لجنة « أممية » تتهم النظام الليبي والمعارضة بارتكاب جرائم حرب

مبعوث روسي إلى طرابلس وبنغازي للوساطة.. وفراتيني ينفي نية نشر قوات برية

أحد الثوار يقوم بتقطيع حديد تصفيح دبابة لقوات القذافي لاستخدامه في تدريع سيارات الثوار. أ.ب

أعلنت وكالة الانباء الايطالية، أمس، نقلا عن مصادر دبلوماسية ان روسيا سترسل «مبعوثا خاصا» الى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة في النزاع الليبي، فيما أعلن ذلك الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في روما اثناء اجتماع ثلاثي ضمه الى نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، بينما تعرضت العاصمة الليبية طرابلس مجدداً لغارات جوية ليلية، يشنها حلف شمال الاطلسي، في حين نددت الامم المتحدة بارتكاب نظام معمر القذافي جرائم ضد الانسانية في قمع الثورة التي انطلقت قبل أربعة أشهر.

وجاء هذا الاجتماع لمناسبة العيد الوطني الإيطالي الذي شارك في الاحتفال به نحو 80 وفداً اجنبياً، بينهم 30 رئيس دولة وحكومة. وكان مدفيديف دعا قبيل ذلك الى تسوية النزاع الليبي عبر المفاوضات. وقال للصحافيين «نرغب قدر الامكان في أن تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية»، مقرا مع ذلك بأن سبيل المفاوضات «طريق شاقة جدا». بدوره، أكد وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني أن لا نية لحلف شمال الأطلسي بنشر قوات برية في ليبيا، فيما اعتبر رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية الاميرال مايكل مولن، أن عزلة القذافي تزداد، ولكن حلف الاطلسي مستعد لحملة عسكرية طويلة.

وشن حلف شمال الاطلسي، الليلة قبل الماضية، غارات مكثفة على طرابلس، حيث سمع دوي ما لا يقل عن 12 انفجاراً قوياً، غير ان الاماكن المستهدفة لم تعرف. وتتعرض العاصمة الليبية لغارات مكثفة من الحلف الاطلسي منذ 10 ايام. وأكد الحلف، أول من أمس، أنه استهدف في منطقة طرابلس مستودعاً للسيارات وقاذفة صواريخ ارض-جو في ضواحي مزدة (180 كلم جنوب طرابلس) ومستودع ذخيرة ونظام رادار في هون على بعد 500 كلم جنوب شرق طرابلس. ودانت لجنة تحقيق شكلها مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة «الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الحكومية» في ليبيا. وأشارت الى «الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين، ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى»، وأيضاً الى عمليات اختفاء قسرية والعراقيل للحصول على العناية الطبية و«الهجمات الخطرة» على وسائل الاعلام. من جانب الثوار، قالت اللجنة إنها «سجلت بعض الاعمال التي تندرج في اطار جرائم الحرب»، خصوصاً «حالات تعذيب وأشكال اخرى من المعاملة غير الإنسانية والمهينة».

وفي بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، اتهم المجلس الوطني الانتقالي النظام بالوقوف وراء تفجير سيارة مفخخة، أول من أمس، في موقف سيارات فندق كبير ينزل فيه دبلوماسيون وصحافيون ومسؤولون في المعارضة، من دون وقوع ضحايا.

من جهته، أشاد المجلس الوطني الانتقالي في بيان بانشقاق وزير النفط الليبي شكري غانم، أحد رموز نظام القذافي، ودعا «البقية إلى أن يتحلوا بالشجاعة وان يسيروا على خطاه». وأرجأ مجلس النواب الأميركي التصويت على قرار يطالب بوقف العمليات العسكرية الأميركية في ليبيا، وذلك في الوقت الذي يبدي فيه برلمانيون اعتراضات على استراتيجية إدارة الرئيس باراك اوباما في هذا النزاع. من ناحية أخرى، أعربت الحكومة المغربية، أول من أمس، عن «استغرابها» للاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء الجزائري الى «اللوبي الرسمي المغربي بالولايات المتحدة» بالسعي الى «توريط الجزائر في ارسال مرتزقة واسلحة الى ليبيا». وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن تصريح اويحيى «مثير للاستغراب على أكثر من صعيد، سواء بالنسبة لجوهره او توقيته»، مشددة على أن «أي مسؤول مغربي لم يثر دور الجزائر في تسهيل تجنيد أو عبور المرتزقة نحو ليبيا».

في سياق آخر، اعتبر اكثر من 200 شخص فروا من ليبيا في عداد المفقودين قبالة السواحل التونسية، وقضى اثنان آخران بينما كانا يحاولان الوصول إلى إيطاليا على متن مركب ينقل نحو 800 شخص، كما ذكرت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية الخميس.

واشارت الوكالة الى ان المهاجرين «من جنسيات افريقية وآسيوية مختلفة»، وانهم علقوا «في مركب صيد قادم من ليبيا في محاولة لاجتياز الحدود التونسية في عملية هجرة غير شرعية باتجاه ايطاليا».

تويتر