أوكامبو يطلب توقيف القذافي.. وإيطاليا تعتبر ساعات النظام «معدودة»
اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس، ساعات النظام الليبي معدودة، وأن قسماً من المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي يبحث عن «باب خروج» يسلكه العقيد نحو المنفى، في حين طلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إصدار مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، بعد ثلاثة اشهر من اندلاع النزاع، فيما يساعد وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا قوات حلف الأطلسي على تدمير مواقع الجيش الليبي بما فيها الأقبية السرية.
وتفصيلاً، اعتبر فراتيني «ساعات النظام الليبي معدودة»، وأن قسما من المقربين من القذافي يبحث عن مخرج يسلكه الزعيم الليبي الى المنفى، حيث أعلن رئيس الحكومة الليبية بغدادي محمودي، لدى استقباله المبعوث الخاص للامم المتحدة الى ليبيا عبدالاله الخطيب الليلة قبل الماضية، ان النظام يريد «الوقف الفوري لاطلاق النار يتزامن مع وقف قصف حلف شمال الاطلسي»، فيما أعلن مساعد وزير الخارجية خالد الكعيم أن الخطيب التقى أيضا زعماء قبائل ليبية اقترحوا عليه «منطقة عازلة» في اجدابيا.
وقال الكعيم إن هذه «المنطقة العازلة» في تلك المدينة الاستراتيجية التي تحولت الى خط للجبهة منذ أسابيع عدة، سيسمح بفتح «حوار وطني» بين القبائل الليبية، إلا أن نائب الوزير الليبي استبعد اي حوار مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار، معتبراً أنه لا يمثل الليبيين، بما في ذلك مقره في بنغازي. وقال إن أعضاء المجلس الانتقالي «لا يسيطرون على الوضع في الشرق، انها بعض الفصائل» المسلحة التي ليس للمجلس الوطني الانتقالي سيطرة عليها.
وأصر موفد الامم المتحدة الى ليبيا خلال محادثاته مع نظام القذافي على وقف اطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية إلى المدن المحاصرة. وعلى الصعيد القضائي، طلب المدعي مورينو - أوكامبو من قضاة المحكمة الجنائية الدولية، أمس، استصدار مذكرة توقيف بحق القذافي وابنه سيف الاسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقال مورينو - اوكامبو خلال مؤتمر صحافي في لاهاي مقر المحكمة الجنائية الدولية «على اساس الادلة التي تم جمعها، طلب مكتب المدعي العام من الغرفة التمهيدية الاولى اصدار مذكرات توقيف بحق معمر القذافي وسيف الاسلام وعبدالله السنوسي». وأشار إلى أن «الأدلة التي تم جمعها تظهر ان القذافي أمر شخصيا بشن هجمات ضد مدنيين ليبيين عزل».
ورحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بطلب مورينو - أوكامبو ، وقال خلال زيارة لمراكش في المغرب «الرجل الذي يخوض حربا ضد شعبه يجب أن يتحمل المسؤولية». وفي ايطاليا، قال فراتيني إن ما يتبين من «الرسائل التي تصل من دائرة مقربة من النظام» أن «بعضهم تحدثوا تحت كنف السرية، وبدأوا يقولون إن القذافي يبحث عن مخرج مشرف». وأكد الوزير أن هذه الدائرة تبحث عن «مكان قد ينسحب اليه (القذافي) بشكل مقبول والابتعاد تماما عن الساحة السياسية». وقال «إننا نعمل مع الامم المتحدة من أجل ايجاد مخرج سياسي كي ينسحب الدكتاتور مع عائلته من الساحة».
ميدانياً، حلقت مقاتلات، أمس، فوق العاصمة الليبية التي تستهدفها غارات الحلف الاطلسي بصورة يومية تقريبا، حيث شن الحلف غارات جديدة على ضاحية طرابلس الشرقية، ودمر رادارات، على ما افادت وكالة الانباء الليبية الرسمية وعدد من سكان حي تاجوراء الذي يبعد 15 كلم شرق العاصمة.
وقال بعض سكان الحي ان موقع رادارات في وسط المنازل دمر في تاجوراء، مؤكدين انهم سمعوا ثلاثة انفجارات قوية. وكشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن شبكة من المنشقين الليبين من بينهم رجل النظام الليبي القوي وزير الخارجية السابق موسى كوسا، تقوم بمساعدة قوات حلف شمال الأطلسي في تدمير مواقع قوات العقيد القذافي العسكرية، بما فيها الأقبية التي تدار منها العمليات العسكرية. ونوهت الصحيفة بأنه رغم أن كوسا انتقل إلى قطر بعد لجوئه إلى بريطانيا، حيث يعتقد أنه يساعد الناتو من هناك، فإن هناك حالة من تزايد الغضب والاحباط تجاهه بحكم أن المعلومات التي يمدها يتوجب أن تكون أكثر مساعدة للحلف، باعتباره كان رجل النظام القوي خلال الـ30 عاما الماضية.