27 قتيلاً برصاص الأمن.. والتظاهرات تعمّ سورية
تحدى عشرات آلاف السوريين، أمس، القمع الدموي الذي تواجه به السلطات التظاهرات منذ شهرين، وخرجوا في تظاهرات ضخمة مطالبة بالحرية وإسقاط النظام عمت جميع المدن السورية في جمعة «أزادي الحرية» أبرزها في دمشق وحمص ودرعا وبانياس، التي تعد أكبر تظاهرة منذ بدء الاحتجاجات. فيما قتل 27 متظاهراً بينهم طفل عندما اطلق رجال الأمن النار عليهم لتفريقهم اثناء مشاركتهم في التظاهرات. في وقت دهمت فيه قوات سورية مدعومة بالدبابات بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية.
وقال ناشطون إن 27 متظاهرا قضوا بينهم طفل عندما أطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرات عمت مدناً سورية عدة.
وأورد ناشطون من مختلف المحافظات السورية اسماء 11 قتيلاً بينهم طفل في حمص (وسط) و10 قتلى في معرة النعمان، جنوب ادلب، غرب البلاد.
كما قتل شخص في مدينة الصنمين وآخر في مدينة الحارة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)، وشخص في داريا، في ريف دمشق.
كما أعلن الناشطون عن مقتل شخص في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) وشخصين في دير الزور (شمال شرق).
وقال الناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين على الرغم من صدور أوامر رئاسية بعدم إطلاق النار.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقراً له ان «آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء».
وأشار المرصد الى ان «الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافاً لاتهامات النظام لهم»، هاتفين بشعارات تدعو الى «رفع الحصار عن المدن السورية» وتدعو الى الحرية وإلى اسقاط النظام. كما افاد رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) رديف مصطفى، بأن الآلاف خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون «أزادي أزادي»، ومعناها الحرية.
واشار مصطفى الذي شهد التظاهرة الى أن المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاماً سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سورية، و«لا للعنف نعم للحوار» و«لا للمادة الثامنة من الدستور» التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع.
كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 متراً.
من جهته، قال الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي) زردشت محمد في اتصال مع «فرانس برس» إن دورية من الأمن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصاً، مشيراً الى ان قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق وأشرطة.
ولفت الى ان ذلك تم «بعد الانتهاء من تظاهرة القامشلي التي لم يحتك بها رجال الامن الذين وجدوا بكثافة في قربها».
وعدد الناطق اسماء الذين تم اعتقالهم ومن بينهم ثلاثة اعضاء في المكتب السياسي للمنظمة وعضو لجنة مركزية فيها.
ودان هذه الاعتقالات بحق النشطاء مضيفاً «يبدو ان الحوار الذي تنادي به السلطات سيكون داخل السجون وليس مع القوى السياسية».
وفي رأس العين، التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، فقد تجمع اكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذين افرج عنه أخيرا، وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر وإلى الوحدة الوطنية.
وألقى سعدون كلمة امام المتظاهرين «حيّا فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي وأكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة». كما انطلقت تظاهرة في الدرباسية (شمال شرق) شارك فيها اكثر من 3500 شخص وهتفت «أزادي ازادي».
وأضاف الناشط الحقوقي ان «تظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد»، كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 امتار ولافتة كتب عليها «أريد ان اتكلم بلغتي».
إلى ذلك، قالت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الانسان رزان زيتونة، ان قوات سورية مدعومة بالدبابات دهمت بلدة معرة النعمان في شمال غرب البلاد لتفريق متظاهرين يطالبون بالديمقراطية.
وخرج عشرات الآلاف في تظاهرات عمت دمشق في مناطق الميدان القابون وركن الدين وريف دمشق في سقبا وداريا والمعضمية وجديدة عرظور وبرزة وحرستا والكسوة وقطنا وعربين وقدسيا. كما خرجت مظاهرة في حي سيف الدولة في مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وخرجت تظاهرات ضخمة في أحياء عدة من مدينة حمص وريفها في تل بيسة والحولة والقصير.
وتظاهر الآلاف في حماة وإدلب وجسر الشغور وكفرنبل، وفي مدن الساحل السوري اللاذقية وطرطوس وجبلة، كما عمت التظاهرات دير الزور والبوكمال.
وقال شهود وناشطون ان الآلاف شاركوا في تظاهرات في بانياس والقامشلي والعاصمة دمشق وحمص، متحدين الوجود الامني المكثف الذي يسعى لقمع احتجاجات الشوارع ضد الحكم الشمولي للرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدينة بانياس الساحلية التي اقتحمها الجيش هذا الشهر شهدت أضخم تظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سورية قبل تسعة اسابيع.
وقال شاهد ان قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين في مدينة حماة الى الشمال من حمص حيث احتشد نحو 20 الف شخص في منطقتين منفصلتين. وقال شاهد آخر ان قوات الامن استخدمت ايضا الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 1000 متظاهر في بلدة التل الى الشمال من دمشق.