احراق كنيسة ومقتل 9 أشخاص في اشتباكات طائفية بمصر
قتل تسعة اشخاص وأصيب أكثر من مئة آخرين مساء أمس، في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة، كما أحرقت كنيسة في الحي نفسهأ فيما تعهد الجيش بتطبيق صارم للقانون على مثيري الشغب وبتوقيع عقوبات شديدة عليهم.
ولم تعلن بعد الديانة التي ينتمي إليها الضحايا في هذه المواجهات، التي وقعت في حي أمبابة الشعبي بشمال غرب العاصمة المصرية.
وقال عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ليل السبت-الأحد، إن "القانون سيطبق بصرامة على مثيري الإضطرابات، التي وقعت في منطقة أمبابة الشعبية في القاهرة".
وأكّد لواء في المجلس العسكري، طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة "اون.تي.في" المصرية الخاصة، أن "كل من هو موجود في الشارع سيعامل على أنه بلطجي"، مضيفاً "سيتم تفعيل القانون اعتباراً من هذه اللحظة".
وتابع "لن يسمح لأي تيارات أن تطغى على مصر"، في اشارة على ما يبدو إلى الحركة السلفية، التي نشطت في البلاد بعد اسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي.
وتحدثت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في وقت مبكر صباح اليوم، عن سقوط تسعة قتلى وأكثر من مئة جريح.
وبدأت الصدامات حين هاجم مسلمون كنيسة قبطية، مؤكدين أنهم يريدون تحرير امرأة مسيحية قالوا إنها محتجزة هناك، بعدما أرادت اعتناق الإسلام.
وقال المسؤول في الكنيسة، الأب هرمينا، إن خمسة أقباط على الأقل، قضوا حين قام "بلطجية وسلفيون باطلاق النار علينا". وسجيت في الكنيسة جثة لفت ببطانية عليها الكتاب المقدس، فيما بدت أثار دماء على أرض الكنيسة.
وقام جنود موجودون في المكان باطلاق النار في الهواء في محاولة لتفريق الجانبين. وأفاد مراسل فرانس برس أن مسلمين رشقوا مسيحيين بقنابل حارقة، ما أدّى إلى احتراق الدور الأول من بناية مجاورة لكنيسة مار مينا.
وقال ممدوح وهو متظاهر مسلم، "هم من بدأوا باطلاق النار علينا، كنا مسالمين".
ونقل الجرحى المصابون بكسور أو بجروح ناتجة من الرصاص في سيارات اسعاف، إلى أربعة مستشفيات في المدينة، بحسب مصادر طبية.
وظل الوضع متوتراً إلى الثالثة فجراً تقريباً، عندما كثفت قوات الجيش انتشارها حول كنيسة مار مينا، وبدأت بتحذير المتجمهرين عبر مكبرات الصوت من إن كل من سيبقى في الشارع سيطبق عليه قانون "البلطجة"، وسيحاكم أمام القضاء العسكري.
وأفادت الأجهزة الأمنية أنه بعد بضع ساعات من هذه الأحداث، قام مجهولون باشعال النيران في كنيسة أخرى بمنطقة امبابة، هي كنيسة العذراء، قبل أن يلوذوا بالفرار. وتمكن رجال الإطفاء والقوات المسلحة من السيطرة على الحريق، ولكنه دمر كل محتويات الكنيسة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ودعا مفتي الديار المصرية، علي جمعة، إلى عدم التلاعب بأمن البلاد، مؤكداً أن أعمال العنف لا يمكن أن يرتكبها أناس ملتزمون دينياً، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
ويمثل الأقباط ما بين 6 إلى 10% من التعداد السكاني، البالغ 82 مليون مصري.
ومنذ أشهر عدة، تصاعد التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر على خلفية جدل حول اعتناق مسيحيات للإسلام، والاشتباه باحتجازهن داخل كنائس أو أديرة.
وسبق أن تظاهر سلفيون في شكل متكرر على خلفية هذه القضية، خلال الأشهر الأخيرة.
ويطالب هؤلاء بالافراج عن كاميليا شحاته ووفا قسطنطين، اللتين أثار اعتناقهما الإسلام بلبلة في مصر، علماً أن الكنيسة القبطية نفت هذا الأمر.
وكان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة توعد الأقباط بهجمات في حال عدم الإفراج عن المرأتين، وخصوصاً بعد المجزرة التي ارتكبها في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 أكتوبر الفائت، وأدت إلى 53 قتيلاً.
وبعد شهرين، أدّى اعتداء على كنيسة القديسين للأقباط في الأسكندرية إلى 21 قتيلاً.
وازداد شعور الأقباط بانعدام الأمن منذ الإطاحة في 11 فبراير 2011، بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وخصوصاً مع تصاعد حضور الحركات السلفية.