أميركا تمتنع عن الاعتراف بالمجلــس الانتقالي الليبي وتعتبره «محاوراً شـرعيّـاً»
أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «محاوراً شرعياً وذا صدقية»، لكن من دون أن يصل بها الأمر إلى حد الاعتراف دبلوماسياً بهذه الهيئة السياسية التي شكلها الثوار الليبيون، فيما أعلن الحلف الأطلسي أن الغارة على البريقة استهدفت مركزاً لقيادة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، وعبر عن أسفه في حال سقوط ضحايا مدنيين في الغارة، بينما دفنت ليبيا، في وقت لاحق أمس، 11 إماماً قتلوا، كما يقول نظام القذافي، في الغارة.
وتفصيلاً، قال مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي، توم دونيلون، في بيان صدر خلال زيارة قام بها المسؤول الثاني في المجلس الوطني الانتقالي، محمود جبريل إلى البيت الأبيض، إن «الولايات المتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاوراً شرعياً و(ممثلاً) ذا صدقية للشعب الليبي».
وقال بيان للبيت الأبيض إن الاجتماع استهدف مواصلة «المشاورات الوثيقة» بشأن الوضع في ليبيا.
وأوضح البيان أن دونيلون أكد مجدداً أن الولايات المتحدة تنظر إلى المجلس الوطني بوصفه متحدثاً شرعياً وموثوقاً ممثلاً للشعب الليبي، مع التشديد على أن القذافي فقَد شرعيته للحكم، وكرر دعوة أوباما له للمغادرة فوراً.
وأشار البيان إلى أن الجانبين بحثا كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقدم دعما إضافيا للمجلس الوطني الانتقالي، مشيرا إلى أن دونيلون أشاد بـ«التزام المجلس بانتقال سياسي شامل ومستقبل ديمقراطي لليبيا».
وأكد البيت الأبيض ووزارة الخارجية أخيرا أن هذا الاعتراف سيكون سابقاً لأوانه، إلا أن هذه الزيارة الأولى لممثلي المجلس إلى البيت الأبيض تعد خطوة مهمة، بحسب وصف المراقبين.
ودفن الموالون للنظام الليبي في طرابلس، أمس، 11 إماماً قتلوا في غارة جوية للحلف الأطلسي، حيث نعت هيئة الأوقاف «16 شهيداً» قضوا في الغارة، ويرجح ان يكون القتلى الخمسة المتبقون دفنوا في مناطقهم.
وحضر مراسم الجنازة عضو مجلس قيادة الثورة الخويلدي الحميدي، وأقارب القتلى ومئات من المشيعين.
ولفت في الجنازة حضور نحو 20 امرأة، وكان حضورهن لافتاً، لان النساء لا يحضرن الدفن في العادة، وقد حملن صور القذافي.
وخلال تشييع الجنازة أطلقت أعيرة نارية كثيفة في الهواء، وردد المشيعون هتافات مؤيدة للنظام، واستمرت مراسم الجنازة قرابة الساعة ونصف الساعة.
ودعا أئمة إلى الثأر، محرضين المسلمين في كل انحاء العالم على قتل «1000 شخص عن كل إمام قتيل»، خصوصاً في «فرنسا وايطاليا والدنمارك وقطر والإمارات العربية المتحدة». من جانبه، قال حلف شمال الأطلسي في بيان، إن «الغارة الجوية استهدفت مركزاً للقيادة والتحكم في مدينة البريقة، حيث كانت المنشأة تستغل من قبل نظام القذافي لتنسيق الهجمات ضد المدنيين الليبين». وأضاف «نعرف الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين في ما يتعلق بهذا الهجوم، وعلى الرغم من عدم استطاعتنا التأكد بشكل مستقل من صدق هذا الادعاء، فإننا نأسف لمقتل أي مدنيين أبرياء عند حدوث ذلك».
وذكر البيان أن هدف الحلف وشركائه هو «تقليل قدرة نظام القذافي على شن هجمات على المدنيين، وذلك من خلال إضعاف هيكل القيادة والتحكم الخاص بالنظام، والمبنى المستهدف تم تحديده بوضوح على أنه مركز للقيادة والتحكم».
في الأثناء، تحدى معمر القذافي الحلف الأطلسي، الليلة قبل الماضية، بالقول «أنا أحب ان أقول للجبناء الصليبيين، أنا أسكن في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه، إنني أسكن في قلوب الملايين».
وبث التلفزيون الرسمي هذه الرسالة الصوتية غداة ضربات للحلف الأطلسي على مجمع القذافي السكني في طرابلس، أسفرت عن ثلاثة قتلى، منهم صحافيان، وعن 27 جريحاً، كما أفادت حصيلة رسمية للحكومة.
وكان القذافي يرد بذلك أيضاً على تصريحات وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، الذي قال ان تصريحات أسقف طرابلس التي أكد فيها أن القذافي أصيب على الأرجح وغادر العاصمة «تتسم بصدقية».
لكن المونسنيور جيوفاني مارتينيللي نفى أن يكون أدلى بهذا التصريح، وقال للاذاعة الفرنسية إن «ما قاله وزير الخارجية غير صحيح، لأنني لم أقل أبداً إن الزعيم الليبي أصيب بجروح».
على الصعيد الميداني، صد الثوار الذين نشطهم استيلاؤهم على مطار مصراتة في الغرب، القوات الحكومية، أول من أمس، أيضاً. وذكر مراسل وكالة «فرانس برس»، انهم تقدموا 20 كلم شرق مصراتة، وبلغوا أبواب تاورغاء شرقاً.
وفي الغرب، بلغوا مداخل زليطن البعيدة 50 كلم، وتبعد 150 كلم عن العاصمة.
ولدى انسحابه، ترك الجيش النظامي جثث جنود وشاحنات محملة بالذخائر، وقتل اثنان من الثوار أيضا في المعارك.
من جهة اخرى، سمعت، الليلة قبل الماضية، ستة انفجارات حول طرابلس، كما افاد شهود.
وعلى الصعيد الإنساني، قدمت الفرقاطة الرومانية روا فردينان، التي تراقب احترام الحظر على الاسلحة المفروض على ليبيا، مساعدة ليل الخميس الجمعة إلى نحو 150 افريقيا كانوا موجودين على متن سفينة طرأت عليها أعطال بعدما غادرت مصراتة، كما أعلنت السبت وزارة الدفاع في بوخارست.