سوزان من القصر إلى السجن
أصاب خبر صدور قرار النائب العام المصري بحبس السيدة سوزان مبارك زوجة رئيس مصر المخلوع حسني مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة الكسب غير المشروع الشارع العربي بالصدمة المخلوطة بالدهشة، لما يعطي ذلك من مؤشر للمدى المفتوح الذي يمكن أن تصل إليه تداعيات ثورة 25 يناير من جهة، وللمفاجأة في رؤية زوجة زعيم عربي مخلوع، للمرة الأولى ربما، في السجن. ولدت سوزان التي سيتم نقلها إلى سجن القناطر في نهاية فبراير 1941 في المنيا على بعد نحو 250 كم جنوب القاهرة لطبيب الاطفال المصري صالح ثابت وأمها الممرضة الانجليزية ليلي بالمر، وتعرّف صالح إلى بالمر خلال دراسته الطب في جامعة كارديف البريطانية. وتلقت سوزان دراستها في مدرسة سانت كلير في ضاحية مصر الجديدة، وبعد زواجها من مبارك انقطعت عن الدراسة لمدة 10 سنوات، ثم عادت بعدها لاستكمال الدراسة والالتحاق بالجامعة الأميركية لتتخرج فيها بالبكالوريوس في العلوم السياسية ،1977 ثم حصلت على شهادة الماجستير من الجامعة ذاتها في علم الاجتماع التربوي عام ،1982 وتعرفت سوزان إلى مبارك أواخر الخمسينات وكان في سلاح الجو المصري ثم تزوجا وأنجبا جمال الذي أصبح رئيسا للجنة السياسات العامة في الحزب الوطني المنحل الذي ظل يحكم مصر لأكثر من 30 عاما وعلاء الذي اتجه الى عالم المال والتجارة ليصبح واحدا من كبار رجال الاعمال في مصر. وعلى مدى سنوات حكم زوجها تنقلت سوزان بين العديد من المناصب والمهمات ذات الطبيعة الاجتماعية والمتعلقة بالمرأة والطفولة وتربية الاجيال الجديدة والتوعية الاسرية بقضايا المرأة والطفل والتعليم والثقافة في مصر، وعملت سفيرة للامم المتحدة للنوايا الحسنة لقضايا المرأة والطفل.. كما تردد أن سوزان كانت تقف وراء قرار مبارك الافراج والعفو عن الصحافي ابراهيم عيسى الذي تم اعتقاله بعد نشر أنباء عن تدهور الحالة الصحية لمبارك .2008 ومما لا شك فيه أنها كانت القوة الرئيسة الدافعة باتجاه خلافة ابنها جمال أباه في رئاسة الجمهورية وعملت لسنوات في هذا الاتجاه، ما كان له اكبر الاثر في تأجيج مشاعر الشعب المصري وخروجه في التظاهرات العارمة التي توجت بنجاح ثورة 25 يناير ،2011 ولسوزان حفيدان توفي أحدهما واسمه محمد، في 18 مايو ،2009 بسبب أزمة صحية حادة وكان عمره لا يزيد على 12 عاما. ومن خلال موقعها زوجة للرئيس نجحت سوزان في إقامة علاقات شخصية وثيقة وصداقات قوية مع كثير من قرينات قادة الدول والوزيرات والمسؤولات في مواقع مختلفة.