوا لاصابات متنوعة باطلاق النار والاعتداء الجسدي بادوات حادة وعصي اثناء مناوبتهم في قسمي البياضة والحميدية.

من جهتها، اتهمت صحيفة الثورة الحكومية، أمس، الولايات المتحدة بانها تريد «رفع حدة الأحداث (في سورية) التي تقف وراءها ووراء عملائها إلى اضعاف مضاعفة عما حصل في دول عربية أخرى»

من جهة اخرى، دعا مفتي سورية احمد بدر الدين حسون في كلمة امام اهالي مدينة الصنمين، المجاورة لمدينة درعا (جنوب) مركز الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بثها موقع الفيديو «يوتيوب»، أمس، الى التهدئة وسط هتافات تشدد على الحرية، وعلى الاستمرار في الاحتجاج.

الأكثر مشاركة