المعارضة: لا تفاوض مع القذافي إلا حول الرحيل
إيطاليا تفكّر في موعد لإنهاء مهمتها في ليبيا.. والنمسا تعترف بـ «الانتقالي»
أكد الزعيم الليبي معمر القذافي، في رسالة صوتية بثها التلفزيون الرسمي، أول من أمس، ان حلف شمال الأطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد نظامه «سيهزم حتماً» ولن يتمكن من تغيير «أي شيء» في ليبيا، وطالبه بالنزول إلى الأرض، ووصف المعارضين الذين يسعون للإطاحة به، بأنهم «خونة» و«جبناء»، فيما قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، أمس، إنه لن يتفاوض أبدا مع القذافي، وألمح إلى ان تونس اعترفت بالمجلس «محاوراً شرعياً» لكل الليبيين، وفي وقت انضمت النمسا إلى قائمة الدول المعترفة بالمجلس الانتقالي، أعلنت ايطاليا انها يمكنها أن تبدأ «التفكير في موعد» لإنهاء مشاركتها الفعلية بالمهمة في ليبيا بعد انتهاء الأشهر الثلاثة التي وعدت بها.
وتفصيلاً، قال القذافي «مصممون على ألا نغير أي شيء في بلدنا إلا بإرادتنا وبعيداً عن طائرات الحلف»، وأضاف «نحن صامدون مقاتلون، إذا نزلوا الى الأرض نحن بانتظارهم، لكن هؤلاء جبناء لا يجرؤون على النزول الى الأرض»، داعياً الليبيين الى «تحرير» بلدهم. وقال «استعدوا رجالاً ونساء لتحرير ليبيا شبراً شبراً»، داعياً «الصليبيين الجبناء» الى مشاهدة التلفزيون الليبي لرؤية تضامن الشعب الليبي مع قائده «التاريخي».
وبث التلفزيون الليبي صوراً لتجمع مؤيد للنظام عند الساحة الخضراء وسط طرابلس، ضم آلاف المناصرين. وتم بث رسالة القذافي عبر مكبرات الصوت في الساحة التي تجمع فيها انصاره، خصوصاً من النساء في أكبر تظاهرة مؤيدة للنظام في العاصمة الليبية منذ اسابيع عدة. وحمل المتظاهرون صوراً للقذافي والأعلام الليبية الخضراء هاتفين «الله.. معمر.. ليبيا وبس» في حين اطلق مسلحون النار في الهواء.
من جهته، اكد رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، خلال مؤتمر صحافي، حصول اتصالات بين النظام الليبي والثوار، الأمر الذي نفاه الثوار في وقت سابق. وقال ان «بابنا مفتوح للجميع ونحن على اتصال مع جميع الأطراف».
ورداً على سؤال عن نفي الثوار في وقت سابق، المعلومات حول المفاوضات مع النظام، اجاب رئيس الوزراء «اسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنرويجية والتونسية وسيقولون لكم الحقيقة»، وأضاف «إننا واثقون بلقاءاتنا وكل شيء مسجل». واتهم «الأطلسي» بارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، ودعا الى «اجتماع طارئ» للأمم المتحدة لبحث هذه الجرائم.
في المقابل، قال مصطفي عبدالجليل، إن استقباله من قبل مسؤولين حكوميين في تونس يعد اعترافاً ضمنياً بالمجلس، وقال إن ما قامت به تونس من إجراءات وأفعال على أرض الواقع «يتجاوز مسألة الاعتراف»، بينما لم يصدر اي موقف رسمي تونسي يعترف بالمجلس. وشدد في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه برئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي، على أن المجلس الإنتقالي غير معني بالتفاوض مع القذافي، وأن «التفاوض الوحيد المعني به هو حول رحيل القذافي». دبلوماسياً، قال متحدث باسم الحكومة النمساوية، أمس، إن بلاده قد اعترفت بالمجلس الانتقالي، بوصفه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، وأضاف أن فيينا ستثير مسألة الاعتراف بالمجلس خلال مباحثات تجري في لوكسمبورغ، غداً، مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي. ويمثل اعتراف النمسا دفعة دبلوماسية اخرى للمجلس الانتقالي. ميدانياً، واصلت طائرات حلف الأطلسي قصفها المواقع العسكرية والمدنية في طرابلس حيث استهدفت، أمس، منطقة الكرامة. ونقل التلفزيون الليبي عن متحدث عسكري قوله إن طائرات الحلف استهدفت المواقع العسكرية والمدنية، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف والإطفاء هرعت إلى المنطقة المستهدفة لنقل المصابين وإخماد الحرائق التي اندلعت في العديد من المنازل. وقال مقاتل في صفوف المعارضة في نالوت، أمس، ان معارك بالأسلحة النارية بين القوات الموالية للقذافي وقوات المعارضة في المدينة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل واصابة 13 اخرين.
وأضاف أن المعارك مستمرة وأن «الثوار دمروا ست مدرعات وقتلوا أكثر من 45 من جنود العدو، وطوق الثوار قوات القذافي المتمركزة في مجمع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news