1500 لاجئ سوري فروا إلى تركيا أول من أمس بحثاً عن ملاذ من قمع الجيش. رويترز

15 قتيلاً سورياً في « جمعة سقوط الشرعية »

قتل 15 شخصاً عندما أطلقت عناصر قوات الأمن السورية، أمس، النار لتفريق متظاهرين في مدينة الكسوة بريف دمشق وحمص في «جمعة سقوط الشرعية»، وشهدت العديد من المدن السورية تظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد رغم تصدي قوات الامن للمحتجين واعتقال بعضهم.

وفيما فر أكثر من 1500 لاجئ سوري الى تركيا، حيث امتدت حملة القمع التي يشنها الجيش السوري الى منطقة الحدود، وسع الاتحاد الأوروبي العقوبات على دمشق لتشمل مسؤولين ورجال أعمال، بالإضافة إلى ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني، متهمين بدعم قمع المعارضة السورية.

وتفصيلاً، قال الناشط الحقوقي، عضو المنظمة السورية لحقوق الإنسان محمد عناد سليمان لوكالة «فرانس برس» ان رجال الامن أطلقوا النار على متظاهرين، ما اسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح ستة آخرين في الكسوة (ريف دمشق). وأشار الناشط الى أن رجال الامن أطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد خروجهم بدقائق من صلاة الجمعة. كما قتل ثلاثة أشخاص في حي برزة في دمشق برصاص الأمن في حين قتل ثلاثة متظاهرين في حمص ورابع في منطقة القصير. وشهدت العديد من المدن السورية الجمعة تظاهرات حاشدة نادت بسقوط النظام السوري.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن عدداً من قوات حفظ النظام في الكسوة أصيب برصاص مسلحين.

وأفاد ناشطون حقوقيون بأن آلاف الاشخاص خرجوا في «جمعة سقوط الشرعية» بعد الصلاة للتظاهر في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق للمطالبة بسقوط النظام، رغم تصدي قوات الامن لهم واعتقال بعضهم. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبدالكريم ريحاوي، إن قوات الامن عمدت الى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقة الميدان بدمشق. واشار ريحاوي الى خروج مئات المتظاهرين في حي ركن الدين في دمشق، داعية الى سقوط النظام، لافتاً الى ان قوات الامن قامت بتفريق المتظاهرين وضربهم بالهراوات.

وقال شهود إن عشرات الآلاف من المتظاهرين نزلوا الى الشوارع في أنحاء سورية لشجب الهجمات التي يشنها الجيش بغرض انهاء الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية المستمرة منذ 13 أسبوعاً. وقال شاهد في اربين وهي إحدى ضواحي دمشق ان آلاف المتظاهرين رددوا هتافات تقول «قولوا للعالم ان بشار الاسد بلا شرعية».

وفي مدينتي حمص وحماة ردد المتظاهرون «الشعب يريد اسقاط النظام»، بينما في درعا في الجنوب، مهد الانتفاضة، حمل المحتجون لافتات ترفض عرض الحوار الذي طرحه الاسد يوم الاربعاء. ونشر النشطاء مقاطع مصورة لقوات أمن تطلق الرصاص على المتظاهرين في مدينة حمص. وقال أحد النشطاء إن الشبيحة قاموا بخلع أبواب المتاجر في شارع الوادي وسط المدينة واقتحموها. كما انقطعت الاتصالات تماماً في دوما وحرستا التابعتين لريف دمشق. واندلعت احتجاجات مماثلة في دير الزور والقامشلي في الشرق على الحدود مع العراق.

وفي شمال سورية، أفاد الناشط عبدالله خليل بأن مظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة الطبقة، حيث خرج الآلاف الى الشوارع الرئيسة. وأشار الناشط الى ان قوات الامن قامت بمحاصرة المتظاهرين وعمدت الى ضربهم بالعصي الكهربائية، لافتاً الى سقوط جرحى بين المتظاهرين واعتقالات في صفوفهم.

وأكمل الجيش السوري أمس انتشاره في القرى المحيطة بجسر الشغور (شمال غرب) قرب الحدود التركية التي كان دخلها الأسبوع الماضي لطرد «تنظيمات مسلحة» منها، بحسب ما أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية. وأدى الحصار الذي فرضته قوات الأمن والجيش السوري الخميس على قرية خربة الجوز المتاخمة للحدود التركية إلى تدافع المئات من السوريين للفرار عبر الحدود بحثا عن ملاذ، بحسب ما قاله نشطاء حقوقيون وتقارير إخبارية تركية. وقال ناشط سوري معارض إن عشرات الأسر التي كانت مختبئة خارج القرية تحسباً لهجوم عسكري، فرت مذعورة عبر الحدود مع تركيا عقب سماع أصوات طلقات نارية ودخول الجيش قريتهم. ووصل اكثر من 1500 لاجئ سوري فارين من القمع الى تركيا في الساعات الاربع والعشرين الماضية التي شهدت أيضاً وصول الجيش السوري الى الحدود السورية التركية، بحسب ما أكد المركز الحكومي التركي لإدارة الازمات.

وفي تصعيد ضد دمشق، أكد قادة الاتحاد الأوروبي في بيان، أمس، أن النظام السوري يقوض شرعيته بمواصلته قمع التظاهرات بدلاً من إحلال الديمقراطية في البلاد، مؤكداً أن المسؤولين عن القمع في سورية سيحاسبون على أفعالهم. ووسع الاتحاد الأوروبي، أمس، العقوبات التي يفرضها على سورية لتشمل مسؤولين سوريين ورجال أعمال، بالإضافة إلى ثلاثة مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني. ونشر الاتحاد الأسماء التي تشملها العقوبات في الجريدة الرسمية الخاصة بينهم ثلاثة مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، هم رئيسه محمد علي جعفري، وقائد فيلق القدس فيه الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس الاستخبارات في الحرس حسين طائب، الذين اتهمهم الاتحاد بـتقديم التجهيزات والدعم لمساعدة النظام السوري في قمع التظاهرات في سورية. كما شملت العقوبات ذو الهمة شاليش رئيس الأمن الرئاسي وابن عمة الرئيس بشار الأسد، ومدير الإسكان العسكري رياض شاليش ابن عمة الرئيس الأسد أيضاً. وفرض الاتحاد العقوبات أيضاً على شريكين تجاريين لماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، هما خالد قدور ورائف القوتلي اللذان اتهمهما بتقديم تمويل للنظام. وفرض الاتحاد عقوبات على أربع هيئات، هي شركتا بنا بروبرتيز وصندوق المشرق الاستثماري اللتان يرأسهما رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس الأسد، وقد اتهمهما الاتحاد بتقديم التمويل للنظام، بالإضافة إلى شركة حمشو التي يملكها محمد حمشو صاحب قناة الدنيا، ومؤسسة الإسكان العسكري التي يترأسها رياض شاليش.

من جهتها حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من خطر تصعيد في الشرق الاوسط، وقالت «نحن قلقون جداً من أنباء افادت بأن الجيش السوري طوق واستهدف قرية خربة الجوز التي تبعد 500 متر عن الحدود مع تركيا».

الأكثر مشاركة