دورية للجيش السوري في بلدة " عريضة " على الحدود اللبنانية .

اعتقالات تسبق تظاهـــرات « جمعة الحرية » في ســـورية

استنكرت سورية، أمس، العقوبات الأميركية على الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين، بسبب قمع الحركة الاحتجاجية، عشية الدعوة الى التظاهر اليوم في «جمعة الحرية» في جميع المدن السورية، التي سبقتها حملة اعتقالات واسعة.

وتفصيلاً، قال مصدر رسمي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان سورية تستنكر الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين، بذريعة الأحداث الجارية في سورية. واعتبر المصدر السوري ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل، وقال «الإجراء الأميركي بحق سورية له تفسير واحد، هو التحريض الذي يؤدي إلى استمرار الأزمة في سورية الأمر الذي يخدم مصالح اسرائيل قبل كل شيء». واشار الى ان سلسلة العقوبات الأميركية، التي تضمنت قانون محاسبة سورية، وسبقه وضع سورية على قائمة الدول الراعية للإرهاب، كانت بسبب دعمها المقاومة.

واكدت سورية ان هذه العقوبات لم ولن تؤثر في قرار سورية المستقل وعلى صمودها امام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وانجاز الإصلاح الشامل.

ويأتي ذلك فيما تجددت الدعوة الى التظاهر في يوم «جمعة ازادي» وازادي تعني الحرية باللغة الكردية. واكد النص الذي بثته صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، على سلمية المظاهرة، الا انه اضاف «لن نتساهل مع الأمن و(الشبيحة) ولن نسمح لهم بالاعتقالات، وسنكون شوكة في حناجرهم». واضافت الصفحة «بكرة يوم مختلف، يوم تتجلى فيه عبارة: الشعب السوري واحد، يوم هتافه: حوران (جنوب) تنادي ازادي وعفرين (بلدة كردية في الشمال) ترد حرية، الدير (شمال شرق) تنادي ازادي قامشلي (شمال شرق) ترد حرية، وحمص (وسط) تصيح ازادي وكوباني (منطقة راس العين الكردية شمال شرق) ترد حرية».

يأتي ذلك فيما استمرت حملات الاعتقال في مدن سورية عدة، منها حمص والرقة (شمال) ودير الزور واللاذقية (غرب) وفي مكان اعتقال احد قادة الاحتجاجات في بانياس (غرب) انس عيروط، حيث جرت حملات واعتقالات عدة في هذه المدينة الساحلية. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» «مازال مصير بعض المعتقلين مجهولاً على الرغم من مضي 20 يوماً على اختفائهم»، واضاف ان الأشخاص الذين اعتقلوا في مدينة البيضة (المجاورة لبانياس) وظهروا على شريط فيديو وهم يتعرضون للإهانة تم اعتقالهم من جديد بعد ان أُخلي سبيلهم وتعرضوا للتعذيب». وقال «جرت في مدينة نوى (محافظة درعا، جنوب) عمليات امنية ومداهمات واعتقالات طالت العشرات»، مشيرا الى عدم وجود عسكري حتى الآن في هذه المدينة.

وكانت الصحافية في قناة «الجزيرة» دوروثي بارفيز، اكدت اثر وصولها، اول من امس، من طهران الى الدوحة، بعد 19 يوما من اختفائها في سورية، انها شاهدت لدى اعتقالها في سورية عمليات تعذيب شديد، و«ضرباً وحشياً ليلاً نهاراً» وانتهاكات واختطافاً لمواطنين سوريين.

وقالت بارفيز في تصريحات لـ«الجزيرة» ان معاملة السوريين «لي لم تكن سيئة، ولكن ما يثير قلقي كيف كان السوريون يُعامَلون. فقد كانوا يتعرضون لضرب مبرح ليلاً ونهاراً وكانت هناك شابات خائفات، تم اخذهن من الشارع، وجيء بهن وهن لا يدرين لماذا».

وروت بارفيز شهادتها على عمليات تعذيب تمت في المعتقل، وقالت «ما شاهدته رجل يتعرض للضرب ويداه مكتفتان خلفه على مدى ثلاثة ايام، وسمعت ما يمكن أن أصفه بأنه ضرب وحشي، ومن صوته بدا انه في اواخر سني المراهقة، وكان يبكي ويغمى عليه ويتعرض للضرب لساعات ولم أفهم لماذا»، وتابعت «كانت معاملتهم لي مقارنة بالسوريين جيدة، وضعونا في اماكن سكن مقرفة وقذرة وكانت هناك دماء على الجدران في احدى الزنزانات، وعندما وصلت لم يقولوا لي هل انا معتقلة ولماذا اعتقلت في هذا المجمع، ويبدو كأنه مصغر لـ(غوانتانامو)، وكنت أقف في مكان فيه دم، ولم يضربني أحد». 

الأكثر مشاركة