تأهّب أمني دولي بعد مقتل بن لادن

شددت دول عدة تدابيرها الأمنية وسط حالة من التأهب، تحسباً لعمليات انتقامية بعد تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأيدي كوماندوز أميركي في باكستان، مع تضاعف التحذيرات من اعمال ثأرية محتملة، فيما أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في إسلام آباد حتى إشعار آخر مع توعد حركة «طالبان» الباكستانية حليفة «القاعدة» بالثأر لابن لادن بمهاجمة أهداف أميركية وحكومة إسلام اباد.

وأمرت الولايات المتحدة قوات الأمن بأن تكون في حالة تأهب في حين اعلنت واشنطن اغلاق سفارتها وقنصلياتها في باكستان «حتى اشعار اخر». وذكرت قناة «جيو.تي.في» الباكستانية أن الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في إسلام اباد، بالإضافة الى قنصلياتها في في لاهور وكراتشي وبيشاور.

من جهته، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ليون بانيتا، الذي قاد عملية تصفية بن لادن «من المؤكد» ان انصار بن لادن سيحاولون الثأر لمقتله.

ودعت الخارجية الأميركية رعاياها الى توخي الحذر في الخارج.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، جانيت نابوليتانو، انه ليس هناك اي تهديد بوقوع اعتداء وشيك في الولايات المتحدة وان البلاد لن ترفع مستوى الإنذار.

وتوعدت «طالبان» الباكستانية حليفة «القاعدة» بالثأر لابن لادن وتوعدت بمهاجمة اهداف اميركية وحكومة اسلام اباد.

ويتوقع ان تعيش باكستان التي تعاني اصلاً الآثار الدامية لاعتداءات «طالبان» حلفاء «القاعدة»، أياماً أصعب بعد مقتل أسامة بن لادن.

وتُتهم باكستان في واشنطن بلعب دور مزدوج في مكافحة الإرهاب، في حين ان الرأي العام الباكستاني مناهض لواشنطن.

وفي اسلام اباد، كما في المناطق الحساسة في مدن عدة، تم تعزيز الأمن بشكل كبير.

وفي لندن عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، اجتماعات للجنة حالات الطوارئ المدنية في حكومته ولمجلس الوزراء ولمجلس الأمن القومي.

ودعا إلى دعم القيادة الباكستانية، واعتبر أن دعم القوى الديمقراطية في هذا البلد يصب في مصالح المملكة المتحدة.

لمشاهدة الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط .

وحذر في حديث مع في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من «أن الابتعاد عن باكستان والتخلي عنها لأننا لا نحصل دائماً على ما نريد، سيترك قوة نووية عرضة لخطر التطرف وعدم الاستقرار».

وفي مدريد أعلن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريس روبالكابا، أن بلاده ستعزز إجراءات الأمن حول سفاراتها في شمال افريقيا ومنطقة الساحل وأفغانستان وباكستان، في أعقاب مقتل بن لادن، ونصح عمال الإغاثة الإسبان والشركات العاملة في تلك المناطق بزيادة إجراءات الأمن الخاصة بها.

كما طالب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي كيم هوانغ سيك، أمس، ببذل جهود حكومية إضافية لضمان سلامة المواطنين الكوريين في الخارج.

إلى ذلك، قالت باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة، أمس، إن قتل بن لادن «نجاح مشترك».

وذكرت وسائل إعلام باكستانية ان وكيل وزارة الخارجية الباكستاني سلمان بشير، ونائب وزير الخارجية الأفغاني جاويد لودين، والمبعوث الأميركي الخاص مارك غروسمان، عقدوا مؤتمراً صحافياً مشتركاً في إسلام اباد بحثوا فيه الوضع بعد مقتل بن لادن وقضايا اقليمية أخرى.

وأشار غروسمان إلى أن باكستان وأفغانستان مصممتان على مواصلة المعركة ضد الإرهاب، معتبراً أن ازدهار البلدين يقوم على القضاء على التطرف.

في سياق متصل، اعترف مسؤول في وكالة الاستخبارات الباكستانية الرئيسة، المعروفة باسم (آي.إس.آي)، بأن جهازه أُصيب بالإحراج جراء اخفاقاته في ملاحقة بن لادن. وابلغ المسؤول الـ«بي بي سي» بأن المجمع السكني في بلدة ابوت اباد التي تبعد 100 كلم عن العاصمة اسلام اباد، حيث قُتل بن لادن على يد قوات اميركية خاصة «داهمه جهاز (آي.إس.آي) عام 2003 بينما كان قيد الإنشاء، لكنه لم يضعه ضمن المراقبة منذ ذلك الحين وشكل ذلك إحراجاً للجهاز».

وكشف المسؤول الاستخباراتي الباكستاني أن المجمع القريب من الأكاديمية العسكرية الباكستانية «وُجد فيه 18 شخصاً وقت الهجوم، واحتجز الأميركيون شخصاً كان على قيد الحياة يعتقد أنه أحد أبناء بن لادن، إلى جانب إحدى بناته وثمانية أو تسعة أطفال آخرين ليسوا من أبناء بن لادن وقيدوا أيديهم».

الأكثر مشاركة