عشرات الآلاف يشاركون في "جمعة إسقاط الشرعية".. وسقوط قتلى برصاص الأمن السوري
تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين السوريين إلى الشوارع في أنحاء سورية، اليوم، مطالبين بسقوط نظام بشار الأسد، في تظاهرات أطلق عليها النشطاء "جمعة إسقاط الشرعية"، فيما تصدت لهم قوات الأمن مستخدمة العصي، وقنابل الغاز، والقنابل المسيلة للدموع، وسط أنباء عن مقتل خمسة متظاهرين وجرح ستة آخرين جراء إطلاق النار عليهم قرب دمشق.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، "أسفر اطلاق النار على متظاهرين في الكسوة، الواقعة جنوب دمشق، عن مقتل شخص على الأقل"، مضيفاً أن إطلاق النار أدّى أيضاً إلى "اصابة 9 متظاهرين آخرين".
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "عدد من قوات حفظ النظام في الكسوة أصيب برصاص مسلحين".
وأشار عبد الرحمن إلى أن "تظاهرات اليوم كانت الأضخم عددياً منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس الماضي"، لافتاً إلى أن "العدد أضحى بعشرات الآلاف، بعد أن كانت المظاهرات تضم الآلاف".
وأضاف أن "تظاهرات إنطلقت في عدة أحياء في حمص (وسط)، حيث كان المتظاهرون يتفرقون ثم يعودون للتجمع، بسبب لجوء السلطات إلى إطلاق النار لتفريقهم". كاشفاً أنه "تم إطلاق النار على المتظاهرين في حمص، حيث سقط جريح".
وذكر رئيس المرصد إن "أكثر من 30 ألف يتظاهرون في دير الزور (شرق)، يتوزعون على عدة مناطق من المدينة، كما خرج آلاف في مدينة الميادين المجاورة لها".
وفي حماة (وسط)، آعلن عبد الرحمن آن "عشرات آلاف المتظاهرين خرجوا وتجمعوا في ساحة العاصي".
وأضاف عبد الرحمن أن "نحو 10 آلاف شخص خرجوا للتظاهر في كفر نبل وجرجناز وسراقب ونبش (ريف إدلب)، ونحو 5 آلاف شخص شاركوا في تظاهرة في مدينة الرستن (وسط)"، مشيراً إلى أن "الشعارات التي نادى بها المتظاهرون تدعو إلى إسقاط النظام".
وتابع أن "حوالي 700 شخص خرجوا للتظاهر في الزبداني (ريف دمشق)"، مؤكداً أن "عدد المتظاهرين يتزايد رغم التواجد الأمني غير المسبوق".
وأردف عبد الرحمن أنه سجلت أيضاً "تظاهرة في دوما (ريف دمشق) خرجت من عدة جوامع في المدينة، يتجاوز عدد المشاركين فيها 1500 متظاهر رغم الحواجز الأمنية". وتابع "كما خرجت تظاهرة في حي القابون في دمشق، تضم 12 ألف متظاهر".
وفي جبلة، "أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين"، بحسب رئيس المرصد، الذي قال إن "قوات الأمن فرقت بالقوة تظاهرة إنطلقت من أمام جامع الحسن في دمشق، وعمدت إلى اعتقال بعض المتظاهرين".
من جهته، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، إن "قوات الأمن عمدت إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقة الميدان" بدمشق.
وأشار الى "خروج تظاهرات في حي ركن الدين في دمشق، داعية إلى سقوط النظام"، لافتاً إلى أن "قوات الأمن قامت بتفريق المتظاهرين وضربهم بالهراوات".
وأضاف ريحاوي أن "عدة تظاهرات خرجت في دوما (ريف دمشق) واللاذقية (غرب) والسلمية (وسط) وقرية المسيفرة وصيدا (ريف درعا)، وفي حي برزة في دمشق، ونحو ألفي متظاهر في درعا (جنوب) لللمطالبة باسقاط النظام".
وأفاد ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن"قوات الأمن فرقت تظاهرات في حلب، الأولى من مام جامع الأنوار، والثانية في سيف الدولة شارك فيها المئات" مشيراً إلى أن "إحدى السيارات الموالية للنظام عمدت إلى دهس إحد المتظاهرين، الذي تم اسعافه".
وفي شمال سورية، أفاد الناشط عبد الله خليل أن "تظاهرة كبيرة إنطلقت في مدينة الطبقة، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع الرئيسية".
وأشار الناشط إلى إن "قوات الأمن قامت بمحاصرة المتظاهرين، وعمدت إلى ضربهم بالعصي الكهربائية"، ما أدّى إلى "سقوط جرحى بين المتظاهرين واعتقالات في صفوفهم".
وقال عبد الله إن "المتظاهرين عمدوا إلى إحراق العلم الروسي وطالبوا (الرئيس الروسي ديمتري) مدفيديف بألا يساهم بقتل السوريين". كما أشار إلى "قيام تظاهرة كبيرة ضمت المئات في الرقة".
وفي شمال شرق البلاد، التي يغلب على سكانها الأكراد، ذكر الناشط حسن برو لوكالة فرانس برس أن "أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا في عامودا، دون تسجيل احتكاك مع قوات الأمن".
وخرج أكثر من 5 آلاف متظاهر في القامشلي، وهم يهتفون بشعارات تدعو إلى إسقاط النظام"، كما خرج "نحو 1500 شخص" للتظاهر في رأس العين.
في المقابل، أشار الناشط إلى "خروج تظاهرة تأييد للرئيس بالسيارات والدراجات النارية تجوب الشوارع، وترفع صوراً للرئيس السوري، ولافتات كتب عليه لا للتخريب ولا للمؤامرة الخارجية وتؤيد عملية الاصلاح".
وتشهد سورية منذ ثلاثة أشهر احتجاجات غير مسبوقة، تسعى السلطة إلى قمعها عن طريق قوات الأمن والجيش، مؤكدةً أن تدخلها أملاه وجود "إرهابيين مسلحين يبثون الفوضى".