القذافي يلعب الشطرنج.. ويعلن: لن أغادر لأنني لست رئيساً

رفض النظام الليبي الحديث عن احتمال رحيل العقيد معمر القذافي، إذ أكد الأخير أنه لن يغادر البلاد، لأنه ليس رئيساً أو ملكاً، فيما استؤنفت الاشتباكات بين أنصاره ومعارضيه بكثافة على العديد من الجبهات، وأعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، أمس، في بنغازي أن ألمانيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي «ممثلاً شرعياً وحيداً» لليبيا، فيما أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لإفريقيا والأزمات في العالم العربي، ميخائيل مارغيلوف، أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى طرابلس، ميدانياً، أعلنت المعارضة المسلحة انها شنت هجوما، أول من أمس، لاستعادة بلدة البريقة النفطية، لكن تم صدها في معركة قتل فيها اربعة مقاتلين على الأقل، فيما أعلن حلف الأطلسي عن «تدابير ضرورية» لحماية المدنيين.

وتفصيلاً، قال القذافي، أول من أمس، بحسب ما نقل عنه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، الروسي كيرسان ايليومجينوف، «أنا لست رئيس وزراء ولا رئيساً ولا ملكاً. أنا لا أشغل أي منصب في ليبيا. لهذا السبب ليس علي التخلي عن أي وظيفة». وقد التقى الرجلان في طرابلس، حيث لعبا الشطرنج وبث التلفزيون الليبي مشاهد للمباراة ظهر فيها الزعيم الليبي مرتدياً برنساً بنياً ويضع نظارات سوداء. وأضاف إيليومجينوف «القذافي قال لي إنه لا يعتزم مغادرة ليبيا، مشدداً على ان ليبيا وطنه، وأنها الارض التي قتل فيها أبناؤه وأحفاده».

وقال مارغيلوف إنه نصح إيليومجينوف قبيل زيارته إلى طرابلس بأن يلعب مع القذافي الشطرنج، ويفهمه من خلال اللعبة ان حكمه اقترب من النهاية.

ويكرر القذافي بذلك ما كان اكده في تسجيل صوتي بث في السابع من مايو، اكد فيه انه رغم القصف «لن نخضع أبدا، لن تستطيعوا هزيمة شعب مسلح». وهو بذلك يؤكد انه لن يتراجع قيد أنملة رغم الانشقاقات وغارات الاطلسي وتعدد الدعوات الدولية له للتنحي، خصوصاً من روسيا الحليف السابق له، التي من المقرر أن ترسل مبعوثاً الى طرابلس الاسبوع المقبل.

وجاءت تصريحات القذافي أيضا في رد فعل على «الضمانات» التي أعلنت تركيا انها ستوفرها للقذافي في حال قرر مغادرة بلاده.

من جهتها دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أمس، افريقيا الى الضغط على القذافي ليعلن وقفا لاطلاق النار ويتنحى، وذلك في خطاب بمقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا. كما دعت الدول الافريقية إلى «تعليق أنشطة السفارات» التابعة للنظام الليبي و«طرد الدبلوماسيين الموالين للقذافي» العاملين في هذه الدول. كما طلبت «دعماً متزايداً» للمجلس الانتقالي.

بدوره، قال فسترفيله للصحافيين بعد محادثات مع مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي، بينهم علي العيسوي، المكلف الشؤون الخارجية، «ان المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي». وأضاف الوزير الالماني الذي وصل بنغازي، أمس، «نأمل ان تكون هناك ليبيا حرة (تعيش) في سلام وديمقراطية من دون القذافي». وأعلن أيضا افتتاح ممثلية دبلوماسية ألمانية في بنغازي.

ميدانياً، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات القذافي وقوات معارضيه، إذ يحاول الثوار السيطرة على مدينة البريقة النفطية التي تقع على بعد 240 كلم غربي بنغازي، وفي مناطق الجبل الغربي يحاولون القضاء على جيوب المقاومة التابعة للنظام، بحسب مصادر الثوار. وسجلت، أول من أمس، معارك عنيفة على بعد 40 كلم شرقي مدينة البريقة الاستراتيجية، استخدمت فيها صواريخ غراد والقذائف، بحسب الثوار. وقال أحد قادة الثوار، إن أربعة ثوار قتلوا في هذه المعارك. وساد الهدوء صباح أمس هذه الجبهة، بحسب المصدر ذاته. في المقابل يؤكد النظام الليبي ان الثوار لا يحرزون تقدماً.

وغير بعيد من مدينة مصراتة، قصفت قوات القذافي السبت منطقة الدافنية. وبحسب متحدث باسم الثوار في مصراتة، حاصرت القوات الموالية للقذافي حي ازدو الشعبي في زليتن على بعد 50 كلم غربي مصراتة، وهددت بمكبرات الصوت باغتصاب النساء وقتل الرجال، إذا لم يسلم المتمردون أسلحتهم.

وفي الزاوية غربي طرابلس، احتدمت المعارك منذ السبت حين سيطر الثوار، على حد قولهم، على قسم من المدينة.

وفي جبال نفوسة غرباً، قتل سبعة ثوار على الأقل وأصيب 49 آخرون، في معارك مكثفة استهدفت تضييق الخناق على الزنتان، إذ قال متحدث باسم الثوار إن القوات الحكومية قتلت تسعة اشخاص في قصف للبلدة.

من جانب آخر، امتدت حركة الثورة الى مدينة غدامس التاريخية، التي تقع على بعد نحو 600 كلم جنوب غربي طرابلس بمحاذاة الحدود مع تونس والجزائر، بحسب مصادر من الثوار. وأعلن الحلف الاطلسي، أول من أمس، أنه «يتخذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين» غربي طرابلس، وقال في بيان «على طول الساحل الشمالي الغربي لليبيا، بين طرابلس والحدود التونسية، يرفض ليبيون تخلى عنهم نظام القذافي منذ وقت طويل، شرعية (هذا النظام)، وعبر القيام بذلك، فإنهم مهددون بهجمات». وأضاف البيان ان «الاطلسي يتابع الوضع من كثب ويتخذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين».

وفي مصراتة، استخدم الأطلسي «أسلحة موجهة دقيقة التهديف لإصابة شاحنة، ودبابة، وقاذفة صواريخ وآلية مدرعة»، بحسب البيان.

وقال قائد عملية «الحامي الموحد»، التي ينفذها الحلف، الجنرال الكندي شارل بوشار في البيان، ان «هذه الانواع من التجهيزات استخدمت لاستهداف المدنيين عشوائياً في سائر أنحاء ليبيا».

الأكثر مشاركة