ثوار يبتهجون بتحقيقهم تقدماً ميدانياً أمس في مصراتة. أ.ب

القذافي يعرض مفاوضات دون شروط وعفواً ودستوراً جديداً

أعلنت إسبانيا، أمس، أنها واحدة من دول أوروبية عدة تلقت اقتراحا من رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي بوقف فوري لإطلاق النار، إذ يستعد النظام الليبي لتقديم تنازلات تتضمن فتح مفاوضات بلا شروط مع الثوار وإعلان عفو ومناقشة دستور جديد، وفي وقت أعلن مسؤول كبير في الجيش الكندي، أول من أمس، ان القذافي مرغم «على الاختباء» بسبب غارات طائرات الحلف الاطلسي على طرابلس وهو ايضا «يواجه المزيد من الصعوبات للاتصال» بجنوده على الارض، شنت قوات الحلف مجدداً غارات ليلية على طرابلس وقصفت أهدافاً في غرب ليبيا، بينما اقرت واشنطن بصعوبة الاطاحة بالعقيد معمر القذافي بالغارات الجوية وحدها.

وتفصيلاً، أعلن متحدث باسم مكتب رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، أمس، أن الحكومة الاسبانية تسلمت رسالة من البغدادي المحمودي تحمل عرضاً يطلب وقف إطلاق النار. وصرح المتحدث «تسلمنا رسالة من الحكومة الليبية تسعى فيها الى التوصل الى اتفاق لوقف محتمل لإطلاق النار»، مؤكدا أن «موقف إسبانيا من ذلك هو موقف الحكومات الاوروبية الاخرى».

وأعلن البيت الأبيض رداً على عرض ليبيا وقف إطلاق النار أن مثل هذا العرض «غير موثوق به من دون فعل»، وأن ليبيا لم تلتزم بعد بقرار الأمم المتحدة ولذلك ستواصل اميركا الحملة العسكرية.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن القذافي ما يزال لديه خيار البقاء في بلده، لكنه يجب أن يتنحى الآن ويسحب قواته.

من جهة أخرى، دعا الاتحاد الإفريقي حلف شمال الاطلسي، أمس، إلى الكف عن قصف ليبيا. وقال مفوض السلام والامن في الاتحاد رمضان العمامرة في ختام قمة حول ليبيا في أديس ابابا إن هذه الدعوة وردت في إعلان صدر في ختام القمة واجتماعات أخرى رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول النزاع الليبي.

وفي وقت لاحق أعلن البغدادي المحمودي «قبول» بلاده بمقررات قمة الاتحاد الإفريقي، قبل الإعلان عنها بشكل رسمي، ونبه إلى أنه إذا رحل القذافي فسيرحل معه الليبيون.

وكانت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية قد أفادت، في وقت سابق أمس، أن النظام الليبي اقترح مجددا وقف اطلاق النار، وأوضحت أن البغدادي المحمودي يستعد لتوجيه رسائل الى قادة دوليين تقترح عليهم وقف اطلاق النار فوري تحت مراقبة الامم المتحدة. وجاء في رسالة قالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة منها، أن نظام القذافي مستعد لفتح مفاوضات بلا شروط مع الثوار واعلان عفو ومناقشة دستور جديد.

وفي فرنسا دعت قمة مجموعة الثماني التي عقدت في دوفيل (شمال غرب) الزعيم الليبي الى الكف عن «استخدام العنف» وان تدعم «حلا سياسيا يعكس ارادة الشعب» كما جاء في مشروع البيان الاخير .

وفي العاصمة الليبية التي تتعرض منذ يومين لغارات مكثفة من قوات الحلف الاطلسي دوت اربعة انفجارات الليلة قبل الماضية. وقبل ذلك شن التحالف غارات على مدينة نالوت (غرب) على ما افادت وكالة الانباء الليبية.

وقد أعلنت طرابلس مقتل ابن القذافي سيف العرب وثلاثة من احفاده في احدى تلك الغارات على طرابلس في 30 من أبريل الماضي، لكن رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني نفى ذلك معتبرا في تصريحات نقلتها وكالة «أنسا» الإيطالية، انها مجرد «دعاية».

ميدانياً، أعلن الجيش الأميركي علناً لأول مرة أنه يزود قوات الحلفاء التي تتحرك تحت قيادة الحلف الأطلسي، بـ«قطع الغيار والذخائر والدعم التقني» بما قيمته 24.3 مليون دولار.

وجدد طيران حلف شمال الأطلسي تحليقه المكثف في سماء طرابلس، صباح أمس، في إطار تكثيف حملته العسكرية على ليبيا. وأعلن مصدر عسكري تعرض مواقع مدنية وعسكرية في مدينة طرابلس للقصف، حيث تعرضت المدرسة الفنية للقصف مرتين، فيما لم يعلن المصدر العسكري عن الأضرار الناتجة عن هذا القصف.

لكن مسؤولين غربيين يقولون انهم واثقون بأنهم يرخون تدريجيا قبضة القذافي على السلطة من خلال فرض عقوبات وفي الوقت ذاته ممارسة الضغط العسكري والدبلوماسي. وقال مسؤول دفاع أميركي «نحن ننهك نظاما بمرور الوقت. نجعل النخبة تشعر بعدم الراحة. يحدث انشقاق داخل القيادات العليا. هذا لا يحدث سريعاً»، وأضاف «ما نحاول القيام به هو جعل النظام يدرك الخطر المحدق به».

وقال مسؤول كبير في الجيش الكندي، الجنرال ريتشارد بلانشات، خلال مؤتمر بالهاتف «نلاحظ أن القذافي نفسه في وضع يرغم فيه على الاختباء، وهو يواجه المزيد من الصعوبات في الاتصال مع قواته والقيام بأعمال تتعارض مع امن المدنيين». وأضاف «إذا نظرتم الى ما جرى في مصراتة مثلاً، فنحن مقتنعون بأننا أثرنا في الوضع بشكل ايجابي جداً حيث حصل عدد كبير من المدنيين على الحماية». وأوضح أن «كتائب القذافي في اماكن عدة لم يعد بإمكانهم التأثير في المدنيين لأن المدفعية التي كانوا يقصفون بها المدينة قد سحبت الى الخارج».

في سياق آخر، أعلنت منظمة «غلوبل وتنس» أن النظام الليبي استثمر 1.27 مليار يورو في أموال تابعة لمصرف «سوسييتي جنرال» الفرنسي في استثمار متميز وباتت الاموال مجمدة على غرار مصرف «اتش اس بي سي» البريطاني و«غولدمن ساتش» الأميركي.

الأكثر مشاركة