صورة بثها تلفزيون باكستاني يُظهر فيها أسامة بن لادن قبل وبعد مقتله في باكستان، تبين لاحقاً أنها مزيفة-أ.ف.ب

مقتل بن لادن على يد « كوماندوز » أميـــــركي في باكستان

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أول من أمس، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية قامت بها وحدة «كوماندوز» أميركية في باكستان، فيما رحب الغرب بالعملية محذراً في الوقت نفسه من عمليات انتقامية ينفذها تنظيم القاعدة و«الشبكات الجهادية» ضد الرعايا الغربيين. بينما هددت حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة أهداف باكستانية وأميركية.

وقال أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض «مساء اليوم (الأحد) يمكنني ان أعلن للأميركيين والعالم ان الولايات المتحدة نفذت عملية ادت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الإرهابي، المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء».

لمشاهدة القوات الأميركية الخاصة ، الرجاء الضغط على هذا الرابط .

وأضاف أن زعيم تنظيم القاعدة قتل الأحد في أبوت اباد، المدينة التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية اسلام اباد، في مجمع كان يختبئ فيه.

وأكد أنه «تم احقاق العدل» بعد 10 سنوات تقريباً من اعتداءات 11 سبتمبر، محذراً في الوقت نفسه مواطنيه من ان شبكة القاعدة يمكن ان تحاول مهاجمة الولايات المتحدة على الرغم من موت زعيمها. وكانت وزارة الخارجية الأميركية دعت على الفور رعاياها الى التزام الحذر في الخارج.

وقال أوباما إن أي أميركي لم يصب في العملية، وان الولايات المتحدة لديها جثة بن لادن.

وقد عرضت محطات التلفزيون الباكستانية الوجه المشوّه جزئياً لابن لادن. وكشف مسؤولون اميركيون ان خمسة اشخاص آخرين قتلوا مع بن لادن

واشاد اوباما بمساعدة باكستان وقال انه اتصل بنظيره آصف علي زرداري، مؤكداً انها «لحظة تاريخية».

وعلى الرغم من غزو افغانستان في نهاية ،2001 واطاحة نظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة، نجا بن لادن من الأسر وحتى من محاولات تحديد مكان وجوده، خصوصاً في المناطق القبلية الباكستانية بين افغانستان وباكستان، حيث قيل انه كان يقيم.

واطلقت تكهنات من حين لآخر بشأنه، لكن رسائل صوتية باسمه كانت تبث باستمرار يهاجم فيها الغربيين.

وفي ردود الفعل، أشاد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالإعلان عن مقتل بن لادن، معتبراً انه «انتصار لأميركا».

واوضح في بيان أن اوباما اتصل به مساء ليبلغه النبأ.

وفي لندن، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ان مقتل بن لادن يشكل مصدر «ارتياح كبير لشعوب العالم».

وقال إن بن لادن «كان مسؤولاً عن ابشع الفظاعات الإرهابية في العالم: اعتداءات 11 سبتمبر، والكثير من الاعتداءات الاخرى التي حصدت ارواح آلاف الاشخاص بينهم الكثير من البريطانيين». لكن رئيس الوزراء السابق، توني بلير، حذر من ان «مكافحة الإرهاب تبقى أمراً ملحّاً» مع ان تصفية بن لادن تشكل «نجاحاً كبيراً».

لكن الشرطة الدولية (الإنتربول) حذرت من احتمال وجود «خطر ارهابي اكبر» من العادة بعد تصفية بن لادن. وقالت ان مقتله يؤدي الى «خطر ارهابي اكبر من جانب القاعدة او ارهابيين يستلهمون من القاعدة».

اما اسبانيا التي استهدفتها اعتداءات مرتبطة بتنظيم القاعدة في ،2004 فرأت ان مقتله «خطوة حاسمة» على طريق مكافحة الإرهاب. واكدت الحكومة في بيان انها «ملتزمة التعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في اي مكان يخطط له وينفذ».

وفي باريس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا «ترحب بتصميم الولايات المتحدة» بعد مقتل بن لادن «الحدث الكبير في محاربة الإرهاب في العالم».

واعتبرت المانيا خبر مقتل بن لادن«نبأ ساراً لكل المسالمين والذين يفكرون بحرية في العالم»، واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ان مقتل بن لادن «انتصار لقوى السلام»، لكنها اكدت في الوقت نفسه قالت ان «الإرهاب الدولي لم يهزم بعد وعلينا ان نبقى جميعا متيقظين».

كما اشادت روسيا بإعلان مقتل بن لادن، وقال الكرملين، مقر الرئاسة الروسية، انه «يرحب بالنجاح العظيم الذي حققته الولايات المتحدة في حربها على الارهاب في العالم». وفي الفاتيكان، قال المسؤول عن المكتب الاعلامي، الأب فيديريكو لومباردي، إن بن لادن «يتحمل مسؤولية كبيرة» في نشر «الفرقة والحقد بين الشعوب».

اما الرئيس التركي عبدالله غول فقد عبر عن ارتياجه لمقتل بن لادن، معتبراً ان «الطريقة التي تمت تصفيته بها يجب ان تكون مثالاً لكل العالم»، ملمحاً الى قادة ارهابيين في العالم.

