لاجئ في تركيا يتحدث عن انشقاق في القوات المسلحة.. وإدانات دولية للقمع
الجيش السوري يسيطر على جســـــر الشغور وينشر دباباتــه في البوكمال
سيطر الجيش السوري على مدينة جسر الشغور (شمال غرب) حيث يشن عملية واسعة النطاق أسفرت عن نزوح آلاف السكان الى تركيا، بينما نشر دباباته وآلياته في مدينة البوكمال (شرق) على الحدود العراقية، في حين توالت الادانات الدولية لاستخدام دمشق القوة العسكرية ضد المتظاهرين المناهضين للنظام. فيما قال لاجئ سوري من مدينة جسر الشغور في تركيا إنه شاهد دبابات سورية تتواجه في ما بينها أول من أمس أثناء سيطرة القوات السورية على المدينة.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان وحدات من الجيش العربي السوري سيطرت على مدينة جسر الشغور بالكامل «وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الاحراج والجبال المحيطة بها».
وأضافت انه بدخول وحدات الجيش جسر الشغور «قامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة»، وبعد استعادة السيطرة على المدينة «تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الامني في جسر الشغور، كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعية».
وبحسب دمشق، فإن 120 شرطيا قتلوا في السادس من يونيو في هجمات شنتها «مجموعات مسلحة» على قوات الامن بينهم 82 عنصر أمن قتلوا في مقر الامن العسكري. غير أن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية واكدوا ان القتلى سقطوا أثناء تمرد.
وأكدت «سانا» انه «تم إخراج 10 جثث من المقبرة الجماعية معظمهم مقطوعو الرؤوس والاطراف بالسواطير وعليهم آثار اطلاق نار في أماكن عدة على الجثث».
وبحسب الوكالة فقد «اعترف احد أعضاء التنظيمات الارهابية المسلحة بارتكاب المجازر وبتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والامن في جسر الشغور».
كما أكدت وكالة «سانا» ان وحدات الجيش دخلت مدينة ادلب (330 كلم شمال دمشق)، مركز محافظة ادلب حيث تقع مدينة جسر الشغور، «بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات».
إلى ذلك أكد ناشط حقوقي أن الجيش نشر 10 دبابات و15 الى 20 آلية لنقل القوات حول مدينة البو كمال (شرق) الواقعة على الحدود العراقية. وتوالت الادانات الدولية لاستخدام النظام السوري القوة العسكرية ضد الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني، أمس، إن الولايات المتحدة «تدين بقوة» اعمال العنف الجديدة التي وقعت في نهاية الاسبوع في سورية. وأضاف أنه «على الرئيس الاسد ان يبدأ حواراً سياسياً. ويجب ان يكون هناك انتقال. وإن لم يقد الرئيس الاسد هذا الانتقال عليه ان يتنحى».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان «فرنسا تدين بقوة مواصلة القمع الذي يزداد قسوة في سورية بما في ذلك استخدام اسلحة ثقيلة كما حصل في جسر الشغور، حيث يهرب العديد من المدنيين من القمع بحثا عن ملجأ في تركيا».
وأضافت ان «هذا الوضع غير المقبول الذي يفاقم حصيلة الضحايا المدنيين في سورية يوجد تهديدا للاستقرار الاقليمي. ينبغي ان يتوقف»، مؤكدة انه «يتعين على السلطات السورية منح اللجنة الدولية للصليب الاحمر حق الدخول فوراً ومن دون شرط وايضا الوكالات الانسانية الاخرى».
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لتلفزيون «سكاي نيوز» ان على مجلس الامن الدولي اتخاذ «موقف واضح» بشأن سورية بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد. واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان العمليات التي يشنها الجيش السوري في شمال البلاد تجعل صدور قرار من مجلس الامن الدولي امراً اكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. كذلك دانت إيطاليا «لجوء (السلطات السورية) غير المقبول للعنف»، وطلبت السماح للصليب الاحمر بالدخول «فوراً ومن غير قيود» الى المناطق السورية.
إلى ذلك، روى لاجئ سوري من مدينة جسر الشغور في تركيا لـ«فرانس برس» انه شاهد دبابات سورية تتواجه في ما بينها الاحد أثناء سيطرة القوات السورية على هذه المدينة الشمالية، في شهادة جديدة على حصول نزاعات داخل القوات السورية.
وقال عبدالله (35 عاماً) الذي كان الاحد في جسر الشغور وقد عبر خلسة الى تركيا بحثاً عن طعام ان «الجنود السوريين منقسمون. انشقت أربع دبابات وبدأت الدبابات تطلق النار على بعضها بعضاً».
وأضاف عبدالله الذي شهد دخول الجيش السوري جسر الشغور الواقعة على مسافة 40 كلم من الحدود التركية «حين بدأوا يطلقون النار على بعضهم هربت. لست ادري ان كانوا دمروا جسوراً ام لا. لم يكن احد قبل ذلك أطلق النار على الجسور، لقد عبرت الدبابات منها». وكان لاجئ سوري آخر في تركيا يدعى علي (27 عاماً) أفاد الاحد بحصول مواجهات داخل الجيش السوري.
وقال «ثمة انشقاق في صفوف الجيش وهناك مجموعة تحاول حماية الناس، لقد دمروا جسرين في جسر الشغور»، موضحاً انه حصل على هذه المعلومات من اشخاص فروا من المدينة في اليوم نفسه. وقال عبدالله إن قوات الأمن السورية وصلت «الى مسافة ستة كيلومترات من الحدود التركية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news