احتجاجات في حلب.. وأوروبا لا تستبعد فرض عقوبات على الأسد
تظاهرة «جمعة حرائر» في سورية والدبابات تنتشر في الجنوب
دعا ناشطون سوريون الى التظاهر اليوم في ما سمّوه «جمعة حرائر سورية»، على غرار التظاهرات الحاشدة التي تخرج أيام الجمعة منذ بدء موجة الاحتجاجات منتصف مارس الماضي، والتي قوبلت أول من أمس بتدخل قوات الأمن والجيش، ما أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا بمدينتي حمص في الوسط، والحارّة بالجنوب. وفيما قال شاهد ان قوات الامن فضت احتجاجا طلابيا في حلب، اشار الاتحاد الاوروبي الى احتمال توسيع العقوبات على سورية لتشمل الرئيس بشار الاسد.
وتفصيلاً يعتزم الناشطون أن تكون تظاهرة «جمعة حرائر سورية» اليوم تضامنا مع نساء يقولُن إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن.
وتأتي «جمعة حرائر سورية» في خضم سلسلة التظاهرات التي خرجت في عدد من أيام الجمعة الماضية باسم «جمعة التحدي» و«جمعة الغضب» و«جمعة الإصرار» و«الجمعة العظيمة».
وقد قوبلت هذه التظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش، ما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في مدن عدة، وفق ما تقول منظمات حقوق الإنسان وشهود عيان.
وقال شاهد عيان ان قوات الامن السورية استخدمت الهراوات لفض تظاهرة للمطالبة بالديمقراطية شارك فيها 2000 طالب، أول من أمس، في حرم جامعة حلب ثاني اكبر مدن البلاد. واضاف الشاهد الذي كان موجودا في الموقع أن التظاهرة التي اندلعت ليلا قرب المباني المخصصة لاقامة الطلبة طالبت بانهاء حصار حمص ودرعا وبانياس. وقال شاهد اخر في حلب ان الشرطة السرية أغلقت الطريق الرئيس المؤدي من وسط المدينة الى الجامعة في حي الفرقان في غرب المدينة.
وانتشرت القوات السورية في مدن جنوبية، وشددت قبضتها على مدن داعل وطفس وجاسم والحارة، حيث نشرت الدبابات، وذلك تحسبا لتظاهرات الجمعة.
وتم نشر الدبابات أيضا في مناطق على الساحل السوري، وفي وسط حمص، وخارج مدينة حماة إلى الشمال، وفي أنحاء سهل حوران في الجنوب.
وقال المرصد السوري ان القوات السورية اعتقلت امس الناشط المدافع عن حقوق الانسان نجاتي طيارة في مدينة حمص. وكان طيارة قد انتقد بشدة الحملة العسكرية في الاحياء السكنية بالمدينة لسحق التظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أمس، ان واشنطن والدول الحليفة تبحث سبل زيادة الضغوط على سورية لاجراء اصلاحات.
وقالت كلينتون التي تزور غرينلاند لاجراء محادثات مع وزراء خارجية دول تشترك في المنطقة القطبية الشمالية ان عزلة الرئيس السوري بشار الاسد تتزايد. وقالت بعد اجتماع مع وزير الخارجية الدنماركي «سنحمل الحكومة السورية المسؤولية». وأضافت «الولايات المتحدة والدنمارك وحلفاء اخرون سيبحثون سبل زيادة الضغوط».
وفي فيينا لم تستبعد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، توسيع العقوبات على سورية لتشمل الرئيس بشار الاسد. وأدرج الاتحاد أسماء 13 مسؤولا سوريا على قائمته للعقوبات يوم الثلاثاء الماضي، ومن بينهم ماهر الاسد شقيق الرئيس في خطوة أولى تهدف الى اجبار سورية على وقف العنف مع المحتجين المناهضين للحكومة.
وقالت اشتون للاذاعة النمساوية في مقابلة أذيعت امس: «الرئيس الاسد ليس على القائمة، لكن هذا لا يعني أن وزراء الخارجية لن يعودوا الى هذا الموضوع».
وجاءت أحدث الاجراءات الاوروبية من تجميد أصول وحظر على السفر في اطار مجموعة عقوبات شملت حظرا على الاسلحة، لكنها لم تصل الى حد تلبية طلبات فرنسية بادراج الاسد على القائمة السوداء. وقررت حكومات دول الاتحاد الاوروبي ألا تشمل العقوبات الرئيس السوري في الوقت الحالي في خطوة قال دبلوماسيون إنها تهدف الى فرض إجراءات عقابية تدريجية.
واعلنت السفارة السورية في واشنطن ان دوروثي بارفيز، الصحافية في قناة «الجزيرة»، التي تحمل الجنسيات الاميركية والكندية والايرانية والتي فقد الاتصال معها في سورية نهاية ابريل الماضي، طردت الى ايران في الاول من مايو. واكدت السفارة في بيان ان بارفيز حاولت دخول سورية بطريقة غير مشروعة في 29 أبريل مع تأشيرة سياحية وجواز سفر ايراني منتهي الصلاحية. وبعد يومين تم ترحيلها وفق القانون الدولي الى البلد الذي اصدر جواز السفر.
وكانت سورية قد تخلت عن محاولتها المتنازع عليها للحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، بعد حملتها العسكرية الدموية التي بدأت منذ شهرين ضد المحتجين المطالبين باجراء اصلاحات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news