مقتل 49 متظاهراً برصاص الأمن.. والاحتجاجات تعم المدن
عشرات آلاف السوريين يطالبون بإسقاط النظام في تظاهرات «الجمعة العـظيمة»
خرج عشرات آلاف السوريين، أمس، في تظاهرات عمت جميع المدن السورية، مطالبين بإطلاق الحريات و«حل الأجهزة الأمنية وإسقاط النظام»، غداة رفع الرئيس السوري بشار الأسد حالة الطوارئ التي كانت مطبقة في البلاد منذ ،1963 مع اتساع رقعة الاحتجاجات بشكل غير مسبوق في «الجمعة العظيمة»، لتصل حلب وطرطوس وقلب العاصمة دمشق للمرة الأولى، إذ أقامت الشرطة حواجز في أنحاء المدينة لمنع امتداد الاحتجاجات من الضواحي، فيما عملت قوات الأمن على تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط 49 قتيلا وإصابة المئات. وشنت بعدها حملة اعتقالات واسعة في جميع المحافظات.
أفاد ناشطون حقوقيون وشهود عيان بأن نحو 49 شخصاً على الاقل قتلوا واصيب المئات لدى قيام قوات الامن السورية بإطلاق النار لتفريق متظاهرين في مدن عدة.
وسقط بحسب المصادر 14 قتيلاً على الاقل في مدينة ازرع في محافظة درعا وقتيل في مدينة الحراك في المحافظة نفسها، بينما قتل تسعة آخرون في مدينة دوما القريبة من دمشق، وقتل آخر في حرستا المجاورة لها، كما قتل اربعة اشخاص في حمص واثنان في اللاذقية واثنان ايضاً في حماة، كما أفادت المصادر.
وسقط العديد العديد من القتلى في مناطق ضمن العاصمة دمشق عرف منهم ثلاثة في المعضمية واثنان في البرزة.
وأكد الناشطون والشهود سقوط عشرات الجرحى ايضاً لدى اطلاق قوات الامن السورية النار لتفريق متظاهرين.
وتحدثت معلومات من مصادر حقوقية عن سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى في مدن اخرى وفي حيي زملكا والقابون في دمشق.
وخرج عشرات الآلاف من السوريين، أمس، في تظاهرات عمت جميع المدن السورية، مطالبين بإطلاق الحريات و«حل الأجهزة الأمنية وإسقاط النظام».
وقال شاهد عيان إن الآلاف تظاهروا في حي الميدان الواقع في قلب العاصمة دمشق، بعد صلاة الجمعة مطالبين بالحرية.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن «المتظاهرين هتفوا الشعب السوري واحد، وبالروح بالدم نفديك يا شهيد».
وأضاف أن «المتظاهرين مروا أمام جامع الحسن في حي الميدان، حيث تم تفريقهم من قبل رجال الأمن».
وأشار إلى أن آلاف المتظاهرين خرجوا للتظاهر في دوما (ريف دمشق)، التي شهدت حضورا أمنيا كثيفا.
وأكد شهود عيان ان ستة أشخاص قتلوا، وجرح العشرات برصاص قوات الأمن، لدى تفريقها تظاهرة في مدينة دوما.
وقالوا إن الآلاف خرجوا في شوارع دوما بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات تدعو إلى اسقاط النظام.
وأضافوا أن «قوات الأمن قامت بإطلاق النار أولا في الهواء لتفريقهم، ثم مباشرة على المتظاهرين». كما خرج نحو 1000 متظاهر في حرستا بريف دمشق.
وقال ريحاوي ان «تظاهرة جرت في مدينة الجديدة (10 كم غرب دمشق)، شارك فيها نحو 150 شخصاً هتفوا الله سورية حرية وبس».
وفي حمص (وسط)، خرج عشرات الآلاف في تظاهرة، مطالبين بالحرية وإسقاط النظام.
وأفاد ناشط حقوقي بأن قوات الأمن السورية أطلقت النار في المدينة، لتفريق متظاهرين، ما أدى إلى مقتل الشابين معتز الروبا ومحمد الكحيل.
وأكد أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة، متوجهين في مجموعات للساحة الرئيسة «بلغ عشرات الآلاف».
وفي مدينة بانياس الساحلية (غرب)، أكد الشيخ محمد خويفكية ان نحو 10 آلاف متظاهر تجمعوا في مركز المدينة، للمطالبة بإطلاق الحريات، والتأكيد على الاصلاحات. وقال إن «نحو 10 آلاف شخص تجمعوا في مركز المدينة، يدعون رلى الحرية والوحدة الوطنية»، مشيرا إلى «انضمام عدد كبير من أهالي قرية البيضا الى التظاهرة». وأضاف أن «المتظاهرين ثارت ثائرتهم، عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين، تم الافراج عنهم البارحة (الخميس)، وبدت عليهم آثار التعذيب».
وأوضح أن «المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام، عقب رؤيتهم هذا المشهد». وأشار إلى «انتشار أمني وإقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة».
وفي درعا (جنوب)، وريفها، خرج عشرات الآلاف للتظاهر.
وقال شهود عيان وناشطون من درعا، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، إن «بين سبعة و10 آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا». وأشار ناشط إلى ان المتظاهرين رددوا هتافات تطالب «بحل الأجهزة الأمنية وإسقاط النظام».
كما رددوا هتافات تدعو إلى «إلغاء المادة الثامنة من الدستور»، التي تنص على ان «حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة».
وخرجت تظاهرات في مدن: دير الزور والقامشلي وطرطوس والسلمية وعامودا وحماة والرقة وإدلب على الرغم من قرار الاسد، أول من أمس، إلغاء قانون الطوارئ، تلبية لمطلب رئيس للاحتجاجات التي بدأت قبل شهر.
وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات، قبل خمسة أسابيع، طالب أمس النشطاء الذين ينسقون الاحتجاجات بوقف احتكار حزب البعث للسلطة، وإرساء نظام سياسي ديمقراطي.
وطالب البيان المشترك بالإفراج عن جميع سجناء الضمير، وبتفكيك الجهاز الأمني الحالي، واستبداله بآخر ذي اختصاصات قانونية محددة، ويعمل وفقا للقانون.
إلى ذلك قال ناشط حقوقي إن شاحنات تحمل جنودا ومركبات مجهزة بالمدافع الآلية، شوهدت على الطريق السريع بين دمشق وحمص، التي أصبحت بؤرة جديدة للاحتجاجات.
وقال اثنان من الشهود إن جنودا في مجموعات من خمسة أفراد قاموا بدوريات راجلة في شوارع حمص خلال الليل.
وقال إنه كان هناك أيضا أفراد أمن بملابس مدنية وآخرون يرتدون زياً مموهاً.
وقال أحد سكان دمشق إن الشرطة أقامت حواجز في أرجاء العاصمة أثناء الليل، وإن قوات الأمن انتشرت كذلك عند مداخل المدينة، لمنع تدفق المحتجين من الضواحي على ما يبدو. وقال آخر إن حافلات للجيش أنزلت أفراد أمن، يرتدون ملابس رياضية، إلى الشوارع المؤدية الى ساحة العباسيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news