معارضون يتوجهون إلى موسكو غداً لثنيها عن رفض قرار دولي يدين النظام

الجيش السوري يدخـل قريـة حــدودية وينشــر دباباتـه في الكسوة

صورة بثها نشطاء لتظاهرة حاشدة ضد نظام الأسد في حمص بـ «جمعة سقوط الشرعية». أ.ف.ب

دخل الجيش السوري، أمس، قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في إطار متابعة انتشاره في ريف إدلب (شمال غرب)، غداة مقتل 18 شخصا، عندما اطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين في مدن سورية عدة. فيما منعت قوات الأمن عائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات من تشييع جنازات أقاربهم في بلدة الكسوة بدمشق، وتم نشر 18 دبابة في أنحاء البلدة، بينما قامت قوات الأمن بحملة مداهمات. فيما يستعد ممثلون عن المعارضة السورية لزيارة موسكو، غدا في مسعى منهم لإقناع روسيا بتغيير موقفها الرافض استصدار قرار في مجلس الأمن يدين القمع العنيف الذي يمارسه النظام ضد المتظاهرين السلميين.

وقال ناشط حقوقي إن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل، أمس، قرية الناجية الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وأضاف في اتصال مع «فرانس برس»، أن وحدات من الجيش تؤازرها دبابات وناقلات جند دخلت قرية الناجية وانتشرت فيها، مشيرا الى أن «عملية الانتشار تأتي ضمن إطار نشر الجيش السوري في منطقة ادلب».

وتقع قرية الناجية، القريبة من الحدود التركية، على الطريق المؤدي من جسر الشغور (شمال غرب) الى اللاذقية (غرب).

وكان الجيش السوري، تدعمه دبابات، دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب)، الواقعة قرب الحدود السورية التركية في خطوة اعتبرت واشنطن أنها تمثل «تطورا مقلقا للغاية من قبل السوريين».

وأدى وصول القوات السورية إلى مشارف الحدود التركية إلى مغادرة نازحين سوريين كانوا أقاموا مخيما عرضيا على طول كيلومترات عدة، من الحدود بين البلدين مترددين في العبور الى تركيا، خشية عدم التمكن بعدها من العودة الى ديارهم.

وفي السياق، شنت قوات الأمن حملات الاعتقال في عدد من المدن السورية، إذ قامت مساء أول من أمس باعتقال اكثر من 100 شخص، بينهم 80 شخصا من قرية مارع في ضواحي حلب (شمال) وحدها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن حملات اعتقال شنتها قوات الأمن السورية مساء أول من أمس في كل اللاذقية وجبلة وبانياس، وطالت اكثر من 20 شخصا. كما أكد في وقت سابق ان قوات الأمن شنت في بلدة مارع الواقعة على بعد نحو 35 كلم شمال مدينة حلب (شمال) حملة اعتقالات واسعة النطاق إثر تظاهرة انطلقت في البلدة عقب صلاة العشاء، وشارك فيها المئات من المطالبين بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وتخلل حملة الاعتقالات في مارع إطلاق نار كثيف جدا في الهواء، وأسفرت عن اعتقال ما بين 70 و80 شخصا، من دون أن يؤدي إطلاق النار إلى سقوط قتلى أو جرحى، بحسب الناشط.

إلى ذلك قال نشطاء، أمس، إن قوات الأمن السورية منعت عائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات الدائرة من تشييع جنازات أقاربهم في بلدة الكسوة بدمشق. وأجبر المشيعون على دفن الجثامين من دون جنازات، ومعظم هؤلاء خرجوا في احتجاجات معارضة للحكومة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتم نشر 18 دبابة في أنحاء الكسوة، بينما قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في البلدة، وفق ما قال نشطاء كانوا يتابعون الاحتجاجات ويعدون قوائم بأسماء القتلى.

وقال النشطاء إن شخصا قتل في الكسوة صباح أمس، إلا أن قوات الأمن أخذت الجثمان بعيدا قبل أن يتم التعرف إلى هويته. وأضافوا أن مئات من الجنود حاصروا حي برزة في دمشق، بينما قطعت خطوط الهاتف في المنطقة، كما تم نشر قوات أمن في منطقة المعظمية بالعاصمة.

في سياق متصل، قال ممثلون عن المعارضة السورية، من المقرر ان يزوروا موسكو غدا، إنهم سيسعون إلى إقناع روسيا بتغيير موقفها الرافض استصدار قرار في مجلس الأمن يدين تعامل النظام السوري مع المتظاهرين السلميين.

وقال المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن عضو الوفد الذي سيزور موسكو رضوان زيادة «كان من المقرر أن يكون الاجتماع سرياً، لكننا فوجئنا بالمبعوث الخاص (الروسي ميخائيل مارغيلوف) يعلن عنه من العاصمة الليبية طرابلس حين زارها أخيراً».

وكان مارغيلوف أعلن أنه سيستقبل معارضين سوريين في موسكو، في السابع والعشرين من يونيو الجاري.

وأضاف أن الإعلان عن اللقاء يعني أن هناك رغبة روسية في الانفتاح على الأطراف المختلفة من المعارضة السورية، «ونعتقد أنها خطوة بالاتجاه الصحيح نحو تغيير موقف روسيا، وإدراكها أن مصالحها في النهاية هي مع الشعب السوري».

وأكد أن وفد المعارضة السورية الذي سيتوجه إلى موسكو يضم بالإضافة إليه، نجيب الغضبان (معارض مستقل)، وسليم منعم (إعلان دمشق)، ورضوان باديني (أكراد)، وملهم الدروبي (جماعة الإخوان المسلمين) وآخرين، وسيحاول إقناع المسؤولين الروس بتغيير موقف بلادهم من سورية. من جانبه، قال الغضبان «نحن في المعارضة السورية نرحّب كثيراً بهذه الدعوة، ونعتقد أنها تمثل تحولاً من ناحية إدراك روسيا التطورات الأساسية على الأرض السورية، كونها تقيم علاقات متينة مع النظام، لكن علاقاتها بدرجة أساسية تبقى مع سورية كبلد ومع الشعب السوري».

تويتر