السلطات الليبية تعرض طفلين مـــــــــــــــــــــــــــــــــن ضحايا قصف «الناتو». أ.ف.ب

«الأطلسي» يفـقد مـروحـية أميركية فـوق ليـــــــــبيا

اعترف حلف شمال الاطلسي (الناتو)، أمس، بفقدان مروحية أميركية من دون طيار خلال مهمة مراقبة في ليبيا، لكنه نفى ان تكون احدى مروحياته الهجومية اسقطت، كما اعلنت طرابلس. وفيما واجه الحلف انتقادات عنيفة بعد مقتل مدنيين بنيرانه، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن أربعة أشخاص من أسرة فلسطينية قتلوا جراء قصف «الناتو» العاصمة طرابلس.

وتفصيلاً، قال الناطق العسكري باسم الحلف مايك براكن، في بيان إن مركز قيادة الحلف في نابولي (ايطاليا) فقد مروحية من دون طيار. واضاف ان المروحية من دون طيار كانت تقوم بمهمة جمع معلومات ومراقبة واستطلاع فوق ليبيا، لرصد تحركات القوات الموالية للقذافي التي تهدد المدنيين. وتابع «ندرس سبب الحادث».

وأكد الناطق نفسه ان الحلف لم يفقد أياً من مروحياته خلال عملية «الحامي الموحد»، وسينشر مزيداً من المعلومات عن الحادث عند توافرها. وجاء اعلان الحلف بعدما بث التلفزيون الليبي، أمس، صورا لحطام طائرة قال إنها مروحية اباتشي اسقطت قرب زليتن التي تبعد 160 كلم شرق العاصمة و40 كلم غرب مدينة مصراتة. وجاء في الشريط الاخباري للتلفزيون الليبي نقلاً عن مصدر عسكري «صور مروحية اباتشي اسقطها الشعب المسلح».

وصرح مسؤولون اميركيون أمس ان المروحية التي اختفت من رادار الاتصال مع حلف «الاطلسي» فوق ليبيا هي مروحية اميركية من دون طيار من نوع فاير سكاوت، كاشفين بذلك عن بدء استخدام هذه الطائرة العمودية الجديدة في الحرب. واكد احد هؤلاء المسؤولين لوكالة فرانس برس «لا نعرف حتى الآن» لماذا فقد اتصال الرادار بالمروحية «ام كيو 8 بي فاير سكاوت».

وفي الوقت نفسه، يواجه الحلف انتقادات لعمليته في ليبيا، بعد مقتل 24 مدنياً خلال 48 ساعة بنيران الحلف في صرمان (غرب) وطرابلس، كما اعلن النظام الليبي.

وشن الحلف الاطلسي الاثنين غارة جوية على صرمان، ادت بحسب السلطات الليبية الى مقتل 15 شخصاً، بينهم ثلاثة اطفال، بينما اعترف الحلف الذي اكد انه استهدف موقعا عسكريا، بارتكابه خطأين خلال اليومين الماضيين. واستهدفت هذه الغارة مقر اقامة الخويلدي الحميدي احد رفاق درب الزعيم الليبي معمر القذافي على بعد نحو 70 كلم غرب العاصمة، بحسب مسؤول في النظام، أوضح ان هذا المقر تم استهدافه بثمانية صواريخ.

وقال المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم، الموجود في الموقع، إن الغارة اوقعت 15 قتيلاً بينهم ثلاثة اطفال، مندداً بعمل ارهابي جبان لا يمكن تبريره.

وأفاد مصور من وكالة فرانس برس زار المكان مع مجموعة من مراسلي الصحافة العالمية ان مباني عدة دمرت.

وبعد نفي الغارة، اقر الحلف الاطلسي بان طائراته اغارت على صرمان. واشار الحلف الى ان مقاتلاته شنت غارة محددة في وقت مبكر صباح الاثنين على مركز قيادة ومراقبة عالي المستوى.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أمس، أن وزارة الخارجية الليبية سخرت من لجوء حلف شمال الأطلسي إلى الاختباء وراء الحجج والذرائع المكشوفة، لتبرير حرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يشنها على الشعب الليبي.

دبلوماسياً، اكدت الصين التي تستقبل القيادي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، أمس، ان الوضع لا يمكن ان يستمر، وانها تريد دفع طرفي النزاع الى التفاوض. وقالت وزارة الخارجية الصينية ان جبريل الذي وصل الى بكين، سيلتقي وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لتبادل وجهات النظر حول حل للنزاع في ليبيا.

واعلنت الحكومة الصينية، التي تعتبر ان وقف اطلاق النار في ليبيا اولوية الاولويات أخيراً انها اقامت اتصالات مع الثوار ضد نظام القذافي.

وقد اجرى دبلوماسيون صينيون لقاءين مع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي، الذي باتت نحو 12 دولة تعتبره محادثا شرعيا. ويتوقع ان يغتنم جبريل زيارته ليطلب من الصين مساعدة مالية، بعد ان قدر المجلس الوطني الانتقالي احتياجاته بنحو 3.5 مليارات دولار للاشهر الستة المقبلة.

وفي واشنطن أعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما، اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، هو الثاني خلال ستة ايام، بحثا خلاله في الجهود لطرد الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة. واكد بيان الرئاسة الاميركية ان اردوغان واوباما اتفقا على اهمية مواصلة الاسرة الدولية الضغط على القذافي، لتأمين مرحلة انتقالية نحو حكومة جديدة تعكس رغبة الشعب الليبي.

وفي باريس، اعلن رئيس مجلس النواب الفرنسي برنار اكواييه، ان النواب سيصوتون في 12 يوليو على مسألة التمديد للتدخل العسكري في ليبيا، بعد فترة الاربعة اشهر، كما ينص عليه الدستور.

وأخيراً، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية ان اجتماع رؤساء القبائل ومندوبي المجتمع المدني في ليبيا الذي كان سيعقد في نهاية الاسبوع في روما ارجئ الى موعد لاحق لم يتحدد.

من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن أربعة أشخاص من أسرة فلسطينية، قتلوا الاثنين، جراء قصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) العاصمة الليبية طرابلس. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن وزارة الشؤون الخارجية أمس أنه تم إبلاغ الصليب الأحمر الدولي بذلك، لافتة إلى أن هذه الأسرة كانت تسكن قبل ذلك في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق.

يشار الى أن السلطات الليبية اتهمت «الناتو» أمس، بقصف منازل في صرمان غرب طرابلس، ما أسفر عن مقتل 18 شخصا من بينهم عدد من الأطفال.

وفي لندن عبر الرجل الثاني في قيادة سلاح الجو البريطاني الجنرال سايمن براينت، في مذكرة نشرتها الصحف البريطانية عن قلقه من قدرة سلاح الجو على مواصلة عملياته في ليبيا اذا امتدت الى ما بعد الصيف. وتأتي تصريحاته بعد مخاوف مماثلة عبر عنها قائد سلاح الجو الاميرال مارك ستانهوب في 13 يونيو الماضي. وقال قائد العمليات القتالية في مذكرة موجهة الى اصحاب القرار السياسي إن معنويات الطيارين ضعيفة وعددا من القطاعات يخضع للضغط.

الأكثر مشاركة