خيبة أمل أميركية فرنسية لإفشال صنعاء المبادرة الخليجية

صالح يعتذر عن محاصرة مناصريه سفارة الإمارات في صنعاء

تظاهرة حاشدة في صنعاء للمطالبة برحيل صالح. أ.ب

اعتذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عن محاصرة مناصريه للسفارة الاماراتية في صنعاء، أول من أمس الاحد. فيما عبرت الولايات المتحدة وفرنسا عن خيبة أملهما الشديدة إزاء رفض صالح توقيع المبادرة الخليجية الهادفة الى حل الازمة في اليمن. وتلقى صاحب السمو رئيس الدولة اتصالا هاتفيا من صالح، قدم خلاله اعتذاره عن ما تعرضت له سفارة الدولة في صنعاء، أول من أمس، حيث تم احتجاز دبلوماسيي الدولة والدبلوماسيين الخليجيين والغربيين، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، بعد محاصرة عدد من المتظاهرين سفارة الدولة في اليمن.

وفي صنعاء عبر مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية عن أسفه الشديد لما حدث من حصار للزياني وسفراء دول المجلس وسفيري الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وغيرهم من الدبلوماسيين في مقر سفارة دولة الامارات بصنعاء.

وأكد أن ما حدث «تصرف غير مسؤول وغير مقبول، ولكن المؤكد أن دولة الإمارات أو قيادتها أو سفيرها لم تكن مستهدفة به».

وأشار إلى أن الجماهير الغاضبة التي خرجت في العاصمة صنعاء معلنة رفضها التوقيع على المبادرة الخليجية لم ينج من غضبها حتى الرئيس صالح وأكثر من 1500 عضو من أعضاء اللجنة الدائمة والهيئات العامة للمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي على مدى أكثر من ثلاث ساعات في ساحة كلية الشرطة ومنعهم من الخروج.

وأكد أن اليمن، قيادة وحكومة وشعباً، يكن كل الاحترام والتقدير لدولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، ويثمّن عالياً المواقف الأخوية لدولة الإمارات الداعمة لليمن وأمنه واستقراره ووحدته، كما أكد أن هذا الحادث العارض لا يؤثر بأي حال في العلاقات الأخوية الحميمة والمتينة والمتطورة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين اليمني والإماراتي.

وكان مئات المسلحين من أنصار صالح حاصروا السفارة الاماراتية في صنعاء، حيث كان يوجد الزياني والسفراء، وذلك رفضاً للمبادرة الخليجية، وبحجة عرقلة توقيعها من قبل صالح.

وتم إجلاء الزياني والسفير الاميركي بواسطة مروحيتين، وأعلن المجلس الوزاري الخليجي في اعقاب هذه الحادثة تعليق المبادرة الخليجية التي اطلقها لحل الازمة في اليمن.

في سياق متصل، عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أملها الشديدة ازاء رفض صالح توقيع المبادرة الخليجية الهادفة الى حل الازمة في اليمن.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، في بيان إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء رفض صالح المستمر للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي.

من جهتها نددت فرنسا، أمس، بالسلوك «غير المسؤول وغير المقبول» للرئيس اليمني غداة رفضه التوقيع على اتفاق لانتقال السلطة في البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «هذا التحول الاخير غير مسؤول وغير مقبول». وأضاف أن الرئيس اليمني يتحمل بتراجعه عن التزامه مسؤولية هذا الفشل وتبعاته إزاء الشعب اليمني والاسرة الدولية.

كما ندد بموقف انصار الرئيس اليمني الذين عرقلوا حرية تنقل موفد مجلس التعاون الخيلجي والسفراء في صنعاء، الذين كان من المفترض أن يتوجهوا الى القصر الرئاسي لحضور مراسم التوقيع.

من ناحية أخرى، قتل خمسة أشخاص وجرح 35 آخرون، أمس، في مواجهات عنيفة بين الشرطة ومسلحين موالين للنظام من جهة ومسلحين مناصرين لزعيم قبائل حاشد النافذة الشيخ صادق الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية من جهة اخرى.

واندلعت الاشتباكات بالقرب من منزل الاحمر في شمال صنعاء، ثم تجددت بشكل عنيف وسمع دوي انفجارات قوية، بحسب ما افاد شهود عيان.

وافادت مصادر قريبة من الاحمر ان المسلحين من الشرطة ومن الحزب الحاكم حاولوا التموضع حول منزل الشيخ صادق، وحصلت اشتباكات، فيما ذكر المصدر الامني ان المسلحين الموالين للاحمر اقتحموا مدرسة دينية في الحي نفسه فتصدت لهم الشرطة.

تويتر