إحراق كنيسة والقبض على 191 متورطا.. وإلغاء جولة شرف الخليجية
مقتل 12 مصرياً بمواجهات طائفية في القاهرة
أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، أمس، إحالة 190 شخصاً قبض عليهم عقب أعمال العنف التي شهدها حي امبابة في القاهرة، وأسفرت عن 12 قتيل، بينما دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف، الذي ألغى جولة خليجية مقررة له، الى اجتماع طارئ ومفتوح للحكومة.
وأعلن الجيش المصري في بيان أن «المجلس الاعلى للقوات المسلحة قرر إحالة جميع من تم القاء القبض عليهم في احداث الامس، وعددهم 190 فرداً، الى المحكمة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن». ودعا شرف الى «اجتماع طارئ للحكومة لبحث الاحداث المؤسفة في امبابة»، بحسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
وقتل 12 شخصاً وأصيب 186 آخرون الليلة قبل الماضية في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة، بحسب آخر حصيلة للتلفزيون الرسمي.
ووقعت المواجهات الرئيسة حول كنيسة في حي امبابة هاجمها مسلمون، مؤكدين انهم يريدون تحرير امرأة مسيحية، قالوا إنها محتجزة هناك بعدما أرادت اعتناق الاسلام. واحرقت كنيسة أخرى في هذا الحي الذي نشرت فيه قوات كبيرة من الجنود ورجال مكافحة الشغب. وتعهد الجيش بتطبيق صارم للقانون على مثيري الشغب، وبإصدار عقوبات شديدة ضدهم، كما تواصلت، أمس، بعض التظاهرات الطائفية المتقطعة في امبابة.
وتشهد مصر منذ اشهر تصعيداً في التوتر بين المسيحيين والمسلمين، يغذيه الجدل حول نساء قبطيات يقول سلفيون إنهن ترغبن في اعتناق الاسلام، ويتهمون الكنيسة القبطية التي تنكر صلتها بالقصة باحتجازهن . ونظمت تظاهرات عدة تلبية لدعوة سلفيين في الاسابيع الاخيرة للمطالبة «بالافراج» عن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وهما زوجتا كاهنين، هجرت كل منهما زوجها إثر خلافات قبل سبعة أعوام بالنسبة الى قسطنطين، والعام الماضي بالنسبة إلى شحاتة. ورافقت الشرطة كلا من المرأتين الى منزلها، بعدما أكد الاقباط ان مسلمين قاموا بخطفهما. ونفت الكنيسة القبطية احتمال اعتناق المرأتين الاسلام، لكنّ أياً منهما لم تظهر علناً لإعطاء رواية مغايرة للوقائع.
وعقدت مؤسسة الازهر، أعلى سلطة دينية إسلامية في مصر، اجتماعاً طارئاً لبحث أمر هذه الاشتباكات. وقال محافظ الجيزة التي تقع بها الكنيسة علي عبدالرحمن، إن أقارب القتلى والجرحى سيحصلون على تعويضات. وقال بعض المسيحيين إن قوات الامن تباطأت في تفرقة الحشود التي تجمعت أمام الكنيسة، وكانت تراقب من بعيد الاوضاع، بينما خرجت التوترات عن نطاقالسيطرة.
والجيش الذي يتولى إدارة شؤون البلاد منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، وعد بالتحرك بقوة ضد المسؤولين عن اعمال العنف. وقال عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، أمس، إن «القانون سيطبق بصرامة على مثيري الاضطرابات »، التي وقعت في منطقة امبابة الشعبية في القاهرة. واكد لواء في المجلس العسكري، طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة اون تي في المصرية الخاصة إن «كل من هو موجود في الشارع سيعامل على انه بلطجي»، مضيفاً «سيتم تفعيل القانون اعتباراً من هذه اللحظة». وتابع «لن يسمح لاي تيارات ان تطغى على مصر»، في إشارة على ما يبدو الى الحركة السلفية التي نشطت في البلاد بعد اسقاط نظام مبارك.
من جهة أخرى، أوضح تلفزيون الدولة إن شرف «قرر تأجيل زيارته الى البحرين والامارات العربية المتحدة التي كانت مقررة اليوم (أمس).
وكان الفرع العراقي لتنظيم القاعدة توعد الاقباط بهجمات في حال عدم الافراج عن المرأتين، خصوصاً بعد المجزرة التي ارتكبها في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 اكتوبر الماضي، وادت الى 53 قتيلا. وبعد شهرين، ادى اعتداء على كنيسة القديسين للاقباط في الاسكندرية الى 21 قتيلا. ودعا مفتي الديار المصرية علي جمعة، الى عدم التلاعب بأمن البلاد، مؤكداً أن اعمال العنف لا يمكن ان يرتكبها اناس ملتزمون دينياً، سواء كانوا مسلمين او مسيحيين. ويمثل الاقباط ما بين 6 الى 10٪ من التعداد السكاني البالغ 82 مليون مصري. وازداد شعور الاقباط بانعدام الامن منذ الاطاحة في 11 فبراير بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، خصوصا مع تصاعد حضور الحركات السلفية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news