إسلامي يقبل صورة لبن لادن خلال تظاهرة في القاهرة. رويترز

« القاعدة » يؤكد مقتل بن لادن ويـتوعّد بالانتقام

أكد تنظيم القاعدة في بيان نشر أمس على مواقع اسلامية ما أسماه بـ«استشهاد» زعيمه اسامة بن لادن وتوعد بالانتقام لمقتله على يد وحدة اميركية، فيما توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما للقاء عناصر الكوماندوز التي نفذت الاغتيال.

وفي بيان يحمل عنوان «بيان بشأن ملحمة الإباء واستشهاد الشيخ اسامة بن لادن»، قال التنظيم «هنيئاً لامة الاسلام باستشهاد ابنها البار اسامة بعد حياة حافلة بالجد والجهد والعزيمة والصبر والتحريض والجهاد». واضاف ان «عمر شيخ الجهاد في هذا العصر طوي لتبقى دماؤه وكلماته ومواقفه وخاتمته روحاً تسري في اوصال اجيال امتنا الاسلامية».

وأوضح البيان ان «دماء الشيخ المجاهد اسامة بن لادن رحمه الله اثقل واغلى عندنا وعند كل مسلم من ان تذهب سدى، وستبقى لعنة تطارد الاميركان وعملاءهم وتلاحقهم خارج وداخل البلاد».

وقال التنظيم انه سيذيع قريبا تسجيلا صوتيا ألقاه بن لادن قبل أسبوع من مقتله. وتابع «أبى الشيخ أن يرحل عن هذه الدنيا قبل أن يشارك أمته الاسلامية أفراحها بثوراتها التي انتفضت بها في وجه الظلم والظالمين وسجل لها رحمه الله كلمة صوتية قبل مقتله بأسبوع واحد ضمنها تهنئة ونصائح وتوجيهات سننشرها قريبا باذن الله».

من جهة أخرى، توجه اوباما أمس للقاء عناصر مجموعة الكوماندوز الاميركية التي قتلت بن لادن، بينما اعلن مسؤولون اميركيون ان مواد ضبطت في منزل بن لادن في باكستان كشفت ان تنظيم القاعدة خطط لشن هجمات على قطارات اميركية في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11سبتمبر .2001

وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة «فرانس برس» ان الرئيس الاميركي «ستكون لديه الفرصة ليشكر وعلى انفراد بعض عناصر العمليات الخاصة التي اضطلعت بالعملية (ضد بن لادن) في فورت كامبل». واوضح ان اوباما استقبل مسؤول العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في المكتب البيضوي بالبيت الابيض الاميرال وليام ماكرافن، «كي يشكره شخصيا». على نجاح العملية.

وبحسب وسائل الاعلام الاميركية فان مجموعة الكوماندوز التي شنت الهجوم على منزل بن لادن في ابوت آباد في باكستان، تتألف خصوصا من عناصر «الفريق السادس» من وحدة «نيفي سيلز» وهي وحدة سرية جدا لا يعلن عن مهماتها.

وزار أوباما الليلة قبل الماضية «غراوند زيرو» موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، حيث حذر من ان اميركا «لن تنسى ابدا»، الاعتداءات، مشيراً بذلك الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة.

وقال اوباما وهو يقف في محطة الاطفاء «ما حصل الاحد (في باكستان) بفضل شجاعة جنودنا والعمل الرائع لاجهزة استخباراتنا، وجه رسالة الى العالم اجمع، وكذلك هنا في الداخل، عندما نقول اننا لن ننسى ابدا، فإننا نعني ذلك».

ورغم دخول اوباما أخيرا في حملة من اجل اعادة انتخابه، أعلن البيت الابيض ان الهدف من هذه الاحتفالات ليس «الاستعراض» بل تكريم ذكرى ضحايا الاعتداءات التي ادت الى غزو افغانستان للقضاء على القاعدة.

وأعلنت وزارة الامن الداخلي الاميركية أن تنظيم القاعدة كان يدرس قبل اشهر شن هجمات على قطارات اميركية في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر .2001 وقال المتحدث باسم الدائرة مات تشاندلر ان «هيئة الامن الداخلي نشرت مذكرة الى شركائها الفدراليين وفي الولايات حول خطط محتملة للقاعدة تعود الى فبراير 2010 وتستهدف قطاع السكك الحديد». وجاء في المذكرة التي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها ان «القاعدة درست على ما يبدو في فبراير 2010 تنفيذ عملية ضد قطارات في موقع غير محدد في الولايات المتحدة في الذكرى السنوية العاشرة لاعتداءات 11سبتمبر». وافاد مصدر بأن المعلومات مصدرها مستندات تم ضبطها خلال العملية التي قتل فيها بن لادن. ويرى خبراء ان المواد التي تمت مصادرتها وهي خمس أجهزة كمبيوتر و10 اقراص صلبة و100 جهاز تخزين، قد توفر معلومات حاسمة تسمح بكشف معلومات اخرى عن تنظيم القاعدة بعد 10 اعوام من اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.

وفي باكستان، خرج مئات الاشخاص في تظاهرة أمس في مدينة غوتا (جنوب شرق) عاصمة ولاية بالوشيستان على الحدود مع افغانستان اكراماً لروح بن لادن، داعين الى الجهاد ضد واشنطن، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. ونظمت التظاهرة بدعوة من حزب جمعية امة الاسلام.

وفي القاهرة، منع جنود في محيط السفارة الاميركية في القاهرة أمس تظاهرة لسلفيين، استنكارا لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، من مواصلة طريقها حسب ما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وانطلقت التظاهرة بـ300 شخص من مسجد في شرق المدينة وبلغ عدد المشاركين فيها نحو 500 عند وصولها قرب السفارة الاميركية. ورفع المتظاهرون لافتة تحمل صـورة بن لادن، كتب عليها «اسامة بن لادن رمز الجهاد».

الأكثر مشاركة