تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة بانياس التي قُطعت عنها الاتصالات والكهرباء بعد دخول الجيش. أ.ب

الجيش السوري يدخل بانياس بـالدبابات

دخل الجيش السوري، أمس، بالدبابات الى مدينة بانياس، احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، غداة تظاهرات تصدت لها القوات الأمنية بالنار، على الرغم من التحذيرات الدولية، فيما اقترح المحتجون على الرئيس بشار الأسد حلولاً للخروج من الأزمة ابرزها تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة اشهر، ودعوا الى مواصلة التظاهرات بالقول «طالعين اليوم وبكرة وبعدو في جميع المحافظات السورية».

وتفصيلاً، قال مصدر عسكري في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان «وحدات الجيش والقوى الأمنية تابعت ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية في بانياس وريف درعا بهدف اعادة الأمن والاستقرار».

واضاف المصدر ان الوحدات تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الأهالى.

وافاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان ان الجيش السوري دخل، صباح أمس، بانياس، احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، بالدبابات، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غرب البلاد. وقال هؤلاء الناشطون في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في نيقوسيا، ان الدبابات دخلت في وقت مبكر من صباح أمس، وحاولت التوجه الى الأحياء الجنوبية في المدينة، معقل المتظاهرين. وشكل السكان دروعاً بشرية لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الأحياء، بينما جابت زوارق الجيش السواحل الواقعة قبالة الأحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها.

وقال ناشط حقوقي، أمس، إن ثلاثة متظاهرات قتلن عندما اطلق رجال الأمن النار عليهن اثناء تفريق مظاهرة بالقرب من بانياس.

من جهة اخرى، تطوق دبابات قرية البيضا المجاورة، ويأتي ذلك غداة مقتل 26 متظاهراً وإصابة آخرين بجروح بأيدي قوات الأمن السورية، بحسب ناشطين، اثناء مشاركتهم في التظاهر في «جمعة التحدي» التي دعا اليها ناشطون على صفحة «الثورة السورية» للتظاهر فيها بالعديد من المدن السورية.

واعلنت السلطات السورية من جهتها مقتل 11 عنصراً من الجيش والشرطة.

وقد جرى تشييع جثامينهم من المشفى العسكرى بحمص، أمس، الى مدنهم وقراهم حسبما اوردت وكالة الأنباء الرسمية.

وكان ناشطون ذكروا لـ«فرانس برس»، الخميس، ان عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش تجمعت عند قرية سهم البحر، التي تبعد 10 كيلومترات عن بانياس التي يحاصرها الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع. كما تمركزت دبابات سورية في وسط حمص وفي ضواحيها، الجمعة، حسب ما اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة، الا ان محتجين طرحوا على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، على الرئيس السوري بشار الأسد حلولاً للخروج من الأزمة، ابرزها تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة اشهر. وقال المشرفون على صفحة «الثورة السورية» في نص اقرب الى رسالة «ستكون اعتزاز سورية الحديثة إذا استطعت تحويلها من نظام ديكتاتوري الى نظام ديمقراطي» مؤكدين انه امر ممكن، واعتبروا ان الحل بسيط، مقترحين «وقف اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي، وخلع جميع صور الرئيس وأبيه من الشوارع، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي، وفتح حوار وطني، والسماح بالتعددية الحزبية، وتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة اشهر».

وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية، والتي اسفرت عن مقتل 800 شخص، بحسب المنظمة السورية لحقوق الانسان «سواسية».

وقال المشرفون على الصفحة «لست مثل القذافي، انت في ربيع العمر وحضاري، وذكي ومفتوح العقل، فلماذا تريد أن تتصرف مثل القذافي؟ لماذا تريد أن تقصف مدنك وشعبك؟ لماذا تريد ان يسيل الدم السوري من يد رجالك للأمن وقواتك المسلحة؟». وناشد المعارضون الرئيس السوري التخلص من «معاونيك ومستشاريك الذين يريدون الحفاظ على وضعهم ووظيفتهم بقتل الآخرين». واكدوا انه اذا فعل الرئيس السوري «كل هذا فستنقذ سورية وسترتجف إسرائيل من الخوف والا ستربح إسرائيل وستخسر سورية».

الا ان المنظمين تابعوا دعواتهم الى مواصلة الاحتجاجات، وقالوا «طالعين اليوم وبكرة وبعدو في جميع المحافظات السورية» وذلك غداة دعوتهم للتظاهر في «جمعة التحدي» التي اسفرت عن مقتل 26 شخصاً برصاص رجال الأمن في مدن سورية عدة بحسب ناشطين و10 من عناصر الجيش والشرطة في حمص بحسب السلطات.

دوليا، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على فرض عقوبات تشمل تجميد ارصدة وعدم منح تأشيرات دخول لدول الاتحاد على 13 من مسؤولي النظام السوري، ليس بينهم في هذه المرحلة الرئيس بشار الأسد، كما افادت مصادر دبلوماسية.

وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستتخذ اجراءات اضافية ضد سورية اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، بعد اسبوع من فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الإدارية في النظام السوري. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، انه لايزال بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات على الرغم من العنف السياسي المتصاعد، واضافت في مقابلة مع صحافي ايطالي ان الولايات المتحدة كانت صريحة بشأن حملة الرئيس السوري السياسية لكن الوضع هناك معقد. من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية ان تفاقم اعمال العنف الى الآن والاعتقالات الجماعية وسوء معاملة المحتجزين، عززت من تصميم المتظاهرين في جميع انحاء البلاد، واضافت ان حملة الاعتقالات اجبرت معارضين عدة على التستر.

الأكثر مشاركة