روسيا تحذّر من أي تدخل أجنبي.. وتجدّد حركة النزوح إلى لبنان

6 قتلى في مواجهات « جمعة الحرائر » وانتشار مكثف للجيش السوري

أوامر رئاسية حاسمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين في سورية. أ.ف.ب

انتشر الجيش السوري ورجال الامن بكثافة، أمس، في أبرز معاقل الاحتجاجات، متصدياً لتظاهرات «جمعة حرائر سورية»، وفيما ذكر مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر أوامر حاسمة وجازمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، سقط قتيل برصاص اجهزة الامن خلال تفريق تظاهرة في حمص، بينما نزل آلاف المحتجين الى شوارع حماة، في حين تجددت حركة النزوح لعائلات سورية الى شمال لبنان، ما دفع روسيا الى التحذير من سيناريو ليبي وتدخل أجنبي في سورية.

ومع انتشار الجيش وقوات الأمن منعاً لتظاهرات «جمعة حرائر سورية» قال الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين لوكالة «فرانس برس» ان المستشارة السياسة والاعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان «أخبرتني خلال لقاء جمعنا ان الرئيس السوري اصدر أوامر حاسمة وجازمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين».

وفي تطور لاحق، قال وزير الإعلام السوري عدنان محمود، في مؤتمر صحافي عقده في مقر مجلس الوزراء، أمس «ستشهد الأيام المقبلة حواراً وطنياً شاملاً في كل المحافظات السورية»، من دون أن يقدم تفاصيل حول أطراف هذا الحوار. وأشار محمود الى ان الرئيس السوري بشار الأسد «التقى فعاليات شعبية من مختلف المحافظات السورية واستمع الى رأيهم ومطالبهم ورؤيتهم لما يحدث في سورية في الوقت الراهن»، إلا أن ناشطاً حقوقياً فضل عدم الكشف عن اسمه قال لوكالة «فرانس برس» ان قوات الامن اطلقت النار من اسلحتها الرشاشة في الهواء لتفرق آلاف الاشخاص الذين تجمعوا بعد صلاة الجمعة للتظاهر.

وذكر ناشط ان تظاهرة تضم نحو 3000 متظاهر انطلقت من أمام جامع قاسمو في القامشلي بالاضافة الى الدرباسية (غرب القامشلي) التي شهدت مظاهرة تضم نحو 2500 متظاهر. كما جرت تظاهرة في مدينة سقبا (ريف دمشق) ضمت نحو 1000 متظاهر. وأشار الى حملة اعتقالات واسعة في جميع أرجاء سورية شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور (شمال شرق) واللاذقية (غرب) والقامشلي (شمال) ودرعا (جنوب)، حيث اندلعت التظاهرات منتصف مارس الماضي، وبحسب ناشط آخر فإن اكثر من 2000 عنصر من الجيش انتشروا في الساحة التي تجرى فيها عادة التظاهرات وفي الشوارع المؤدية لها في بانياس التي دخلها الجيش السبت الماضي.

وقتل متظاهر أمس في حمص بوسط سورية برصاص أجهزة الأمن السورية خلال تفريق تظاهرة، وأعلن ناشط في المدينة أن القتيل يدعى فؤاد رجب وعمره 40 عاماً. واصيب برصاصة في الرأس. وأعلن مصدر حقوقي سوري معارض أن حصيلة ضحايا التظاهرات التي شهدتها مدن سورية في يوم «جمعة حرائر سورية» وصلت إلى ستة قتلى. وقال المصدر إن ثلاثة من الضحايا سقطوا في حمص، واثنين في حي القابون بدمشق، وسيدة في قرية الحارة بريف درعا. وقال مصدر آخر ان أحد المعتقلين توفي نتيجة التعذيب.

وقال شاهد إن آلاف المواطنين تدفقوا على ميدان في مدينة حماة للمشاركة في تظاهرة مطالبة بالديمقراطية. كما تحدثت شخصية كردية معارضة عن احتجاجات ضخمة في المنطقة الكردية شرق سورية. وقال شاهدان ان تظاهرات محدودة حدثت في حي برزة في دمشق وضاحية سقبا، حيث ردد المتظاهرون هتاف «نريد تغيير النظام». وسجلت في الساعات الماضية حركة نزوح كثيفة من مدينتي حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع الى منطقة وادي خالد شمال لبنان المحاذية للحدود مع سورية. وتحدث مصد مسؤول محلي لوكالة «فرانس برس» عن حركة نزوح عبر معبر الناعورة غير الشرعي في وادي خالد، حيث عبرت نحو 50 عائلة من حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع الى الأراضي اللبنانية.

وفي ردود الفعل الدولية، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أي تدخل اجنبي في سورية، داعياً المعارضة السورية الى عدم تكرار السيناريو الليبي، كما أفادت وكالات الانباء الروسية. وقال لافروف خلال زيارة الى كازخستان «اإننا قلقون جداً لأن عملية المصالحة، عملية بدء حوار، تأخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في هذه العملية لجهة استدراج قوات أجنبية لدعم تحركاتهم».

تويتر