إهدار دمّ صالح «قبلياً».. والأحمـر يتوعّد برحيله حافي القدمين
أهدر وجهاء قبليون، أمس، دم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بعد مواجهات في صنعاء خلّفت نحو 68 قتيلاً منذ الاثنين الماضي، بينهم 28 في انفجار مخزن للذخيرة، واتهموه بارتكاب «العيب الأسود» من خلال قصفهم وهم في منزل الشيخ صادق الأحمر، وهم يسعون كلجنة وساطة بين انجال الأحمر وصالح، الذي امر باعتقال زعيم قبيلة حاشد، الذي قال ان صالح سيغادر اليمن حافي القدمين.
وتفصيلاً، قال الشيخ خالد العواضي، احد كبار وجهاء اليمن في تصريح، ان صالح ارتكب «العيب الأسود» بحق قبائل اليمن بقصفهم وهم في منزل الشيخ صادق الأحمر وهم يسعون كلجنة وساطة بين انجال الأحمر وصالح، الذي عمل على محاولة قتلهم وقتل عدد منهم، واضاف العواضي «القبائل حسمت امرها وخلال يومين سترحّل صالح عسكرياً، ويتم تسليم زمام الأمور الى شباب الثورة وفي ساحات التغيير والحرية».
وقال العواضي ان ما يحصل اليوم في جزء من صنعاء لا دخل للثورة وشبابها فيه، كون ثورتهم سلمية وستظل سلمية، وثوارها هم من سيتولون بعد ايام قليله زمام الأمور في البلد.
وقال عضو لجنة الوساطة، الشيخ فيصل مناع، ان القبائل تخلت جميعها عن صالح وأهدرت دمه، وانه صار لا يملك احداً من كل قبائل اليمن.
يشار الى ان لجنة وساطة التي بعث بها الرئيس اليمني برئاسة رئيس جهاز المخابرات، اللواء غالب القمش، لحل النزاع بينه وبين الأحمر، تعرضت لصاروخ، ما تسبب في مقتل ثلاثة من مشايخ اليمن واصابة القمش بجروح. وحمل القمش صالح مسؤولية جر اليمن الى حرب اهلية، واعتبر تصرفاته الأخيرة محاولة لمزيد من سفك دماء اليمنيين.
وامر الرئيس اليمني بالقبض على الشيخ صادق الأحمر واشقائه، واعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر»، في رسالة نصية «صدور امر من الرئيس صالح بالقبض القسري على المتمردين أولاد الأحمر بغية محاكمتهم بالتمرد المسلح»، وقال عبدالقوي القيسي، مدير مكتب الأحمر، إن القرار لم يصل إليهم وإنما سمعوا عنه من وسائل الإعلام. وقال «المشكلة ليست في من يصدر القرارات بل في من يستطيع تنفيذها. وحذر القيسي من أن صنعاء ستسقط من شدة القصف بين الجانبين».
ودعا الشيخ صادق الأحمر القبائل الموالية له الى الالتفاف حوله بسرعة في وجه الرئيس اليمني، لكنه طلب منها التعقل، متهماً صالح بالسعي الى جر البلاد الى حرب اهلية. واكد زعيم قبائل حاشد النافذة انه مستعد لوقف إطلاق النار اذا ما اوقفت إطلاق النار قوات صالح، التي يخوض معها معارك دامية لليوم الرابع على التوالي. وقال الأحمر انه مازال في منزله في حي الحصبة في صنعاء وهو بخير، داعياً القبائل الى عدم التأخير، والى «دعم اخوانهم المجاهدين الواقفين»، في وجه قوات صالح. الا انه دعا القبائل الى ان يتعقلوا، متهماً صالح بأنه «كذاب يريد جرّ البلاد الى حرب اهلية». واكد ضرورة ردع البلطجية التابعين له.
وقال الأحمر لـ«رويترز» انه لا فرصة للوساطة مع الرئيس، وتعهد بأن يغادر صالح البلاد حافي القدمين.
وأعلن مصدر رسمي، أمس، ان 28 شخصاً قتلوا في انفجار في مخزن ذخائر في صنعاء يعود لقبيلة حاشد، التي تتزعمها عائلة الأحمر، والتي يخوض مسلحوها مواجهات مع قوات صالح. وجاء في رسالة نصية من موقع وزارة الدفاع الالكتروني «26 سبتمبر»، ان مخزن الذخيرة تابع لحميد الأحمر شقيق الشيخ صادق الأحمر. الا ان الشيخ صادق الأحمر نفى في اتصال مع «الجزيرة» انفجار اي مخزن ذخيرة تابع له. وكذلك نفى هذه المعلومات مصدر عسكري مقرب من اللواء المنشق علي محسن الأحمر.
وقتل 24 شخصاً في المعارك التي جرت في صنعاء بين القوات الموالية لصالح ومسلحين قبليين، بحسب حصيلة جديدة حصلت عليها وكالة «فرانس برس»، أمس، من مصادر رسمية وقبلية. وافاد مصدر قبلي بأن 18 شخصاً قتلوا في المواجهات التي جرت مساء الأربعاء وليلاً بين الحرس الجمهوري، وحدة النخبة، وعناصر من قبيلة ارحب شمال مطار صنعاء، وبينهم 12 عنصرا من الحرس الجمهوري وستة افراد من القبيلة ومدنيون، كما اوضح المصدر نفسه. وأدت المعارك الى اغلاق مؤقت للمطار، وتم تحويل الرحلات الى عدن (جنوب). وفي حي اخر من العاصمة قتل ستة اشخاص، اربعة مدنيين وعنصران من قوات الأمن، في المعارك التي استمرت طوال الليل بين القوات الموالية لصالح ومسلحين مناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، كما افادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية.
وبذلك يرتفع الى 68 عدد القتلى منذ بدء المعارك بين الموالين والمعارضين لصالح الاثنين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة «فرانس برس» استناداً الى مصادر من الطرفين.
واكد شهود أن الكثير من سكان العاصمة اليمنية نزحوا عنها هرباً من المواجهات.
ومن باريس دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جميع اطراف النزاع الدامي في اليمن الى الوقف الفوري لأعمال العنف.
وقالت كلينتون «نحن قلقون جداً من الاشتباكاك الدائرة، في اشارة الى المواجهات المسلحة بين انصار الرئيس اليمني وانصار زعيم قبيلة حاشد المسلحين. وحثت مجدداً صالح على توقيع اتفاق لنقل السلطة والتنحي. وكانت واشنطن قد طلبت من الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بصنعاء مغادرة اليمن، وطلبت من الأميركيين توخي الحيطة والحذر في اليمن بسبب الوضع الأمني المتدهور، وخشية تعرضهم لأعمال إرهابية واضطربات.