بعثة أممية إلى اليمن لتقييم وضع حقوق الإنسان
قررت الأمم المتحدة، أمس، إرسال بعثة لتقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن، حيث تقمع القوات الحكومية حركة الاحتجاجات الشعبية، فيما أعلن عن مقتل ثلاثة جنود في هجوم ومتظاهر خلال مراسم تشييع جثمان أحد المحتجين بمدينة عدن جنوب اليمن.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة رافينا شمدساني في لقاء صحافي «سنرسل بعثة الى اليمن»، مضيفة ان بعثة التقييم ستنطلق بعد غد الاثنين. وأوضحت ان المهمة ستستمر 10 ايام وستضم البعثة ثلاثة من موظفي المفوضية العليا.
وكانت المفوضية اعلنت في 13 مايو انها حصلت على إذن من السلطات اليمنية لإرسال بعثة للنظر في اعمال العنف التي شهدتها التظاهرات الاخيرة ضد النظام منذ نهاية يناير. وقالت شمدساني «لدينا حاجة حقيقية للاطلاع على الوضع».
ولذلك من المفترض ان تلتقي البعثة بممثلين عن السلطات والمدافعين عن حقوق الانسان واعضاء في المعارضة وضحايا أعمال العنف. كما يريد اعضاء البعثة زيارة المرافق الصحية والمعتقلات، بحسب المتحدثة. وتابعت «نأمل ان يتمكنوا عند عودتهم من إصدار توصيات للحكومة». وأسفرت اعمال العنف في اليمن بحسب الامم المتحدة عن نزوح نحو 45 الف شخص جنوباً في محافظات عدن وابين ولحج، حيث يؤكد الجيش انه يقاتل عناصر في «القاعدة».
وتشهد البلاد ثورة شعبية تتعرض لقمع عنيف تطالب برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحاكم منذ 33 عاماً، الذي يعالج منذ الرابع من يونيو الجاري في الرياض لإصابته بهجوم على قصره في صنعاء.
من جهة أخرى، قتل ثلاثة جنود أمس في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موقعا للجيش في احد أحياء عدن كبرى مدن جنوب اليمن. وأوضح ضابط في الشرطة الجنائية كان يحقق في الهجوم لـ«فرانس برس» ان ثلاثة جنود قتلوا واصيب اربعة بجروح حين انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة دبابة للجيش، ما ادى الى إحراق سبع دبابات منتشرة قرب حاجز عسكري عند مدخل مرفأ في المنصورة، أحد احياء عدن.
كما قتل متظاهر وأصيب ثمانية آخرون أثناء تفريق قوات الجيش اليمني تظاهرة بمدينة عدن خلال مراسم تشييع جثمان احد المحتجين، توفي قبل عام إثر التعذيب في مقر المخابرات بتهمة مشاركته بهجوم طال مبنى الأمن السياسي. وقال مصدر يمني وشهود عيان ان الجيش هاجم المتظاهرين بمديرية المنصورة بمحافظة عدن خلال مشاركتهم في تشييع جثمان الشاب أحمد الدرويش الذي توفي قبل عام إثر تعذيب الأجهزة الأمنية له.
وكان الدرويش اعتقل قبل عام على إثر اتهامه بالمشاركة في هجوم طال مقر الأمن السياسي (المخابرات)، وأدى إلى مقتل 11 من كبار الضباط.
وأفاد المصدر بأن الجيش أطلق الرصاص الحي على المشيعين، الأمر الذي تسبب في مقتل الطبيب والناشط السياسي حبيب السعدي، وجرح ثمانية آخرين بينهم اثنان حالتهما حرجة.