عملية للجيش في جسر الشغور.. وأردوغان يتهم دمشق بارتكاب « فظاعات »
مقتل 28 محتجاً برصاص الأمن.. وسورية تنتفض ضد الأسد
خرج أمس مئات آلاف السوريين في تظاهرات غير مسبوقة واتسعت رقعة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في «جمعة العشائر»، لتعم المدن والبلدات والقرى السورية قتل خلالها 28 شخصاً برصاص الأمن، فيما شنت القوات السورية عملية عسكرية ضخمة ضد معارضي النظام في جسر الشغور شمال غرب البلاد، شملت نشر 30 ألف جندي وقصفت المدينة بالمدافع. في وقت اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعات» وعدم التصرف بشكل «إنساني» حيال المحتجين مع استمرار فرار العائلات السورية إلى تركيا هرباً من القمع العنيف من قبل قوات الأمن والجيش للمتظاهرين السلميين.
وخرجت تظاهرات حاشدة عمت المدن السورية في ما عرف بـ«جمعة العشائر».
وشهدت العاصمة دمشق وريفها مظاهرات واسعة وتحديداً في حي الميدان بقلب دمشق وخرج عشرات الآلاف بتظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في مساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود، وفي المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل والزبداني وقطنا. وفي محافظة إدلب خرج عشرات الآلاف في بنش وكفرنبل وجرجناز. وفي معرة النعمان خرجت عشائر الموالي والحديد والعفادلة والنعيم للمطالبة بإسقاط النظام ونصرة لجسر الشغور، كما قال حقوقيون. وفي حماة قال ناشطون إن أكثر من 100 ألف تظاهروا ضد النظام السوري وهم يحملون الورود وأحرقوا أعلام الصين وروسيا.
وفي بانياس بعد خروج المصلين من الجوامع قامت عناصر الأمن والشبيحة مدعّمة بالسيارات والأسلحة الخفيفة بمداهمة للأحياء السكنية في المدينة وتكسير المحال الملاصقة للجوامع وضرب واعتقال عدد من المصلين.
وشهدت حمص تظاهرات قدر المشاركين فيها بعشرات الآلاف في مناطق بابا عمرو والتوزيع الاجباري والإنشاءات وحي الخضر وباب السباع والمريجة وباب الدريب وباب تدمر والخالدية والبياضة ودير بعلبه والقصور والوعر والحولة وتوابعها وتلبيسة.
وفي اللاذقية قال شهود عيان وناشطون إن تظاهرات خرجت مطالبة بفك الحصار عن جسر الشغور في مناطق الصليبة والطابيات والرمل الجنوبي وحي السكنتوري وشارع انطاكية في ظل وجود أمني كبير. وفي درعا قال ناشطون وشهود عيان إن عشرات الآلاف خرجوا بتظاهرات في درعا المدينة والحراك وأنخل وجاسم وبصرى الحرير التي سقط فيها قتيلان وثلاثة جرحى.
وفي المنطقة الشرقية، خرج نحو 100 ألف متظاهر في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين يطالبون بالحرية وفك الحصار عن درعا وجسر الشغور. وفي دير الزور خرجت تظاهرات كان لافتاً خلالها غياب أي انتشار أمني ومشاركة النساء لأول مرة.
وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرات في سيف الدولة وصلاح الدين وطلبة المدينة الجامعية. كما خرجت تظاهرات للمرة الأولى في بلدة حريتان بريف حلب.
وقال ناشطون حقوقيون ان قوات الامن اطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان في محافظة ادلب على بعد 330 كلم شمال دمشق، ما ادى الى سقوط 11 قتيلا على الاقل. وقتل ستة اشخاص في اللاذقية (غرب) عندما اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة في هذه المدينة الساحلية، بحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن.
واضاف المصدر ان متظاهرين قتلا برصاص اطلق من آلية عسكرية في بصرى الحرير بمحافظة درعا مهد الاحتجاجات جنوب سورية.
كما قتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية تم خلالها احراق صورة للرئيس الاسد، بحسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون. وقالت جماعة نشطاء ان قوات الامن السورية قتلت 28 محتجاً.
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري عن بدء عملية في جسر الشغور بمحافظة ادلب (300 كلم شمال دمشق) التي تشهد اعمال عنف متواصلة منذ أيام عدة.
وقال إن «وحدات الجيش السوري بدأت تنفيذ مهامها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة والقبض على العصابات المسلحة التي روعت السكان وقامت بقتل عناصر من القوات الأمنية».
وقال شاهد عيان لـ«فرانس برس» إن القوات العسكرية قصفت القرى المحيطة بجسر الشغور لدى تقدمها نحو المدينة. وأضاف ان «الجنود أضرموا النار في حقول القمح في قرية الزيارة» التي تبعد 15 كلم جنوب شرق جسر الشغور، غير أن معظم السكان قد فروا هذا الاسبوع إلى تركيا المجاورة والتي بدت «خالية» بعد عمليات تمشيط بدأت في الرابع من يونيو، بحسب ناشطي حقوق الانسان.
وأكد التلفزيون ان «مجموعات مسلحة بثت الرعب بين السكان وارتكبت فظاعات وأضرمت النار في المحاصيل الزراعية واحراش المناطق المحيطة بالمدينة»، وبث صور سكان يدعون الى «تدخل الجيش» الذي بات «ضرورياً» على حد قولهم.
وكانت السلطات السورية أعلنت الاثنين ان «مجموعات مسلحة» قتلت 120 من عناصر الشرطة في جسر الشغور، لكن ناشطين حقوقيين وشهوداً نفوا هذه الرواية، وأكد بعضهم ان اؤلئك قتلوا في قمع عملية تمرد داخل المقر العام للامن العسكري. وروى آلاف الاشخاص الذين لجأوا الى تركيا أعمال العنف التي ترتكبها قوات الامن في المدينة.
من جهته، اتهم أردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعات» وعدم التصرف بشكل «إنساني» حيال المحتجين.
وقال في مقابلة مساء أول من أمس بحسب وكالة أنباء الاناضول «لقد تحدثت مع الاسد قبل أربعة أو خمسة ايام لكنهم (السوريون) يقللون من أهمية الوضع، وللاسف لا يتصرفون بشكل انساني»، واصفاً الوضع بأنه يشكل «فظاعات». واعتبر اردوغان ايضاً أن قمع التظاهرات في سورية «غير مقبول».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news