عباس يستبعد العودة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان
تشييع شهداء «يوم النكبة» وسط حداد فلسطيني في لبنان
شيع الفلسطينيون في لبنان، أمس، الشهداء الذين سقطوا على الحدود اللبنانية برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرة في ذكرى النكبة، وسط أجواء من الحزن والحداد والغضب في المخيمات الفلسطينية. فيما استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس العودة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان الذي قال ان استمراره يعمق الاحتلال.
وشهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان يوم حداد على الشهداء الذين سقطوا أول من أمس برصاص الاحتلال خلال تظاهرة على الحدود اللبنانية في الذكرى الـ63 للنكبة.
وشيعت مخيمات مدينتي صور وصيدا الجنوبيتين، الشهداء وسط مشاركة آلاف المشيعين الذين بدا الحزن والغضب واضحا على وجوههم. وقال قائد المقر العام لحركة «فتح» في لبنان منير المقدح لـ«فرانس برس» ان «هناك اضرابات واقفالا اليوم (أمس) في كل المخيمات حداداً على الشهداء»، مشيراً الى ان التحضيرات جارية لخطوات أخرى وأن الاتصالات مستمرة مع الفلسطينيين في خارج لبنان، موضحاً أن من بين الاقتراحات احياء «يوم الشهداء» الجمعة المقبل.
وقال مسؤول حركة «حماس» في لبنان علي بركة «إننا نحمل جيش الاحتلال المسؤولية عما جرى (أول من أمس) من سفك دماء ونعتبرها مجزرة ضد عزل»، مضيفاً «لم يستخدم احد في الجانب اللبناني من الحدود اي سلاح باستثناء الحجارة».
وقال بركة «انها مجزرة مفتعلة داخل الاراضي اللبنانية»، مطالبا «الحكومة اللبنانية بالتدخل الفوري لطلب محاكمة مجرمي الحرب».
واكد انه شارك في «التظاهرة السلمية» في بلدة مارون الراس الحدودية، مضيفا «كانت رسالتنا الى الذين يحضرون اليوم خطة اميركية لشطب حق العودة، بأن الفلسطينيين يؤكدون على حق العودة، وعلى القرار 194» الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة.
من جهته أكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله للفلسطينيين، أمس، أن عودتهم الى أرضهم اصبحت «أقرب الى الانجاز من أي وقت مضى»، محيياً «شجاعة وبسالة الذين تظاهروا الاحد على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين»، واستشهد منهم 13 شخصا برصاص اسرائيلي.
وقال نصرالله في بيان وزعه المكتب الاعلامي لحزب الله «يجب ان ننحني اجلالا وإكبارا امام شجاعة وبسالة وايمان كل اولئك الذين تظاهروا بالامس(أول من أمس ) على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين المحتلة وفي داخل فلسطين، والذين واجهوا بصدور عارية ورؤوس شامخة جبروت وطغيان جيش العدو».
وأضاف «رسالتكم المدوية الى العدو انكم مصممون على تحرير الارض مهما غلت التضحيات وان مصير هذا الكيان الى زوال ولن تحميه مبادرات ولا معاهدات ولا حدود، وان عودتكم الى فلسطين حق لا ريب فيه وأنها اقرب الى الانجاز من اي وقت مضى».
وأكد نصرالله المضي «سوياً في طريق المقاومة لنكمل درب الانتصارات ولنحرر كل ارضنا ومقدساتنا».
وكان لبنان تقدم أول من أمس بشكوى الى مجلس الامن الدولي على العدوان الاسرائيلي، داعيا مجلس الامن الى ان يتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والضغط على إسرائيل من اجل حملها على الإقلاع عن سياستها العدوانية والاستفزازية تجاه لبنان.
وفي بيت لحم استبعد عباس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي جورج نابوليتانو العودة للمفاوضات في ظل الاستيطان.
وقال إن الاستيطان الاسرائيلي يعمق الاحتلال ومن العبث الحديث عن السلام مع استمرار الاستيطان، مؤكداً أن «الاحتلال أسوأ ما يمكن ان يعانيه شعب من الشعوب».
وأضاف «لا يوجد اي تبرير لاستمرار الاستيطان وسبق ان وافقنا على خريطة الطريق، وبذلنا جهودنا بعد مؤتمر انابوليس للتقدم ووصلنا إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة لكن الحكومة الحالية جمدت كل شيء».
وأكد أن المصالحة (الموقعة بين حركتي «فتح» و«حماس» لا تتناقض ابدا مع السلام، وعلى الرغم من ان الجانب الإسرائيلي كان يتذرع بالانقسام الا انهم الآن يشنون حملة اعلامية ضد المصالحة.
وقال «بعد 63 عاماً من النكبة وتشرد الفلسطينيين واحتلال ارضنا آن الاوان ان تدرك اسرائيل ان هذا الشعب لا يتلاشى ولا ينسى، وان الفرصة لحل تاريخي مازالت قائمة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news