وعبرت اسرائيل عن ارتياحها لتصفية بن لادن، مؤكدة ان موته «يشكل نجاحا كبيرا للعالم الحر».

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان إسرائيل تشارك الشعب الأميركي فرحته بعد تصفية بن لادن.

وفي تصريح للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، حذر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان من ان «الأيام المقبلة ستكون حاسمة لأن كل المنظمات المرتبطة بـ(القاعدة) او تقول انها مرتبطة بها ستبذل قصارى جهودها لارتكاب اعتداء كبير».

ورحبت كينيا التي شهدت في 1998 اعتداء دامياً على سفارة الولايات المتحدة في نيروبي «بهذا التحرك العادل».

وفي نيودلهي، اعلن وزير الداخلية الهندي بي شيدمبرام، ان مقتل زعيم تنظيم القاعدة بالقرب من اسلام اباد، يؤكد ان باكستان تعتبر «ملاذاً» للإرهابيين.

وقال ان «هذا الأمر يثير قلقنا من ان ارهابيين ينتمون الى منظمات عديدة يجدون ملاذاً في باكستان».

وعبرت رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد، عن تهنئتها الحارة للولايات المتحدة. وقالت «مع ان (القاعدة) ضربت اليوم، لكنها لم تنتهِ. حربنا ضد الإرهاب يجب ان تستمر». ورحبت اليابان «بالتقدم الكبير» في مكافحة الإرهاب، بينما اعلنت وزارة الدفاع تعزيز القواعد العسكرية في هذا البلد.

واكدت باكستان أن بن لادن قتل في عملية قامت بها «مباشرة» قوات اميركية على الأرض بناء على التزام واشنطن قتل زعيم تنظيم القاعدة او اعتقاله في اي مكان من العالم.

وفي بيان أقرت الخارجية الباكستانية بأن مقتل زعيم تنظيم القاعدة يشكل «ضربة قاسية موجهة الى المنظمات الإرهابية في العالم» و«يؤكد تصميم الأسرة الدولية، ومنها باكستان، على محاربة الإرهاب والقضاء عليه».

وقتلت وحدة «الكوماندوز» هذه اسامة بن لادن ليلاً في بيت يتمتع بحماية كبيرة في ابوت اباد، على بعد 50 كلم شمال غرب اسلام اباد.

وقال بيان الخارجية الباكستانية انه «خلال العملية التي جرت استناداً الى معلومات للاستخبارات، قتل اسامة بن لادن في ضاحية ابوت اباد بأيدي القوات الاميركية في اطار سياستهم المعلنة بتصفية اسامة بن لادن في اي مكان في العالم».

من جهته، أشاد حلف شمال الأطلسي بـ«النجاح الكبير» الذي شكلته عملية قتل بن لادن، معتبراً أن العمليات العسكرية في افغانستان يجب ان تستمر.

وقال الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن، في بيان «إنه نجاح كبير لأمن الحلفاء في حلف الأطلسي»، معبرا عن «تهانيه للرئيس باراك اوباما وكل الذين جعلوا هذه العملية ممكنة».

واضاف أن «الارهاب يواصل مع ذلك تهديد أمننا مباشرة والاستقرار الدولي»، وأن الحلف يواصل مع شركائه القيام بمهمتهم في افغانستان.

إلى ذلك قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) ليون بانيتا، إن جماعات ارهابية ستحاول «بشكل شبه مؤكد» الثأر لمقتل بن لادن.

وأضاف «من شبه المؤكد أن يحاول الإرهابيون الثأر لمقتله، وعلينا ان نبقى حذرين وحازمين وسنكون حذرين وحازمين».

وفي أول رد فعل هددت حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة اهداف باكستانية واميركية بعد اعلان واشنطن مقتل بن لادن.

وقال المتحدث باسم «طالبان» احسان الله احسان لـ«فرانس برس» عبر الهاتف، من مكان لم يكشف عنه «إذا استشهد (بن لادن) فسننتقم لمقتله ونشن هجمات ضد الحكومتين الأميركية والباكستانية وقواتهما الأمنية»، وأضاف أن «هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة اعداء الإسلام».

وفي الرياض، عبر مسؤول سعودي، أمس، عن امل بلاده في ان يكون مقتل بن لادن خطوة نحو دعم الجهود الدولية في «مكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول ان السعودية «تأمل ان يشكل القضاء على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي خطوة نحو دعم الجهود الدولية الرامية الى مكافحة الارهاب وتفكيك خلاياه والقضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه».

وفي صنعاء رحبت السلطات اليمنية، أمس، بمقتل زعيم القاعدة في حين اعتبر الفرع المحلي للتنظيم الأمر «فاجعة»، كما وجه زعيم احدى الجماعات السلفية الجهادية تهديدات لليهود والنصارى. وقال مسؤول في الرئاسة اليمنية لـ«فرانس برس»، رافضاً ذكر اسمه «نأمل ان يكون مقتله بداية النهاية للإرهاب».

الأكثر مشاركة