تأهب إسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان. أ.ف.ب

إسرائيل: سورية افتعلت مواجهـات الجولان لصرف النظر عن أزمتها

اتهمت إسرائيل سورية بتدبير المواجهات التي أسفرت، أول من أمس، عن سقوط 23 شهيداً على خط الهدنة في الجولان الذي كان هادئا في ما سبق بين البلدين، لصرف الانظار عن مشكلتها الداخلية وقمعها للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية خلال الانتفاضة المستمرة منذ 11 اسبوعاً. فيما أعربت كل من الامم المتحدة وواشنطن عن أسفهما لسقوط قتلى، ودعيا الطرفين الى «ضبط النفس» والامتناع عن اي «استفزاز»، بينما دعت فرنسا دمشق الى فرض احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسورية، فيما استنكرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «الاعتداءات» الإسرائيلية ضد المتظاهرين في مرتفعات الجولان

وأعلن الجيش الاسرائيلي، أمس، حالة التأهب على طول خط وقف اطلاق النار مع سورية، وذلك غداة استشهاد 23 شخصا بالرصاص، بحسب دمشق، معظمهم من الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا اختراق الحدود لحياءا الذكرى الرابعة والاربعين للنكسة. وشككت اسرائيل في الوصف السوري للاحداث، وقالت إن الرئيس السوري بشار الاسد يحاول صرف أنظار العالم عن قتل 1100 سوري على الاقل في احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال وزير الدفاع المدني الإسرائيلي ماتان فلنائي «لا يمكن الوصول الى الحدود السورية الاسرائيلية من الجانب السوري من دون توجيهات وموافقات واضحة من الحكومة في دمشق».

وأضاف لراديو الجيش الاسرائيلي «بالنسبة للاسد هناك مصلحة عليا في أن يتسبب هؤلاء المحتجون في اطلاق النار وصرف الانظار عنه الى اتجاهات أخرى». ونظمت احتجاجات أول من أمس لإحياء الذكرى الـ44 لحرب عام 1967 التي احتلتت خلالها اسرائيل هضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة. وعلى الرغم من أن اسرائيل وسورية في حالة حرب من الناحية النظرية وان سورية تضم مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين فإن الهدوء يسود هضبة الجولان منذ زمن طويل. وقال زعماء اسرائيليون انهم يخشون من تكرار هذه المسيرات قبل حملة فلسطينية للحصول من الامم المتحدة على اعتراف بقيام الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل.

وقبل الاحداث التي وقعت في الجولان كانت اسرائيل نادرا ما تنتقد حكومة الاسد في ما يتعلق بممارساتها القمعية. وسعت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة للتوصل الى السلام مع الاسد وكانت تعتبر حكومته مرتكزا لتسوية اسرائيلية عربية على نطاق أوسع.

من جهته قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الذخيرة الحية التي أطلقتها اسرائيل سببت سقوط ضحايا وان مراقبي الامم المتحدة «يسعون الى التحقق من المعلومات».

وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا دعت السلطات السورية الى فرض احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسورية، معربة عن «أسفها الشديد» من «انتهاك تلك المنطقة» وكذلك من «الافراط في استعمال القوة في الرد عليها».

وأعلن الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية ان «فرنسا تعرب عن قلقها الشديد من الاحداث الجديدة التي وقعت في الخامس من يونيو في الجولان واسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وتأسف بشدة لانتهاكات المنطقة العازلة بين اسرائيل وسورية والافراط في استعمال القوة في الرد عليها». واضاف المتحدث ان فرنسا تلح مجدداً على ضرورة ان تفرض السلطات السورية احترام المنطقة العازلة بين اسرائيل وسورية طبقاً للقرار 350 لمجلس الامن الدولي وتدعو الاطراف الى مزيد من ضبط النفس لتفادي أي تصعيد.

من جهتها قالت وزارة الخارجية السورية ان «عدوان إسرئيل» على «مدنيين عزل هو إرهاب دولة». وأضافت في بيان أن «هذا العدوان يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل».

إلى ذلك استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي «الاعتداءات» الإسرائيلية ضد المتظاهرين في مرتفعات الجولان.

ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، في بيان، استخدام العنف واستخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، مشيراً إلى أن العنف الإسرائيلي لن يؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء وزيادة حدة التوتر في المنطقة.

ودعا الزياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى إدانة ممارسات إسرائيل الوحشية ضد المواطنين في الأراضي العربية المحتلة، وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية، مطالباً إسرائيل بالكف عن انتهاك القوانين والمواثيق الدولية.

من جهته حيا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله «مقاومة وشجاعة» الفلسطينيين والسوريين الذين شاركوا في المواجهة عند حدود هضبة الجولان الاحد، معتبراً ان دماء من سقط منهم برصاص اسرائيلي «يفضح الادارة الاميركية وحقيقة التزامها المطلق بإسرائيل».

وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر شاشة في مؤتمر عقد في بيروت حول فكر مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، «هذا الدم جاء من جديد ليفضح الادارة الاميركية ومواقفها وخلفياتها ومنطلقاتها، وليؤكد التزامها المطلق بإسرائيل». وانتقد الامين العام لحزب الله إعلان واشنطن ان ما جرىعند الحدود «هو دفاع مشروع عن النفس».

لمشاهدة مخطط الاحتجاجات في الجولان يرجى الضغط على هذا الرابط.

الأكثر مشاركة