مئات الآلاف يتظاهرون ضد النظام في « جمعة أطفال الحرية »
مقتل 34 متظاهراً برصاص الأمـــــــن السوري في حماة
خرج مئات آلاف السوريين، أمس، في أضخم تظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية عمت جميع المدن والمحافظات في ما سُمي «جمعة أطفال الحرية» مطالبة بإسقاط النظام، فيما قتلت قوات الأمن السورية 34 متظاهراً بالرصاص في مدينة حماة التي شهدت أكبر تظاهرة.
وقال حقوقيون إن نحو 200 تظاهرة عمت المدن والبلدات السورية للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام.
وشهدت مدينة حماة أضخم تظاهرة من نوعها منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية، وقدر عدد المشاركين فيها بـ100 ألف انطلقوا من ساحة العاصي، وكان امتدادها 1.5 كم إلى حي الحميدية عند الجيش الشعبي، وخرجت التظاهرات من جميع مساجد حماة، وأطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين وتم اختطاف بعضهم من الشارع من قبل الأمن.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «قتل ما لا يقل عن 34 شخصاً في حماة برصاص قوات الامن لكن هذه الحصيلة قد ترتفع نظراً لإصابة عدد من الاشخاص بجروح بالغة». وأضاف أن «الأرقام لا تشمل كل المستشفيات». كما افاد عبدالرحمن بمقتل مدني برصاص قوات الامن خلال تظاهرة في بلدة حاس بمحافظة ادلب (شمال). وقال ثلاثة من سكان المدينة إن أفراد الامن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين في وسط المدينة.
وقال شاهد اسمه عمر لـ«رويترز» من مدينة حماة «بدأ إطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الاشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والأزقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان».
وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه الشديد» لتصاعد أعمال العنف التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين، متحدثاً عن حصيلة للضحايا تجاوزت 1000 قتيل.
وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة فانينا ميستراتشي ان الأمين العام قلق بشدة إزاء تصعيد العنف في سورية «الذي يعتقد انه أوقع ما لا يقل عن 70 قتيلاً خلال الاسبوع المنصرم وحده، ما يرفع عدد الضحايا الاجمالي منذ مارس الى أكثر من 1000 قتيل، وعدد أكبر من ذلك بكثير من الجرحى وآلاف المعتقلين».
وأكد ناشطون أن قوات الامن أطلقت النار «بشكل مباشر» على المتظاهرين بالقرب من مقر حزب البعث في المدينة.
وأضافوا «لقد قاموا بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع».
وتحدث ناشط عن عدد اكبر من القتلى «قد يتجاوز الـ50». وأضاف «ما جرى مجزرة حقيقية».
وكان عبدالرحمن قال إن مدينتي بانياس واللاذقية وبلدات جاسم وداعل وأنخل بمحافظة درعا، وبلدة الميادين بمحافظة ديرالزور ومدينة ديرالزور نفسها، وبلدات رأس العين وعامودا والقامشلي بمحافظة الحسكة، شهدت تظاهرات أيضاً للمطالبة بالحرية».
وقال «إن الناس رغم مرسوم العفو والدعوة إلى فتح حوار وطني، تظاهروا اليوم (أمس) لعدم ثقتهم بالقرارات نتيجة عدم محاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين وأولهم محافظ درعا المعزول فيصل كلثوم ورئيس جهاز الأمن السياسي في المدينة عاطف نجيب، بعد اتهامهما بالمسؤولية عن سقوط أول ضحايا التظاهرات في 18 مارس الماضي. وأضاف عبدالرحمن «على الرغم من تشكيل لجنة تحقيق حول أسباب سقوط الشهداء في درعا ومدن سورية أخرى، إلا أننا لم نر أي شخص يُقدم للمحاكمة بصورة علنية أمام الشعب السوري حتى الآن».
إلى ذلك، قال شاهد عيان إن نحو 3000 متظاهر خرجوا في طيبة الإمام في مسيرةوصفها بأنها الأكبر على الاطلاق، ولا وجود لعناصر الأمن خصوصاً بعدما طردوا محافظ حماة من الطيبة يوم الأربعاء الماضي.
وفي جسر الشغور خرجت تظاهرة قدر عدد المشاركين فيها بنحو 20 ألف متظاهر اتجهت من منطقة الصومعة إلى ساحة الحرية وشارك فيها أهالي القرى المجاورة لجسر الشغور.
وفي معرة النعمان خرجت مظاهرات تقدر بـ10 آلاف متظاهر، والتحقت بمظاهرات قادمة من جرجناز ومعشورين وتل منين. وفي سراقب خرج نحو 2000 شخص في تظاهرة طالبت بإسقاط النظام ورفع الشرعية عنه.
واحتشد آلاف المتظاهرين ايضا في دمشق والقرى المجاورة، كما قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي.
وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات بعشرات الآلاف في دوما وحرستا والمعضمية وبرزة والكسوة.
وفي حمص قال حقوقيون إن تظاهرة خرجت في حي الإنشاءات تقدر بـ3000 شخص، وفي بابا عمرو تقدر بـ5000 شخص، وخروج مظاهرة في باب سباع وباب الدريب وباب هود وسوق الخضرة تقدر بـ20 ألف متظاهر، ومظاهرات عند جامع عمر باتجاه منطقة الغوطة تقدر بـ10 آلاف متظاهر، مشيرين إلى قدوم باصات محملة بالجنود وتم تفريق التظاهرات بالقوة في منطقة الغوطة. وأضافوا أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة.
كما خرجت تظاهرة في بستان الديوان وأخرى عند جامع خالد بن الوليد بأعداد كبيرة. وأكدوا أن آلاف المسيحيين شاركوا في التظاهرات التي انطلقت في بستان الديوان. وفي ديرالزور خرج أكثر من 100 ألف شاب. وقال نشطاء إن 50 ألفاً خرجوا في البوكمال ونحو 50 ألفاً في مدينة الميادين. وفي الساحل الغربي تظاهر اكثر من 5000 شخص في مدينة بانياس الساحلية (غرب) كما قال أحد النشطاء. وفي الجنوب، أطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا مهد التظاهرات، كما ذكر ناشط في مجال حقوق الانسان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news