التحالف يقصف طرابلس.. والثوّار يتقدّمون غرباً
حقق الثوار الليبيون تقدما غرب مدينة مصراتة الاستراتيجية، وسط أنباء عن قتلهم 57 جنديا، وتدمير 17 عربة عسكرية، خلال معركة كبيرة في أجدابيا، فيما شن حلف شمال الأطلسي غارات جديدة على طرابلس بعد نحو ثلاثة أشهر على بدء النزاع في ليبيا، حيث يهدد النقص في الكثير من القطاعات البلاد بالشلل، بحسب الأمم المتحدة.
وفي التفاصيل، تقدم الثوار مسافة 15 كلم غرب مصراتة، ونصبوا حواجز، ويقتربون من الزليتن المدينة التي تعد 200 ألف نسمة الواقعة على بعد نحو 150 كلم من طرابلس، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». من ناحيته، أكد عقيد سابق في الجيش، هو الحاج محمد، المكلف العمليات العسكرية على الجبهة الغربية لمدينة مصراتة «في حال تكررت الانتصارات، التي تحققت خلال الساعات الـ24 الماضية، فسنكون على مشارف الزليتن»، التي تبعد 40 كلم من مصراتة.
وأشار إلى أن تقدم الثوار يظل رهنا بفاعلية قصف الحلف الأطلسي، وقال «إذا قاموا بعملهم، فسنقوم بعملنا».
وقال قائد عسكري للمعارضة الليبية المسلحة، إن مقاتليها قتلوا 57 جنديا، ودمروا 17 عربة عسكرية، خلال معركة كبيرة غربي مدينة أجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة. وقال القائد، الذي لم يتسن على الفور التحقق من صحة مزاعمه، إن اثنين من المعارضين قتلا في المعركة. وأبلغ حامد الحافي تلفزيون الجزيرة، في مقابلة على الهواء، بأن القتال وقع على مشارف الأربعين التي تقع في منتصف المسافة بين أجدابيا ومدينة البريقة النفطية الاستراتيجية، حيث تتحصن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال الحافي إن المعارضة المسلحة أعادت على مدى الأيام الـ20 الماضية تنظيم قواتها، وإن الاشتباك الحقيقي وقع على مشارف الأربعين. وأضاف أن قوات المعارضة دمرت 17 عربة، وقتل اثنان من مقاتليها من بلدة الزاوية. وقال إن 57 فردا من قوات القذافي قتلوا. وأضاف ان معتصم بن القذافي يقود القوات الحكومية في البريقة.
وأفاد مراسل «فرانس برس»، بأن طائرات الحلف الأطلسي شنت سلسلة ضربات عنيفة على طرابلس ليل الاثنين الثلاثاء، بعد ساعات على سقوط صاروخين بالقرب من وسائل اعلام رسمية ليبية. وشنت الطائرات بصورة اجمالية ثماني ضربات في نحو ثلاث ساعات بقصف عنيف الى حد غير معهود في العاصمة الليبية. ولم ترد أي حصيلة لعمليات القصف الجوي، واستهدفت إحدى الغارات على الأقل مبنى سبق أن قصف في 30 أبريل، بحسب ما أفاد مصدر رسمي ليبي، أوضح أن المبنى يضم مركز دراسات للكتاب الأخضر وجمعيات أهلية.
ونقلت وكالة الجماهيرية للأنباء الرسمية (أوج)، عن ناطق عسكري ليبي قوله إن قوات التحالف استهدفت مرة ثانية مباني المحكمة العليا، ومكتب النائب العام، ومؤسسات حقوق الإنسان المدنية، وحماية المرأة والطفولة، وتأهيل الصم والبكم في مدينة طرابلس .وأشارت الوكالة إلى أن قصف هذه المباني والمكاتب هو الثاني خلال 10 أيام.
وفي تصريح لـ«فرانس برس»، قالت مساعدة المتحدثة باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو «نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية نفسها، وهي تقضي بتقليص قدرة نظام القذافي قدر الإمكان على ضرب المدنيين»، ما لم تعد قواته إلى ثكناتها.
وعن الغارات الليلية على العاصمة الليبية، أضافت روميرو ان الحلف الأطلسي «سيستمر في مهاجمة مراكز المراقبة والقيادة الليبية، وكل المنشآت التي يمكن ان يستخدمها جيش القذافي».
وتولى الحلف الأطلسي، منذ نهاية مارس الماضي، قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، وشن خلال شهرين اكثر من 2260 ضربة بتفويض من الأمم المتحدة، لمنع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين. ونفت المتحدثة باسم الأطلسي ان يكون الحلف الذي يحرص على عدم الغوص في الرمال الليبية، بات يستهدف قلب نظام القذافي، من خلال ضرب أهداف من دون أن يتخوف من قتل المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يرفضون الاستسلام.
وأكدت روميرو «تمكنا حتى الآن من منع النظام من حشد قوات وأسلحة لشن هجوم واسع النطاق، وسنستمر» في منعه. وأضافت «لا نستهدف أشخاصا محددين».
وبعد نحو ثلاثة أشهر، على بدء النزاع في ليبيا، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرا في المجال الإنساني. وقالت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، أمام مجلس الأمن، إن النزاع وانهيار البنى التحتية في البلاد والنقص في الأموال والمحروقات تسببت في مشكلات خطيرة للسكان في ليبيا.
وأوضحت أن النقص بشكل عام يشل البلاد بشكل، سيكون له انعكاس خطير على السكان خلال الأشهر المقبلة، خصوصا على المعدمين والمرضى.
وأشارت إلى أنه في مدينة مصراتة، فإن القصف والمعارك تستمر منذ أكثر من شهرين. وقالت ايضا «لم يعد لدى البعض مواد غذائية ومياه ومواد أساسية أخرى، المنشآت الطبية بحاجة إلى مواد وطواقم متخصصة».
ولم تقدم أموس أي عدد لضحايا القمع، ولكن بحسب تقديراتها فإن 746 ألف شخص فروا من البلاد، وهناك 5000 عالقون على الحدود مع مصر وتونس والنيجر.
وأوضحت أن 58 الف شخص نزحوا إلى منشآت أقيمت على عجل في المناطق الشرقية من البلاد.
لمشاهدة مخطط الصراع في ليبيا يرجى الضغط على هذا الرابط.