صورة وظلال
صفوت الشريف.. صندوق مبارك الأسود
كان من الطبيعي أن يصبح السجن المكان المناسب للأمين العام السابق للحزب الوطني الديمقراطي، ورئيس مجلس الشورى المنحل، صفوت الشريف، بعد أن كرت حبات مسبحة نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وتقاطر زملاؤه وشركاؤه إلى زنازين السجن والاعتقال المؤقت رهن التحقيق. ووجهت أجهز التحقيق المصرية ذات الاختصاص قبل أيام إلى الشريف اتهامات تتعلق بالاثراء والكسب غير المشروع، وتضخم ثروته، وسوء استغلال الوظيفة العامة، وأخرى بالتورط في تدبير الاعتداءات التي قامت بها عصابات من البلطجية على المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير، وسط القاهرة، والتي عرفت إعلامياً بـ«موقعة الجمل». وجاء في أقوال بعض المسؤولين السابقين ممن تمت مواجهتهم بصفوت الشريف أثناء تحقيقات معه، استمرت أربع ساعات، أنهم قاموا بارتكاب تلك الأعمال بناءً على أوامر وتكليفات صادرة لهم من صفوت الشريف وآخرين، كما أمضى الشريف قبل ذلك 12 ساعة في التحقيقات أمام لجنة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع، التي وجهت اليه اتهامات بالفساد، وسوء استغلال النفوذ والمنصب العام، وقررت التحفظ عليه وعلى امواله وزوجته واولاده، إذ ضمت قائمة أملاكه فقط (غير زوجته وأولاده)، فيلا رقم 21 بمنطقة أبوسلطان، وفيلا رقم 121 ميراج سيتي شالية 21 ب اتحاد ملاك سيدي كرير، وشقة رقم 4 العقار رقم 1 شارع الخليفة المأمون، وشقة بالعقار 41 ش فريد خلف مصر الجديدة، وقطعة أرض مسجد ـ مركز خدمات الياسمين، والوحدة187 - 23 مشروع هاسيندا وايت، والشقة رقم 42 بالعقار رقم 8 عمارات خلف العبور، وعدد 2860 سهماً بـ«المصرية للأقمار الاصطناعة»، وهي ممتلكات لا يبررها دخله موظفاً عاماً.
ولد صفوت الشريف في ديسمبر ،1933 والتحق بالمخابرات المصرية ضباطاً في ستينات القرن الماضي، ولعب دوراً مهماً في ما عرف بقضية انحراف المخابرات المصرية، تحت قيادة صلاح نصر بين عامي 1963و،1968 لكنه استطاع الخروج من أزمته بشكل أقوى مما كان عليه، وكان مسؤولاً عن ما يسمى «وحدة تشغيل الفنانات»، التي نسب إليها تجنيد وابتزاز فنانات لتوجيههن للتجسس على أشخاص محددين.
كان الشريف أحد المؤسسين في الحزب الوطني الديمقراطي المصري عام 1977 في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وشغل منصب الأمين العام للحزب من 2002 إلى ،2011 كما تولى رئاسة مجلس الشورى المصري في السنوات الاخيرة، كما يعد الشريف الذي عمل وزيراً للاعلام أحد اركان ما يسمى «الحرس القديم» في الحزب الوطني الديمقراطي، وعرف بقربه من الرئيس السابق حسني مبارك، وبأنه كاتم الكثير من أسراره.
الجدير بالذكر، أنه عادت مجدداً إلى المشهد اتهامات عن تورط صفوت الشريف في موت الفنانة سعاد حسني، التي يصر متابعون على أنها قُتلت، خصوصاً بعد حادث اعتداء بلطجية تابعين للشريف على صحافي مصري، أخيراً، نشر حواراً مع الفنانة اعتماد خورشيد، أكدت فيه امتلاكها أسراراً عن تورّط الشريف في التخلص من الفنانة المصرية المعروفة بايم السندريللا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news