أوباما يمنح قتلة بن لادن أعلى وسام عسكري
أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما، أول من أمس، ان الولايات المتحدة «قطعت رأس» تنظيم «القاعدة» بقتل زعيمه اسامة بن لادن وستهزمه، وذلك بعد أن اختتم «اسبوعا تاريخيا» للولايات المتحدة بمنح أعلى أوسمة عسكرية إلى أعضاء الوحدة الاميركية التي قتلت بن لادن، وفي وقت تصاعدت الانتقادات والانزعاج في أوروبا تجاه عملية التصفية، لاسيما بسبب تناقض الروايات الأميركية، دعا خبيران في الامم المتحدة واشنطن إلى نشر الوقائع المتعلقة بالعملية، لتقييمها وفقا لمعايير القانون الدولي.
وتفصيلاً، قال أوباما بعدما التقى عناصر فرقة القوات الخاصة الأميركية التي قتلت اسامة بن لادن، الاثنين الماضي، في باكستان «لقد قطعنا رأس (القاعدة)، وسنهزمها في نهاية المطاف».
وزار أوباما ونائبه جو بايدن، أول من أمس، قاعدة «فورت كامبل» بولاية كنتاكي (وسط شرق)، حيث مقر الفرقة المجوقلة .101 وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه إنهما «التقيا جميع اعضاء القوة التي قامت بالعملية»، وقال لهم الرئيس «أنجزتم العمل بشكل جيد». وتابع المسؤول ان اوباما منحهم «تنويها رئاسيا، وهو أعلى مكافاة يمكن منحها لوحدة عسكرية، تكريما لخدمتهم ونجاحهم الاستثنائيين».
ورأى الرئيس الأميركي أن «فضل قيام الاميركيين بواحدة من اكبر العمليات العسكرية والاستخباراتية في تاريخ أمتنا، يعود الى هؤلاء الرجال».
ولم تنشر أي معلومات عن تشكيلة وحدة الكوماندوس، لكن أوباما التقى اعضاء وحدة من طياري المروحيات الذين شاركوا في العملية وأعضاء آخرين في القوات الخاصة. واكتفى بايدن بالقول من جهته إن أعضاء في قوات النخبة التابعة لسلاح البحرية الأميركية، شاركوا في الهجوم، فيما يرفض البيت الأبيض من جهته تأكيد مشاركة هذه القوات.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تمكنت انطلاقا من «مخبئها» الذي أعد لمراقبة منزل بن لادن، من اكتشاف أن أي شخص يغادر المنزل لا يمكنه ان يستخدم هاتفه الخليوي قبل ان يبتعد بالسيارة اكثر من 90 دقيقة ليتخلص من مراقبة الكترونية محتملة. وأضافت أن أجهزة التنصت الأميركية التقطت قبل ذلك اتصالا هاتفيا موجها الى «مرسال» بن لادن الذي كان يعيش في المنزل نفسه. وبفضل هذا الاتصال، تمكنت وكالة الاستخبارات المركزية من التعرف إلى رقم هاتف «المرسال». وبعد استخدام «وسائل بشرية وتقنية» تمكنت «سي آي ايه» من تحديد مكان المنزل في ابوت اباد، حيث كان يعيش الرجل وبن لادن.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس إن بلادها اعتقدت في ،2007 أنها تستطيع التخلص من بن لادن في منطقة تورا بورا في افغانستان. وأضافت أن ادارة الرئيس السابق جورج بوش خططت لعملية تقضي بقصف تجمع لقادة «القاعدة» في نهاية صيف ،2007 غير أنها عادت وتخلت عن المشروع. في السياق ذاته، عبر عدد من الاوروبيين عن بعض الانزعاج بعد تصفية بن لادن، لاسيما بسبب تناقض روايات المسؤولين الأميركيين عن ظروف قتله. واضطرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل للتراجع عن تصريح أدلت به عقب مقتل زعيم «القاعدة». وقد قالت حينذاك «اني سعيدة، لأنه تم التوصل الى قتل بن لادن»، إلا انها اكدت لصحيفة «بيسزير نويه بريسي» أمس أن «بن لادن كان زعيم شبكة ارهابية دولية دبرت جرائم مروعة، يمكننا بل وعلينا ان نشعر بالارتياح، لأنه لن يتمكن من ايذاء احد بعد الآن». وكانت ميركل تعرضت لانتقادات حتى في داخل حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي بعد موقفها الاول.
وقالت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديمقراطي والعضو في اللجنة المركزية للكاثوليك الالمان انغريد فيشباخ «من وجهة النظر المسيحية من غير الملائم قطعا ابداء ارتياح بعد قتل شخص بصورة متعمدة». وشاطرها الرأي المكلف شؤون القضاء في الاتحاد المسيحي سيغفريد كودر. وقال إنه ما كان عبر عن رد فعل على مقتل بن لادن كما فعلت ميركل. وانتقد ما سماه «موقفا انتقاميا» يذكر بـ«القرون الوسطى». ورفع احد قضاة هامبورغ (شمال) هاينز اوثمان دعوى ضد المستشارة لـ«قبولها بجريمة»، واصفا تصريحات ميركل بـ«المعيبة».
كذلك اعتبر خبيران في الامم المتحدة، المقرر بشأن التجاوزات التعسفية والقتل بلا محاكمة كريستوف هينتز، والمقرر الخاص لترويج وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية في مكافحة الارهاب مارتن شينين، أن على الولايات المتحدة «نشر الوقائع» حول مقتل اسامة بن لادن، للسماح بـ«تقييمها وفق معايير التشريع الدولي في مجال حقوق الانسان».
وتساءلت صحيفة «فولكسكرانت» الهولندية (وسط يسار)، أول من أمس «هل قتل بن لادن فقط لأنه شكل خطرا ملموسا على الكوماندوس الأميركي الذي اقتحم غرفته، أو أنها عملية قتل بدم بارد أعد لها مسبقا؟». وأضافت أن «الشكوك أثيرت من جديد حول النيات الأميركية».