النـظام الليـبي يمـدّد مهلتـه لثوار مصراتة.. و« الأطلسي » يتحدّث عن ضعف « الكتائب »
اقترح نظام الرئيس معمر القذافي، الذي أكد مدير المخابرات المركزية الأميركية أنه «مازال حيا»، على ثوار مصراتة، تمديد مهلته التي حددها لإلقاء السلاح بعد اكثر من ستة اسابيع من بداية التدخل الدولي في ليبيا، حيث ترفض فرنسا التحدث عن «مأزق» وتأمل التوصل الى حل بعد بضعة اشهر على «أقصى» تقدير، وأكدت أن الهدف «ليس قتل القذافي»، بل اضعاف آلة القمع التي يستخدمها لوقف غارات حلف شمال الأطلسي في أقرب وقت، بالتزامن مع اعلان الحلف ضعف «كتائب القذافي» بفعل الضربات التي وجهها الحلف لها.
وقد كانت الليلة قبل الماضية هادئة في مصراتة المحاصرة منذ اسابيع، ثالث كبرى المدن الليبية التي تشهد معارك ضارية بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والثوار. واستؤنفت المعارك في غرب وجنوب غرب المدينة على مسافة بضعة كيلومترات من الوسط كما افاد ثوار. لكن الخسائر كانت محدودة، حيث سقط قتيل و30 جريحاً، حسب مصادر طبية، بعد ان كان يسجل 10 قتلى في المعدل كل يوم.
وقتلت قوات القذافي خمسة أشخاص من الضحايا ما بين ليبيين وجنسيات أخرى ينتظرون الإجلاء من المدينة، في تجدد لقصف الميناء.
ويتفاقم النقص في المواد الأساسية في المدينة التي تحاصرها قوات القذافي، والتي ظل ميناؤها معطلا لأيام عدة.
وتمكنت سفينة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة، أمس، من الرسو في المرفأ لتفريغ مساعدات انسانية بعد تلقي الضوء الأخضر من الحلف الأطلسي وسلطات المرفأ. وكانت السفينة تنتظر منذ السبت في عرض البحر، بسبب الخشية من وجود لغم بحري.
وبعد يوم سادته اجواء من القلق، اعلن النظام انتهاء المهلة التي حددها الجمعة لثوار مصراته مع منتصف الليل، كي يلقوا السلاح، وقال انه يفكر في «تمديدها ليوم او يومين».
واعتبر وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم، أن «هناك إشارات ايجابية بين صفوف المواطنين في مصراتة»، متحدثاً عن «400 شخص» ألقوا السلاح.
من جانب آخر، أوضح ان العقيد القذافي الذي نجا الحدح من غارة جوية قتل فيها ابنه وثلاثة من احفاده، «بخير»، وانه التقى «مسؤولين قبليين عديدين» قبل لقاء قبلي كبير مقرر اليوم وغداً.
ودوت ثلاثة انفجارات قوية جدا، الليلة قبل الماضية، في العاصمة طرابلس.
كما أطلق الجيش الليبي وابلاً من الصواريخ على بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الجبل الغربي، مواصلا حملته التي أوجدت أزمة انسانية، في الوقت الذي قالت فيه الامم المتحدة إن الحرب الاهلية في ليبيا أجبرت الالاف على الفرار اما برا او بحرا.
وعلى صعيد المواقف الدولية، قال أمين عام حلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن، ان قوات القذافي أصبحت أكثر ضعفا الآن مما كانت عليه عندما بدأ الحلف عمليته ضدها. وتابع في افادة صحافية «كل أسبوع.. كل يوم نحرز تقدما جديداً ونصيب أهدافا مهمة، ولكني غير قادر على أن أحدد الى أي مستوى أضعفنا قدرات القذافي العسكرية، إلا أنها بالتأكيد أكثر ضعفاً الآن مما كانت عليه عندما بدأت العملية». وفي ما يتعلق بمواصلة الضغط على قوات القذافي أضاف «لا أشعر بأي تعب. على العكس كان هناك اجتماع (أمس) هنا في المقر، حضره المشاركون في العملية وكان ذلك بمثابة تأكيد على التزامنا القوي بالعملية».
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، أمس، إن هدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا «ليس قتل القذافي» بل «قصف اهداف عسكرية» لطرابلس ووقف غارات حلف الاطلسي في أقرب وقت، معتبرا مقتل ابن القذافي من «الأضرار الجانبية». وأعرب عن «الأمل في ألا يدوم ذلك أكثر من بضعة أسابيع وبضعة أشهر على أقصى تقدير، لكن من السابق لأوانه التحدث عن مأزق».
من جانبها، أعلنت روما انها «تحاول وضع حد» للعمليات العسكرية في ليبيا. وصرح وزير الخارجية فرانكو فراتيني، بأن ايطاليا «ستبحث مع المنظمات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي وحلفائنا في تحديد نهاية» العمليات. ويعتقد مسؤولو المخابرات الأميركية ان القذافي حي، حيث قال ليون بانيتا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي.اي.ايه» لقناة «ان.بي.سي» الإخبارية التلفزيونية «لحد علمنا مازال حيا». في المقابل، صرح نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم بأن القذافي بصحة جيدة ولم يصب «على الإطلاق» في غارة الحلف، وذكر انه استقبل، أمس، عددا من زعماء القبائل. وسئل الكعيم متى سيظهر القذافي علناً وسط تساؤلات عن نجاته من الغارة، فرد نائب وزير الخارجية الليبية قائلا ان ذلك الامر يرجع له وللمسؤولين عن أمنه لأنه استُهدف أربع مرات.