صورة تلفزيونية لتظاهرة وسط مدينة حماة تطالب برحيل الأسد. أ.ف.ب

مقتل 19 سورياً برصاص الأمن في « جمعة صالح العلي »

قتل 19 متظاهراً، أمس، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات عمت المدن السورية مطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في «جمعة الشيخ صالح العلي»، وفيما سقط أمس أول محتج في حلب شهدت حماة أكبر تظاهرة في سورية قدر عدد المشاركين فيها بنحو 200 ألف.

وقالت جماعة نشطاء رئيسة تنسق الاحتجاجات الشعبية في سورية ان قوات الامن قتلت بالرصاص 19 محتجاً في تظاهرات عدة في أنحاء سورية طالبت بإنهاء حكم الاسد.

وقالت جماعة لجان التنسيق المحلية في بيان إن عدد القتلى يشمل أول محتج يسقط قتيلاً في حلب ثاني اكبر مدن سورية.

وذكرت الجماعة ان لديها أسماء 19 مدنيا بينهم ثلاثة قتلوا في ضواحي دمشق وثمانية في حمص وهي مدينة يسكنها مليون شخص، ولم يمنع وجود الدبابات والقوات بها الناس من الخروج في تظاهرات كبيرة للمطالبة بالحرية السياسية وإنهاء نظام الحكم المطلق للاسد.

وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية عمار القربي إن قوات الامن قتلت بالرصاص متظاهراً في حلب حين أطلقت النار على مئات من المحتجين في شارع سيف الدولة الرئيس وسط المدينة.

من جهته، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، ان «شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد) كما قتل شخص في دوما (ريف دمشق) إثر اطلاق رجال الامن النار عليهم خلال مشاركتهم في المظاهرات».

وذكر كذلك ان رجال الامن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، ما ادى الى «إصابات» بين المتظاهرين.

وقال إن رجال الامن لاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها الى داخل الاحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية الى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب. كما فرقت قوات الأمن «مئات المتظاهرين بالهراوات في السويداء» (جنوب).

ولفت الى أن «تظاهرة انطلقت في سراقب على الرغم من الحصار الذي فرضه الجيش عليها، حيث خرج نحو 2000 شخص. وفي قلب مدينة حمص خرجت تظاهرات حاشدة قدر قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف، وشملت تظاهرة في باب السباع شارك فيها نحو 20 ألفاً والخالدية 15 ألفاً. وآلاف في البياضة وسوق الخضرة وبابا عمرو وبستان الديوان والوعر.

وخرج عشرات الآلاف في مدن وقرى حمص أهمها في تلكلخ والرستن وتلبيسة والقصير والحولة، بحسب حقوقيون وناشطون، كما خرجت تظاهرات في الرستن (وسط) والقصير (وسط) والشيخ مسكين (ريف درعا) ومعرة النعمان (غرب) وتلبيسة (وسط) وفي حي الرملة في اللاذقية (غرب) كما في دير الزور والميادين (شرق).

كما تظاهر عشرات الآلاف في ريف دمشق، حيث خرج عشرات الآلاف في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية والمعضمية ودوما وحرستا والتل والكسوة وأطلقوا شعارات تدعو الى «التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام».

وفي مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية انطلقت تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، كما خرجت تظاهرات عدة في ريف حلب أهمها في مدينة كوباني تطالب بالحرية وإسقاط النظام وفك الحصار.

وفي اللاذقية خرجت تظاهرات حاشدة في أحياء العوينة والقلعة وحي السجن ومنطقة الصليبة ومشروع الصليبة والطابيات والكورنيش وحي القصور و الرمل الجنوبي والسكنتوري وبستان السمكة.

وفي دير الزور (شرق) قال شهود عيان ان قوات الامن السورية قتلت اثنين من المتظاهرين بالرصاص أثناء قيامهما بتمزيق صور للرئيس الاسد. وأضافوا ان الاثنين كانا ضمن حشد كبير، وأطلق ضباط المخابرات العسكرية النيران عليهما عندما حاولا تسلق جدران مرآب تابع للجيش لتمزيق صور للاسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الاسد. وأضافوا أن ضباط المخابرات العسكرية الذين يقومون بعمل مفوضين سياسيين في وحدات الجيش أصابوا أيضا ثلاثة مجندين عند بوابة المرآب لرفضهم إطلاق النار على المحتجين وحالتهم غير معروفة.

من جهته، ذكر الناشط الحقوقي عبدالله الخليل للوكالة ان «نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيس الى الدوار».

وذكر الناشط الحقوقي حسن برو ان «أكثر من 3000 شخص خرجوا للتظاهر في عامودا (شمال) من امام الجامع الكبير مطالبين بالحرية والديمقراطية»، لافتا الى ان المتظاهرين «رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي بالاضافة الى رفض الحوار مع الدبابات».

وأضاف برو ان «4000 شخص تظاهروا في القامشلي (شمال غرب) انطلاقاً من جامع قاسمو مطالبين بإسقاط النظام والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية»، مشيراً الى انها «انتهت بسلام».

وأشار برو الى ان القيادي في حزب «يكيتي» الكردي المحظور حسن صالح، ألقى كلمة في نهاية المظاهرة شكر فيها المتظاهرين «وأكد ان التغيير لابد منه وان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يخرج سورية من الأزمة». من جهته، أشار رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى، إلى ان «الجديد في مظاهرة القامشلي هو مشاركة رجال من عشيرتي طي وشمر، بالاضافة الى لجنة وحدة الشيوعيين».

وأكد برو قيام تظاهرة في راس العين (80 كلم شمال الحسكة، شمال شرق) شارك فيها 1500 شخص، مشيراً الى أن ما ميز هذه التظاهرة مشاركة العرب والشيشان الى جانب الاكراد.

واعتبر برو أن «ذلك إن دل على شي فإنه يعبر على ألا طائفية في سورية، بل ان النسيج السوري موحد بطوائفه واتنياته».

ومن جهته، أعلن الاعلام الرسمي عن مقتل عنصر من قوات حفظ النظام، بالاضافة الى اصابة آخرين في حمص وجرح عناصر من الجيش في دير الزور بنار «مسلحين». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «أحد عناصر الامن استشهد وأصيب أكثر من 20 برصاص مسلحين في حمص».

الأكثر مشاركة